في اندثار جانب كبير من الثروة السمكية في المنطقة، كما تحدث أيضا عن باقي القطاعات التي هي في علاقة مباشرة بالبيئة.
نبدأ من التلوث البحري وموضوع «الفوسفوجيبس» الذي يُطرح من جديد وبقوة ؟
لقد تعهدت ومنذ تعييني بتفعيل الأولويات الخمسة التي أقرتها حكومة الوحدة الوطنية لكن أعطينا أهمية اكبر لموضوع المحافظة على البيئة لخصوصية الجهة والارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية وأول ملف بقي شبه عالق هو قضية الإيقاف الفوري لمصب الفوسفوجيبس في البحر فقد ذهلت من الرقم المفزع للكميات المسكوبة في البحر من هذه المادة التي تبلغ 14 ألف طن يوميا هذا ووجدت تأخيرا في عمل وجلسات لجنة المتابعة للوضع البيئي حيث عقدت الجلسة الثالثة خلال نهاية سبتمبر المنقضي والتي في ختامها طالبت بعقد جلسة قادمة بعد
أسبوع وهي الأخيرة بمقر الولاية ودارت دون تشنج بحضور اللجنة الفنية العلمية برضاء كل الأطراف علما وان الوالي سلطة محايدة والمنهجية التي ارتضتها أطراف المجتمع المدني لا يعقل أن تقبل منهجية وترفض نتائجها.
أما عن آخر نتائج اللجنة في مستوى تحديد موقع تكديس الفوسفوجيبس على اليابسة فتتمثل في اختيار المواقع التالية بعد دراسة اعتمدت معايير ومواصفات موضوعية وعلمية، الموقع الأول سبخة المخشرمة والثاني زملة البيضاء والثالث جبل العيدودي والرابع بوادي العكاريت أما خلاصة تقرير اللجنة فيتضمن خاصة، إيقاف صرف الفوسفوجيبس في خليج قابس، تكديس الفوسفوجيبس في مصب مهيىء بمواصفات عالمية، تحفيز الفوسفوجيبس في عديد المجالات، موقع المخشرمة أفضل المواقع والمعطيات الفنية المتوفرة تضمن شروط السلامة..
هذا وقامت اللجنة الفنية العلمية اثر النقاش بالرد على كل النقاط والتخوفات إثرها فتح والي الجهة لمعارضي هذا الطرح تقديم الاعتراضات في اجل أقصاه نهاية شهر أكتوبر المنقضي وقد تم ذلك من قبل بعض جمعيات وذرف والتي قدمت إلى اللجنة العلمية تقاريرها هذا وسيرفع قريبا الملف برمته إلى وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الشؤون المحلية والبيئة وإلى رئاسة الحكومة ومن المنتظر عقد مجلس وزاري مضيق بداية لترفع التوصيات في مجلس وزاري يأخذ قرارا سياديا ونهائيا ..
ماذا عن تثمين الفوسفوجيبس ؟
قرارات اللجنة لا تتنافى إطلاقا وتثمين هذه المادة التي تعتبر من أهم المواد الرئيسية المخلة بالبيئة التي ساهمت في اندثار جانب كبير من الثروة السمكية في المنطقة والتثمين سيكون تدريجيا وهو ما أكدته اللجنة أيضا عكس ما تذهب إليه بعض الدعوات التي تطالب بالتثمين الفوري هذا سيتم تثمين الفوسفوجيبس خاصة في المجال الفلاحي من خلال الدراسات و البحوث في هذا المجال والاستفادة من التجارب وكذلك دراسة التجارب المقارنة .
ما هي الإجراءات العاجلة للتلوث الهوائي و«البخارة «والغازات السامة المنبعثة منها ؟
يقوم المجمع الكيميائي التونسي بجملة من المشاريع البيئية للقضاء على التلوث الهوائي على غرار تحسين غسل غازات الامونيا المنبعثة من وحدتي إنتاج سماد «الداب» ويهدف التقليص من إفرازات الامونيا من 300 إلى اقل من 50 مغ/ م3 قصد ملاءمتها مع المواصفات العالمية ومن المنتظر الانتهاء من الأشغال خلال شهر أوت من السنة القادمة كذلك مشروع الحد من انبعاث غاز أكسيد الازوت من وحدة الحامض الكبريتي بتركيز منظومة والذي ستنتهي أشغاله في نفس الفترة تقريبا بالإضافة لمشروع استعمال تقنية الامتصاص المضاعف واسترجاع الحرارة في الوحدة الثانية لإنتاج الحامض الكبرتي ومشروع الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكبريتي من وحدات الحامض الكبريتي أثناء فترة إعادة تشغيل الوحدات هذا بالإضافة لمشروع إزالة الروائح الكريهة المنبعثة من وحدات إنتاج الحامض الفسفوري بقابس الهادف لإزالة الروائح الكريهة دون أن ننسى عديد المشاريع الهادفة إلى المحافظة على الموارد المائية بالجهة.
