بورتريه أحمد الأندلسي «أنا مبدع وأستطيع إنجاز أصعب الأدوار ...

• لو رفعتُ قضية بوزارة الثقافة ستكون في اهمال عيال

بطريقة مختلفة تمكن من شد انتباه المتفرج والمخرجين على حد السواء، في عشرة اعوام استطاع ان يحافظ على نجوميته ويكون حاضرا في الدراما الرمضانية كل عام تقريبا، ألفه المتفرج التونسي وتعود على مشاهدته والاستمتاع بادوار مختلفة ابدع في تجسيدها، هو هيثم

الفتى المتطلع الى مال الغير في «الليالي البيض» و «احمد» في كاستنغ و مهدي البرجوازي في مكتوب بأجزائه الاربعة فالعاشق الفقير في يوميات امرأة ثم الشخصية الاكثر بروزا «زياد» في مسلسل اولاد مفيدة بجزئيه الاول والثاني.
احمد الاندلسي ممثل اقنع المشاهدين دخل الى ميدان التمثيل صدفة ليفتك مكانته في الدراما الرمضانية ويعمل مع اكبر مخرجي الدراما التونسية.
من الحبيب المسلماني وسامي الفهري ومراد المسلماني ، عمل بداية ب، 25دينارا، ليكون اليوم من بين الممثلين الاعلى أجرا انطلق كصخرة بروميثيوس ولكن الاندلسي غير الاسطورة فالصخرة لاتزال في صعود ولن تسقط مادمت «واثقا مما اقدم».

من «البطحاء» الى بلاتوهات التلفزة
من حي شعبي كانت بدايات الفنان احمد الاندلسي، في باردو عاش سنواته الاولى بعيدا عن عالم الشهرة والتمثيل و في «عام 1999 كنت العب الكرة في البطحاء جاءني احد الاصدقاء ممن يختارون الجمهور وعرض علي الظهور مقابل 25 دينارا فوافقت بالقول «علاش لا انّطّر مصروفي»، ومن «تنطير المصروف» كما قال كانت انطلاقة ممثل أثبت تميزه واختلافه .

وفي حديثه عن البدايات يقول الاندلسي «وكان اول بلاتو احضره في التلفزة مع عفاف الغربي في استوديو الأحد ثم شمس الاحد و قمت بالعديد من الاشهارات و اشارك في كاستينغ المسلسلات في أدوار صغيرة مثل «عودة المنيار» و «حياة وأماني» لمحمد الغضبان و «الوتيل» لصلاح الدين الصيد. والافلام مثل «ماكينغ اوف«» للنوري بوزيد و«باب العرش» لمختار العجيمي.

وكان أول دور رئيسي «حكاياتي» مع عبد العزيز العروي مع الحبيب الجمني و 2007 شاركت في «شوفلي حل» و أول دور بطولة في الدراما كان مع «الليالي البيض» وانطلقت الحكاية.
دور هيثم في «الليالي البيض» شد انتباه المتفرج انذاك مع وجود ثلة من الممثلين المتميزين كبارهم وشبابهم و الليالي البيض يمثل الحدث عند الاندلسي لأنه شرارة البداية التي حافظت على التهابها لعشر سنوات متتالية.

«لي الجرأة على رفض أي سيناريو
لا يضيف لتجربتي «
امتهنت التمثيل لا للشهرة بل لأكون من حسن الى أحسن نعم انا مختلف ولي الجرأة والقدرة على رفض ا ي عرض او سيناريو لا يضيف لي شيئا مهما كان اسم المنتج او المخرج، استطيع العيش لخمس سنوات بشخصية زياد او هيثم او مهدي» بكل ثقة في النفس يتحدث الاندلسي عن ادواره في المسلسلات الدرامية، ادوار مختلفة الاداء والشخصية اثبتت قدرته على ترك بصمته في العمل و وإقناع المخرجين بأداء مغاير.

الجمهور التونسي مازال يتذكر شخصية مهدي، الفتى البرجوازي الذي تحدى والدته ليتزوج من حبيبته السمراء في طرح لمشكل العنصرية، «مكتوب» قال عنه الاندلسي « ثورة الدراما التونسية» لأنه قدّم طرحا مغايرا للسائد، وعن شخصية مهدي يعود الاندلسي بذاكرته ويقول «مكتوب» شخصية مرهقة ، لان الشخصية الايجابية جد صعبة خاصة مع العمل على يوميات مواطن، مهدي الطالب، فالعامل ثم الزواج ، مكتوب 4 و مشاكل العلاقة الزوجية ، والناقد ينتبه الى تطور الاداء ، ومن حسن الحظ ان مهدي ترسخت شخصيته عند المتفرج التونسي.

