ليقدموا لأطفال مناطقهم فعلا ثقافيا صادقا بعيدا عن الغوغاء والشعارات الرنانة التي سئمها التونسي.
المركز الثقافي الدولي بالقصرين انموذج للفضاءات المناضلة وانموذج لفنانين صادقين اختاروا الفن وسيلتهم للنضال فالقصرين التي عرفت بالعمليات الارهابية القصرين التي استوطن القتلة جبالها هي ايضا مدينة للحلم مدينة للفنون وللإبداع يحاول أبناؤها ان يقدموا مادة ثقافية متنوعة ومنها الدورة الخامسة للرقص المسرحي.
ساحات الفنون قولا لا فعلا
افتتح المركز الدولي للفنون المعاصرة اول امس اول تظاهرة ضمن برنامج مدن الفنون الذي افتتحه وزير الثقافة منذ مدة، تظاهرة الرقص المسرحي تظاهرة تقاوم التصحر الثقافي والارهاب الفكري تظاهرة في الشوارع تعطي للجسد حقه في التعبير وتوفر لأبناء القصرين الفضاء ليقدموا عروضهم امام جمهور مختلف الافكار والانتماءات، تظاهرات موجهة لـ 1000 شاب كلهم ينشدون التميّز.
المهرجان في دورته الخامسة هو وسيلة من وسائل النضال الثقافي في الجهات، وسيلة لتقديم ابداعات ابناء القصر ين وتقديم اعمالهم لإثبات ان كل ابناء هذا الوطن مبدعون متى سنحت لهم الفرصة وفي البرنامج عروض لنجيب بن خلف الله و مريم بوعجاجة و احمد الجلاصي وعمار اللطيفي وسامح مسعودي و وليد خضراوي
هناك في مدينة استوطنت جبالها من لدن احباء الموت، مدينة شربت تربتها الكثير من دماء شهداء الوطن مدينة حزينة ثقافيا واجتماعيا يحاول وليد الخضراوي ابن الجهة صحبة عدد من المبدعين تقديم فعل ثقافي يومي مقاوم.
وعن المركز الثقافي يقول صاحبه وليد الخضراوي «بعد عودتنا من تونس في 2012قررنا بعث مركز ثقافي لمدينة تفتقر للثقافة، آمنا بتنمية العقول فكريا وفنيا و آمنا بقدرة الثقافة على التغيير لانّ الفعل الثقافي هو فعل ابداعي وسياحي وتنموي و ليس مجرد ترفيه ، اردنا ان نقدم صورة جميلة عن مدينتا فالقصرين ارض فكر وليست فقط مدينة «العجل المحروقة» على حد تعبير وليد الخضراوي.
كل من يتابع نشاط المركز الثقافي الدولي يكتشف انهم حقا يكرسون للامركزية الثقافة، يحققون الشعارات التي اكتفى المسؤولون بترديدها، من العدم خلقوا نشاطا ثقافيا مقاوما للتجهيل والتصحر، من المركز الثقافي الدولي انطلقت قافلة شارلو تلك التي جابت عدة ارياف ومدارس ريفية في ولاية القصرين لترسم البسمة وتوزعها على صغار حرموا من حقهم في الثقافة.
كما ان المركز الدولي للفنون ليس مجرد حيطان بل فضاء قدم العديد من الاعمال المسرحية والغنائية ومن بينها «واد خضرة» و عرض «النجمة « العرض الغنائي المسرحي الذي حقق نجاحا جماهيريا في كل العروض و شارك في مهرجان الحمامات الدولي واعتبره الكثيرون درسا في التاريخ الشفوي لجهة القصرين .
عديدة هي الاعمال التي قدمها المركز الدولي للفنون منذ تأسيسه ليقدم صورة حية عن الفعل الثقافي المقاوم في المناطق الداخلية، نشاط يريد معه وليد الخضراوي تقديم الصورة الجميلة للقصرين، القصرين مدينة الثقافة والفن والإبداع، مدينة ظُلم ابناؤها فالتجؤوا للإبداع ليعبروا عن وجيعتهم فعل عبارة عن «سلاح نقاوم به الارهاب فعلا لا قولا، محاربة الارهاب تبدأ من هنا من العمل الميداني و ليست من اقوال الساسة والسياسيين فالثقافة دورها اكثر تأثيرا ونجاعة من السلاح كما صرح وليد الخضراوي.
