للأستاذ الدكتور محمّد العزيز ابن عاشور.
ويشتمل هذا المؤلف على 251 صفحة محلاة بمجموعة من الصور التاريخية، يستحضر فيها الكاتب بدقته المعتادة وأسلوبه السلس، تاريخ تونس السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في ظل الحضارات المتعاقبة والوقائع الكبرى التي عرفتها. كما يرصد التحولات التي طرأت على الهوية التونسية والموروث الثقافي والديني على مر التاريخ إضافة الى الشخصيات المؤثّرة على غرار عثمان داي، أحد دايات تونس وسنان باشا والشيخ سالم بوحاجب وغيرهم.
واستفادة من أخطاء الماضي واستقراء للمستقبل، يتطرق الدكتور محمّد العزيز ابن عاشور في كتابه الى الحروب والصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط كما يعود بالتحليل الى شخصية الزعيم الفلسطيني عبد القادر الحسيني.
ونظرا لما شهده فن العمارة في العهد الأموي من ازدهار منقطع النظير، خصّص الكاتب حيزا مهما من كتابه للحديث عن المعالم الدينية المتميزة من بينها الجامع الأموي في دمشق ومسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس.
ويعتبر هذا الكتاب فسحة للتأمل في تاريخ تونس وعلاقاتها المتجذرة في التاريخ مع محيطها المغاربي والعربي والإسلامي من جهة، ومع القارة الأوروبية من جهة أخرى.