فضاء فنون وثقافات هوالفضاء الثقافي الخاص الاول في مدينة قفصة، فضاء ولد من حلم مسرحي ان يكون لمدينته «قبصة» فضاؤها الخاص لتأثيث المشهد الثقافي بالجهة ، فضاء اصبح مكان اجتماع مثقفي المدينة لتبادل خبراتهم لمزيد المساهمة في الابداع بالجهة.
أربعة نواد للكهول والأطفال
فضاء فنون وثقافات يقدم لرواده وخاصة الاطفال مجموعة من النوادي و البرامج الاسبوعية و الشهرية و سيكون لأبناء الفضاء لقاء اليوم 1اكتوبر مع انطلاق نادي الموسيقى تزامنا مع اليوم العالمي للموسيقى ، ناد يشرف عليه الفنان هيثم العبيدي ، انطلاقة مع الموسيقى لأنها لغة كونية ولغة جميع الشعوب وتكون كل لقاءات النادي ونشاطاته كل يوم سبت .
و يقدم الفنان نزار السعيدي نادي خيال الظل للأطفال وتربصا في الغرض ايام 17 و18 و 19اكتوبر، و للكبار نصيبهم مع الفن السابع من خلال نادي سينما يشرف عليه سيف ظريفة، ومحور شهر اكتوبر «السينما العربية » ويكون النشاط كل ايام الجمعة ولقاء مع افلام «باب الحديد» ليوسف شاهين، و«الفلاقة» لعمار الخليفي، و «باب المقام» لمحمد ملص» و «وقائع سنين الجمر» لمحمد الاخضر حامينا.
اما أيام الاحاد فقد خصّصت للأطفال من خلال مجموعة من العروض المسرحية التي يقدمها الفضاء لصغاره ومن بينها «عروض سحرية» تقدم غدا الاحد 2 اكتوبر، و شريط سينمائي ومع مسرحية «الدرس» والحصان الطائر..
والجديد في الفضاء، افتتاحه لنواة مكتبة تكون فرصة لمصالحة الرواد مع الكتاب، مكتبة تمكنت من جمع 4000 كتاب الى حدّ الان بعضها هبات من الرواد وأخرى من مندوبية الثقافة بقفصة، بالإضافة الى نادي الفنون التشكيلية الذي يقدمه الفنان كمال عمامي، ففضاء فنون وثقافات يقدم الى الان مجموعة من العروض والتظاهرات علها تساهم في خلق ثقافة بديلة في ارض الحضارات قفصة، عروض الهدف منها اثراء المشهد الثقافي وتحقيق جزء من حلمي ان تكون قفصة مدينة ثقافة وفنون بامتياز كما قال نزار السعيدي.
اللامركزية فعلا..
فضاء «فنون وثقافات» فضاء يعمل على لا مركزية الثقافة ويؤكد قدرة ابناء الجهات الداخلية على الابداع وكسب ثقة المتفرج وترسيخ الثقافة كفعل يومي مقاوم يخرج من المناسباتية والأعياد والاحتفالية ويعمل على تأسيس لبنة ثقافية حقيقة تعمل على ابراز مخزون الجهة وما تحويه تلك المدينة من ابداعات، فضاء «فنون وثقافات» انموذج للفعل الثقافي المقاوم، فضاء عسى ان يصبح تقليدا في كل الجهات ويكون لكل مدينة فضاؤها يعمل على ثقافتها ويقدم موروثها ويوفر الفرصة لابنائها ليبدعوا و يتميزوا كما تميزت مجموعة اسراء التي اعيد تشكيلها داخل الفضاء.
وحسب الفنان هيثم العبيدي فإسراء مجموعة شبابية تقدم الموروث القفصي بتوزيع معاصر وتعمل ايضا على تراث الجدود عموما لتقدم للجمهور اغاني ربما يسمعها للمرة الاولى. أغاني الاجداد بموسيقى عالمية و نمط غربي ، وتأسست المجموعة في 2006، وتحصلت لاربع مرات على المرتبة الأولى في الموسيقى الغربية، عزفت في الجزائر، سبعة أعضاء في المجموعة و تجمع بين المحترفين و هواة الموسيقى، هدفها التعريف بالموروث الثقافي للجنوب الغربي تماما كما فعل ابناء الشمال الغربي الذين عرّفوا بموسيقاهم وأغانيهم ، “نريد للتونسي ان يعرف التراث البدوي لقفصة والجنوب لأنه تراث غني بالموسيقى والأغاني ونريد لتراثنا أن يصل للجميع” على حد تصريحه في عدد سابق لـ«المغرب» ومنذ مارس اصبح فضاء فنون فضاء لاجتماع وتحضيرات الفرقة للعروض الصيفية التي قدمتها.
ومن اوجه اللامركزية التعريف بالمصورين الفوتوغرافيين للجهة فالفضاء يصبح رواقا للفنون ولكل فنان الحق في ان يعرض لوحاته طيلة الشهر ليشاهدها اكثر الزوار في اطار التعريف بمبدعي الجهة.
فضاء فنون وثقافات تحت ادارة السيدة ايناس عاشور فضاء يجسد لامركزية الثقافة ويجسد قدرة الفنان التونسي على الحلم وافتكاك حق ابناء مدينته في الثقافة والاختلاف ويؤكد ان التونسي مبدع اينما كانت اقامته.
فضاء ولد كبيرا لأنه قام على حلم الانتماء الى مكان معين هو قفصة، فضا ء منذ ولادته في 20 مارس يعمل على تكريس لا مركزية الثقافة والعمل الجاد لتكون قفصة مدينة فنون وبامتياز وسيكون افتتاح الموسم الثقافي يوم 15سيبتمبر بزيارة رسمية يؤديها وزير الشؤون الثقافية الي قفصة بعد اجتماعه بأصحاب الفضاءات الخاصة بعد يوم من مباشرته لعمله زيارة ربما تحمل معها بعض المشاريع التي قد تزيد من الحضور الثقافي للفضاء.
“لا اعتقد ان هناك يوما نعترف فيه بجميل وطننا علينا غير يوم الاستقلال، تاريخ رمزي يوحدنا جميعا اخترته ليكون تاريخ افتتاح الفضاء لنتحد جميعنا من اجل الثقافة والإبداع” هكذا سبق وان صرح الفنان نزار السعيدي مدير البرمجة لفضاء فنون وثقافات ولا يمكن الاعتراف بجميل الوطن إلا بالنضال لبعث فضاءات ثقافية تكون رمزا للمقاومة كما هو الشأن بفضاء ثقافات وفنون في قفصة وفضاء مسار في باب العسل وفضا ء “وطن” في بني خداش والمركز الدولي للفنون المعاصرة في القصرين وفضاء منيرفا للمسرح في سبيطلة فجميعها فضاءات تنشد تحقيق اللاّمركزية فعلا ولا تكتفي بالاقوال، فضاءات خاصة لازال اصحابها ينحتون في صخر العقليات الرافضة للإبداع ويكتبون بدمائهم اسطرا في تاريخ الثقافة التونسية.