احتفاء بالشاعرة منية جلال وبمشاركة عدد من الشعراء والموسيقيين والمغنين والرسامين، يجمعهم حبهم المشترك للكتب والعمل الإبداعي. لقد جاءوا جميعاً للاحتفال بالعمل الأدبي لمنية جلال، هذه الشاعرة التي طورت موهبتها الفطرية بملكة الإبداع. منية جلال أصدرت أحدث انتاجاتها الشعرية " رئة ثالثة " حاولت من خلال هذا العمل ان تلتقط جوهر الإلهام والابتكار. وخلال الأمسية تم التشديد على أهمية الشعر والفن في ازدهار الروح الإنسانية وفي بناء مجتمع أكثر عمقا وترابطا.
تدعو منية جلال في كتاباتها القراء إلى الانغماس في لحظات لا تُنسى حيث يتوقف الزمن عن طيرانه لإيقاظ العقول من سباتها الطويل، والتنفس من اجل أخذ طاقة جديدة في أجساد مثقلة بالرتابة وصرامة الحياة اليومية. إنها دعوة لتجاوز المألوف، وإعادة اكتشاف سحر اللحظة الحالية...
وخلال الأمسية قدم عماد الزغلامي، الناقد الأدبي البارز، تحليلاً ثاقبًا لأعمال منية جلال، مع التركيز بشكل خاص على مجموعتها الشعرية الأخيرة بعنوان "رئة ثالثة". لم يكن عرضها نقدًا فحسب، بل كانت دعوة حقيقية للتعمق في عالم المفردات الغني والمتنوع للشاعر. لقد كان قادرًا على التقاط جوهر عملهت، وتسليط الضوء على الطريقة التي تتنفس بها كل قصيدة وتعيش، كما لو أن لها رئة ثالثة، حيوية لوجود العمل ذاته. تمثل هذه الاستعارة التنفسية خيطًا مشتركًا في جميع أنحاء المجموعة، حيث ترمز إلى القوة الحيوية التي تحرك نثر جلال. لقد صور الزغلامي بمهارة كيف تقدم لنا جلال، من خلال كلماتهت، فرصة جديدة للحياة، وبالتالي إثراء المشهد الأدبي المعاصر. شجع العرض الذي قدمه المستمعين على الانغماس في كلمات جلال، والشعور بإيقاع شعرها، واكتشاف طبقات المعنى المنسوجة ببراعة رائعة. باختصار، كانت قراءة الزغلامي بمثابة احتفال بشعر منية جليل، الشعر الذي، مثل الرئة الثالثة، هو ضرورة للإبحار في تعقيدات التجربة الإنسانية.