ثم كانت مشاركتي في مسلسل «كاستينغ» في دور احمد المخرج، مع فتحي الهداوي وأول ظهور لمريم بن شعبان، شخصية كانت مركبة، في الحقيقة اردت تحطيم صورة مهدي في مكتوب» الذي سبق وان حطم هيثم في الليالي البيض، لكن بقي مهدي يعيش عند الجمهور.

ثم مسلسل «يوميات امرأة» مع «نجيب عياد» واذكر ان نجيب عياد من مسلسل «صيد الريم» طرح اسم احمد الاندلسي لكن لم استطع العمل لوجود عقد احتكار مع قناة التونسية،و وقف امام الكاميرا مع هشام رستم، وجيهة الجندوبي سهير بن عمارة «لمة» جد جميلة و الحمد الله شخصية مواطن ابن حومة شعبية، قصة حب جميلة ونجحت الشخصية و حينها بدا مهدي ينسى الى حين الوصول الى اولاد مفيدة .

زياد الشخصية الحدث ...الممثل كبائعات الهوى
هو المريض ، حليق الرأس، قاتل غير مبال، شد المتفرج وكان محور حديث الجمهور التونسي، «زياد» في «أولاد مفيدة» صنع الفارق، قدرة احمد الاندلسي على التباس الشخصية والتماهي معها صنع الفارق لحد فوزه بجائزة احسن ممثل في رمضان 2016، الاندلسي ابدع واقنع جمهور المسلسلات الرمضانية «أولاد مفيدة كان تحديا آخر وجب كسبه، شخصية زياد جد مرهقة ومتعبة، هناك العديد من الطرق لتجسيدها ولكن لي طريقتي في تقديم تلك الشخصية، بالفعل هناك ممثلون عالميون عملوا على شخصية المريض النفسي ، و قدم لي المخرج اماء لافلام ولكن لم اشاهد اي فيلم منها، انا جدا مؤمن وانطلقت من قوله تعالى «وخلقناكم سواسية» سواسية اي اننا لنا نفس المشاعر والأحاسيس حينها بحثت عن شخصية المريض النفسي داخل احمد الاندلسي، اجهدت نفسي ووجدتها وقدمتها باحترافية في اولاد مفيدة ، فلو كنت مريضا في الواقع لكنت زياد كما في المسلسل» .فالفنان يعمل على الشخصية في داخله ، فالممثل عندي كبائعة الهوى «يبيع نفسه وجسده «انا نخدم بروحي وبكل جوارحي لاقنع المشاهد»
الاندلسي يتحدث بثقة عن أعماله ويقول انه يرفض اداء دور صغير او ضيف شرف لأنه لا يؤمن بمقولة «ماثماش دور صغير ودور كبير» لأنه يوجد ممثل صغير وممثل كبير، اعمل ضيف شرف فقط مع اصدقائي منهم نجيب عياد سامي الفهري:

الوضعية المزرية للفنان سبب هجرتي الفنية الى مصر
عنيد، ومغرور واثق من نفسه حين يتحدث عن ادواره وأدائه، ويصبح هشا وشبه غاضب حين يُسأل عن حال الفنان في تونس ، عن وضعية الممثل في تونس قال الاندلسي وضعية «...؟؟» هي جد مزرية، الممثل مجبر في الكثير من الاحيان ليعمل حتى يعيش، لا الوم الممثل لأنه ماديا ومعنويا يعاني، ما يكسبه فقط هو احترام الجمهور ، ولكن كمهنة لا وجود لقانون يضمن حقوق الممثل، لو كان لي القدرة لرفع قضية بوزارة الثقافة لرفعت قضية في «اهمال عيال»
العديد ممن يمتهنون التمثيل يجبرون للعمل في عمل مواز فقط ليستطيعوا العيش ويوفروا لقمة صغارهم.