تتجدد المطالبة من قبل بعض مكونات المجتمع المدني للتدخل العاجل لتردي الوضع البيئي والخدماتي للمستشفى الجهوي بقابس وتحقيق ما تم إقراره خلال السنوات الأخيرة من تطوير المستشفى الجهوي الوحيد بالولاية وتفعيل المستشفيين الجهويين بمارث والحامة فضلا عن التجهيزات والمعدات والرصيد البشري خاصة في مستوى طب الاختصاص، فأين السلطة الجهوية التي حملت مسؤولية اكبر من هذا الموضوع؟
من الثوابت في إدارتنا للشأن العام أننا ننطلق دائما من الفصل 139 من الدستور و المتعلق بالديمقراطية التشاركية ومبادئ الحوكمة المفتوحة، وقد التقينا مؤخرا ببعض الفاعلين في المجتمع المدني خاصة الاتحاد الجهوي للشغل وأكدنا على أن الوضع الصحي بالجهة صعب ويتطلب عناية كبيرة به كما تم إعداد مخطط عمل وعقد لقاء قمة يوم 07 نوفمبر 2016 جمع كل الأطراف المتدخلة في القطاع الصحي حيث تم تشخيص الوضع الصحي من كل الجوانب وتبين الحجم الكبير للنقائص والاخلالات الكبيرة والمتعددة في هذا القطاع وتقديم مقترحات حول كيفية النهوض بالقطاع من تجهيزات وموارد بشرية وغيرها كما تم تخصيص فقرة أخيرة لمنهجية تناول المحور الصحي التي تتضمن خاصة تفعيل المجالس المحلية للصحة وعقد اجتماع ثاني أسبوعيا لمتابعة النقائص والاخلالات وحل الإشكاليات في مستوى المعتمدية كما كلف إطار من الولاية بمتابعة النتائج وكذلك متابعة أعمال الدوائر الصحية من قبل المعتمد الأول على أن يتولى الوالي التنسيق مع الإدارة الجهوية للصحة والسلط المركزية، علما وانه سيتم عقد يوم دراسي ثاني الأسبوع القادم مع تواصل هذه اللقاءات حتى فض مختلف الإشكاليات المحلية خاصة لتبقى فقط المشاريع الكبرى التي ستعالج بالتنسيق مع السلط المركزية ..كل هذا يتطلب المبادرة والتدخل العاجل وأعطي مثالا خلال زيارتي إلى منطقة غنوش أن آلة تصوير بالأشعة بمستوصف المنطقة لا تعمل منذ ثلاث سنوات فقط لأنها في حاجة إلى تعديل بسيط !
يتسبب الخنزير الوحشي خاصة مع تكاثره في الأضرار بالمحاصيل الزراعية كما أصبح خطرا على المتساكنين ما هي الإجراءات التي اتخذتها السلطة الجهوية؟
يجتاح اليوم الخنزير الوحشي المتواجد بكثافة خاصة بواحات غنوش وتبلبو وقد عاينا آثاره المدمرة على الفلاحة مما صعب مهمة تدخل جمعية الصيادين بالجهة لهذا فإننا سننسق مع جمعيات الصيادين بولايات أخرى للتدخل وتنشيط سياحة الصيد من الخارج وكذلك الاستفادة من إمكانية تدخل الجيش الوطني في هذا الموضوع علما وانه تم فتح تحقيق في علاقة بالحادثة الأخيرة والإصابات البليغة التي تعرض لها مواطن من الجهة اثر هجوم من خنزير وحشي بغنوش ..
تشكل أكشاك بيع «البنزين المهرب»، قنابل موقوتة داخل مدن قابس ومخاطر بيئية، فما هي آليات التدخل؟
قمنا مؤخرا بحملة كبرى استهدفت جل النقاط المنتشرة بكثافة داخل وخارج المدن وستتواصل هذه الحملات لكن الحل النهائي لهذه المعضلة لا بد أن يكون جذريا خاصة وان ولاية قابس هي منطقة عبور لعمليات التهريب كما انطلقنا في مقاومة عمليات الانتصاب الفوضوي وسنهتم أيضا بالاستغلال غير القانوني للأرصفة من قبل المقاهي مما افسد المظهر الجمالي لمدن الجهة وعطل حركة السير ..