سينما الشعانبي «بعد عام من اقناع الوالي...بدلوه...ضاع المشروع»
الثقافة سلاح حقيقي للتغيير و المقاومة، الفعل الثقافي الحق ليس مجرد نشاط للتسلية بل وسيلة للدفاع عن العقول والدفاع عن الطبقات المحرومة من حقوقها فالثقافة تقاوم الارهاب متى كانت فعلا يوميا وليست مجرد تظاهرات متفرقة، «انظر كيف قاومت الجزائر الإرهاب قاومته ببناء المسارح وبالفكر والثقافة؟» هكذا تحدث وليد ا لخضراوي عن اهمية الثقافة في القصرين .
وفي الزيارة الاخيرة في افتتاح برنامج «مدن الفنون» زار وزير الثقافة محمد زين العابدين «سينما الشعانبي» وهو مشروع قاعة سينما يعمل الفنان وليد الخضراوي على اعادة افتتاحها منذ مدة، سينما الشعانبي قاعة مغلقة منذ عشرين عاما، اجّرت لفترة وعملت كمقهى ثم اُغلقت، وقال الخضراوي انه يؤمن بحق القصرين في السينما وحق ابناء مدينته في الفن السابع لذلك هو حريص جدّا على اعادة افتتاح قاعة سينما الشعانبي.
سينما الشعانبي في مواجهة ارهابيي الشعانبي، مشروع يهدف الى نشر ثقافة الحياة فقاعة السينما اقدم من الارهابيين الذين سكنوا الجبل ونريد لأبناء المنطقة ان ينخرطوا في مشهد ثقافي حقيقي لمواجهة خطر الدمغجة والتطرف.
وفي تصريح لـ«المغرب» اشار الخضراوي انه ومنذ سنوات يقدم المطلب تلو الاخر الى البلدية والولاية لإعادة اكتراء القاعة وإعادتها الى الحياة فكفاها موتا، واكد ان كل المطالب تاهت بين الادارات .
وأشار ان وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك تجاوبت مع مطلبه وارسلت «خبير» الى القاعة، و بعد عام من اقناع والي القصرين باهمية المشروع وإقناعه بضرورة اعادة افتتاح القاعة وقبيل يوم من موافقة الوالي تغير الوالي باخر فضاع المشروع وعادوا الى المرحلة الصفر من ارسال المطلب تلو الاخر فأين الاستمرارية في العمل الاداري؟ هل بتغيير الوالي؟ او رئيس البلدية تتغير القرارات في الادارة التونسية؟.
وأكد الخضراوي ان الوزارة تسانده ولكنه يريد التسريع في الانجاز والتسريع في اتخاذ القرار خاصة وانه تحصل على موافقة بنك دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة لانجاز مشروعه وأكد الخضراوي انه إذا استمرت مماطلة الادارة في ولاية القصرين سيضطر للتصعيد لان الفكر اشد شراسة من المماطلات واضاف « ان لم تفتح قاعة سينما الشعانبي ابوابها للجمهور في بداية العام 2017 ساترك القصرين، سأغادر المدينة فالقصرين تطرد مستثمريها ، وهنا نعيش ضغطا نفسيا وتواطئا من الادارة جد مقلق ومرهق».
مشروع سينما الشعانبي عبر الوزير الحالي عن مساندته، فهو مشروع وثائقه قانونية وينتظر التسريع في اتخاذ القرار ووضع حد للتسويف والمماطلة الذي تواصله الادارة التونسية مماطلة قد تجبر المبدعين على ترك مدنهم والنزوح الى مدن كبرى تساعدهم على فتح فضاءات ثقافية وتوفر لهم ظروفا افضل فهل ستستجيب ولاية القصرين لمناشدة ابنائها ام ستطرد مبدعيها وتكتفي بارهابيين سكنوا جبالها؟.