بكل غضب وتلقائية يقول الاندلسي ان غياب الارادة السياسية للنهوض ب قطاع التمثيل وتنظيم المهنة منعدمان، ويتساءل «ماذا لو انجزت الدولة 100 قاعة سينما، حينها و بصفر مليم يمكنني تصوير فيلم لو وضع في 100 قاعة سيعود بأرباحه ومصاريفه».
كل الجمعيات الرياضية والمؤسسات انجزت شرائح للاتصالات تعود ارباحها الى الجمعية، لماذا لا يكون لوزارة الثقافة شريحة خاصة تعود ارباحها الى المبدعين؟».

كلما تحدث الاندلسي أو صرّح في اذاعة او تلفاز تحدث عن تشجيع السينما التجارية وكلما سال يقول لم لا نشجع السينما التجارية ايضا، سينما يفهمها الكل وحين تنجز فيلما تجاريا بأرباحه يمكن انجاز 3افلام روائية اخرى، حينها سينسى المبدع كلمة «وزارة الثقافة والدعم» ، كم ستتكلف ميزانية 100 قاعة سينما، اين الهبات التي تحصلت عليها الدولة؟ لم لم يقدموا هبة من الهبات للمجال الثقافي؟ اين دور الثقافة وبنيتها التحتية؟ متى سيعرف الساسة ان الثقافة مهمة وجد ضرورية»، ويختم بالقول «القطاع ومشاكله يشعرني بوجيعة».

ونظرا لان حال الثقافة في الابداع لا يرضي الممثل فقد قرر الهجرة الفنية الى مصر «شخصيا قررت ومنذ عامين الهجرة الفنية الى مصر، البلاد التي تحترم المبدعين والمبدع يمكن ان ينجح في مصر، من أحسن الممثلين في الدول العربية هو الممثل التونسي لذلك حان الوقت لهجرة فنية».

يكره الغربة ولكن سوء وضعية الفنانين اجبرته على هذا القرار، يعترف بتميز التونسي ولكنه اختار مصر ليواصل بها مسيرته الابداعية،

السينما...تصريحه عن المثلية...والقائمة السوداء؟
ابدع في كل ادواره، تميز في «يوميات امرأة» واعجب الجميع في «اولاد مفيدة»، حركاته طريقة الاداء نظرته امام الكاميرا وثقته بنفسه جميعها تجعل منه ممثلا قادرا على النجاح في السينما ولكن الاندلسي اسمه موجود في القائمة السوداء للسينما التونسية والسبب حسب رأيه تصريحه بخصوص قانون المثلية الجنسية، التصريح الذي لاقى بسببه الكثير من الشتيمة، ولجرأته مازال متمسكا برأيه «لست ضد الحريات ولكن..»
هناك لوبي معين يسيطر على السينما ويساند هذه الظاهرة، اسمي تم شطبه من اكثر من فيلم بسبب تصريحي المناهض».

ولانه صاحب قرارات جريئة فصرح الاندلسي انه لن يشارك في فيلم تونسي «مخرجه من العهد القديم الكلاسيكي او «الكباران» لو كان العرض بالاف الملايين، باستثناء المخرجين الشباب مستعد للعمل معهم.»
وبكل ثقة يقول «سيذكر التاريخ ان من يناديني هو الكاسب» لاني اعرف جيدا من انا وماهي قدراتي وقدرتي على شد انتباه المتفرج .

واثق بذاته، معتد بنفسه، جد غيور على اعماله وأدواره، تلقائي مع اصدقائه ومتواضع من المقربين، له جمهوره في الشارع التونسي، فنان تونسي اثبت قدرته على صعود سلم النجاح دون خوف، مبدع تغيرت ادواره واختلفت اختلاف الاعمال الرمضانية، تونسي معتد بتونسيته وبانتمائه لقطاع يريده ان يكون افضل ان توفرت الإرادة. أحمد الاندلسي مبدع صنع نجمه من ارادة صلبة تأبى الخنوع.

ماذا يقول الاندلسي؟

• مازلت ممثل «عالشياع»، حين اقدم المسرح حينها أكون ممثل «بالطابع».
• اختلافا «مكتوب» بالنسبة لي «ثورة الدراما في تونس» مكتوب غير الوجه الدرامي للمسلسلات
• التونسيين الشباب يجب ان يتعلموا ان الشهرة لن تؤدي الى شيء، الشهرة مضرتها أكثر من نفعها، يجب على الشباب ان يستمع الى من هم اكثر خبرة ونجاحا ليسيروا بخطى وئيدة في هذا المجال، العمل ثم العمل والايمان بقدرات الذات هو سر النجاح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115