تعافت الطبيعة وشهد التنوع البيولوجي استفاقة نوعية حيث أثبتت التجربة والظروف الصحية التي مرت بها تونس وسائر دول العالم ان الطبيعة تعافت خلال فترة الحجر الصحي بعد ان ترك كل كائن فيها يمارس دوره الكوني كمحرك اساسي للحياة د
ومكون عجيب لالية العيش .
اختلال التوازن
اختل التوازن البيئي وتدخل الإنسان في تركيبة العناصر الطبيعية بما فيها من حيوانات واشجار وهواء وماء واختلطت الأوراق واضطربت موازين القوى بين الطبيعة والبشر وبات من الضروري ايجاد حلول لإعادة ترتيب البيت من خلال التنوع البيولوجي الذي شهد استفاقة نوعية بعد ان اغلقت المصانع الملوثة للهواء منافذها ولزم الجميع بيوتهم وتركوا الطبيعة تمارس دورها التعديلي في الكون،فتقلصت حركة المرور وتوقفت الطائرات والبواخر الثقيلة وانتهت الانبعاثات الغازية والتلوث. ولئن كان للحجر الصحي تداعيات اقتصادية واجتماعية على البلاد فقد كان فرصة لإعادة النظر في ضرورة تطوير مناهج العمل والمقاربات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني لمزيد العناية بالبيئة ومكوناتها وخاصة التنوع البيولوجي وخدماته الذي يؤمن للإنسان ضروريات حياته من غذاء وأكسجين وماء ودواء ورفاه وهذا ما أكدته وزارة البيئة في بيانها الذي أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي
الراحة النفسية..
تعتبر تونس رقما صعبا ووجهة تصدرت اجمل صور الوجهات السياحية في العالم ومحطة تاريخية للباحثين عن الراحة النفسية والاستمتاع بما خلق الله من مشاهد طبيعية ثرية وخلابة فرغم صغر مساحتها فقد تميزت بمشهد طبيعي متكون من المناطق البحرية والساحلية والجزر والجبال والغابات والصحراء والواحات والأراضي الرطبة والمنظومات الزراعية، و شمس دافئة وشواطئها وصحرائها ومحمياتها الممتدة وغاباتها المتاخمة للشواطى في جزء كبير منها بما يكون لوحة فسيفساء تعجز ريشة اقدر فنان عن رسمها وكل مفردات الكون عن وصف جمالها تضمنت 17 حديقة وطنية و27 ومحمية طبيعية و41 وموقع رامسار و7 محميات بحرية في طور الإحداث تختزن ما يزيد عن 7500 نوعا من النباتات والحيوانات البرية والبحرية و32 مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة تتوزع على 22650 سلالة.
مسؤولية الجميع
بعد المرحلة الصعبة التي عاشتها بلادنا بسبب تداعيات الكورونا وانعكاساتها على المجال الاقتصادي والاجتماعي وبعد أن لزم الجميع منازلهم امتثالا التعليمات الحجر الصحي وما يقتضيه الظرف اكتشف الجميع وجها آخر للطبيعة ولوحة فنية رائعة تركتها يد الإنسان بسلام .بما يجعل المرحلة القادمة هي مرحلة التنوع البيولوجي او ما يسمى بالتنوع الحيوي و بالتالي التفكير العميق في سحب الأيادي عن الطبيعة وجعلها تمارس دورها التعديلي في سلام. وهي مسؤولية مشتركة بين الحكومة ومكونات المجتمع المدني وحتى الأفراد على اعتبار أن الإنسان هو المتضرر الأكبر من تصرفاته غير المسؤولة تجاه الطبيعة والكائنات الحية المكونة لها.