الطريق الى مؤتمر المناخ كوب30 في البرازيل

سيعقد مؤتمر الأطراف السادس والثلاثون (COP30)

بمدينة بيليم عاصمة إقليم بارا، بشمال البرازيل خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 21 نوفنبر 2025، هذا المؤتمر العالمي الذي يجتمع فيه ممثلي الدول الموقعة على اتفاقية الإطار الأممية الخاصة بالتغيرات المناخية، يعتبر بمثابة منصة عالمية لمناقشة القضايا البيئية الملحة واتخاذ خطوات عملية لحماية الغابات والتنوع البيولوجي وضمان التنمية المستدامة.

شعار مؤتمر المناخ كوب 30 في البرازيل - الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية
أعلنت رئاسة مؤتمر المناخ كوب 30 (COP30) رسميًا الجدول الزمني لسير الفعاليات التي تشمل مناقشة أكثر من 30 موضوعًا من الطاقة والنقل، وحتى الأمن الغذائي والغابات.
ومن المقرر انعقاد المؤتمر الـ30 للأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 30" بين يومي 10 و21 نوفمبر المقبل (2025) في مدينة بيليم البرازيلية.
وجاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن الدورة المقبلة من المؤتمر المناخي السنوي ستشمل موضوعات رئيسة "تمثّل نقطة انطلاق الفاعلين العالميين للإسهام في حلول مناخ واقعية".
وشهد العام الماضي (2024) ما وُصف بأنه "انهيار مناخي" بعدما تجاوزت درجة حرارة الأرض 1.5 مئوية، وسط انتقادات لاذعة بشأن جدوى مؤتمرات المناخ، خاصة فيما يتعلق بتمويلات الدول النامية.
الجدول الزمني لفعاليات مؤتمر المناخ كوب 30
تقول رئاسة مؤتمر المناخ كوب 30، إن جدول الأعمال سيساعد المشاركين من مختلف القطاعات، ولا سيما الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الأكاديمي والأعمال التجارية والمؤسسات الخيرية.
وشجع البيان تلك الجهات على استغلال جدول الأعمال المُعلن أمس الثلاثاء (5 أغسطس/آب 2025)، لوضع خطط لإسهاماتهم الفاعلة ضمن الفعاليات وفقًا لتخصصاتهم.

ووُضِع الجدول وفق المحاور الستة الرئيسة للمؤتمر وهي: الطاقة والصناعة والنقل، والغابات والمحيطات والتنوع البيولوجي، والزراعة والأنظمة الغذائية، والمدن والبنية الأساسية والمياه، والتنمية البشرية والاجتماعية، وموضوعات جامعة لعدة جوانب.
وأُعِدّ البرنامج بحيث يستهدف مؤتمر هذا العام النقاط الآتية:
• تحفيز تنفيذ المستهدفات المناخية ودمجها بالخطط الوطنية.
• تناول نتائج التقييم العالمي الأول لأهداف اتفاقية باريس.
• تحويل كوب 30 من منتدى للتفاوض إلى منصة للإنجاز والابتكار والشراكة.
• تقديم رؤية واضحة للفاعلين العالميين، لتقديم إسهامات للحلول الواقعية لتغير المناخ.
بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية للمؤتمر آنا توني، أهمية المشاركة بوصفها "قوة"، داعية الجميع إلى الانخراط في "هذا العمل الجماعي العالمي"، والاستفادة من الجدول الذي يمنح الوضوح للمشاركين والقوة الدافعة لحراكنا.
كما يرى الرئيس المعين لمؤتمر المناخ كوب 30، أندريه كوريا دو لاغو، أن الجدول بمثابة دعوة للعالم للقدوم إلى "بيليم" والمساعدة في تشكيل ملامح المستقبل، لافتًا إلى أن الهدف هو توفير منصة تلتقي فيها عناصر التطبيق والعدالة والشعور بالإلحاح، وأن تتحول التجربة الحياتية إلى إجراء مناخي عاجل.
مؤتمر المناخ كوب 30 في البرازيل
تُغطّي فعاليات مؤتمر المناخ كوب 30 في البرازيل أكثر من 30 موضوعًا مترابطًا من خلال جلسات حوارية وفعاليات جانبية وبرامج ثقافية ومعارض، بما يعكس القيادة المناخية المتنوعة والتقدم المُحرز عالميًا.
وتفصيليًا، تستهدف مناقشات يومي 10 و11 نوفمبر/تشرين الثاني وضع أساس للاستعداد والمرونة على الصعيد المناخي عبر الأنظمة والقطاعات والمجتمعات والمناطق المختلفة من خلال بحث موضوعات التكيف والمدن والبنية الأساسية والمياه والمخلفات والحكومات المحلية والاقتصاد الدائري والاقتصاد الحيوي والسياحة.
وخلال يومي 12 و13 نوفمبر/تشرين الثاني سيناقش الحضور موضوعات الصحة والوظائف والتعليم والثقافة والعدالة وحقوق الإنسان وسلامة المعلومات والعمال؛ من أجل تعزيز العدالة والمسؤولية الأخلاقية خلال عملية إدارة المناخ.
وفي 14 و15 نوفمبر/ سيتناول المشاركون موضوعات التحولات النظامية في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والتجارة والتمويل وأسواق الكربون والغازات غير الكربونية؛ بهدف دعم المسعى العالمي لمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة والتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري على نحو عادل ومنصف ومنظم.
وفي 17 و18 نوفمبر/تشرين الثاني سيكون الحديث عن رفع مستوى الإدارة العالمية والمجتمعية للغابات والمحيطات والتنوع البيولوجي، مع تسليط الضوء على السكان الأصليين والمجتمعات المحلية والشباب والأطفال ورواد الأعمال، وتقديم حلول شاملة وراسخة ومتوافقة مع الطبيعة.
وفي 19 و20 نوفمبر/ سيناقش المشاركون موضوعات الغذاء والزراعة والمساواة والأنظمة الغذائية والأمن الغذائي ومصائد الأسماك والزراعة الأسرية، كما سيركز اليوم الأخير على العلوم والتقنيات والذكاء الاصطناعي.
جه المهتمون بشأن المناخ في نوفمبر 2025 إلى مدينة «بيليم» في البرازيل، وهي مدينة استوائية، وتعد بوابة غابات الأمازون المطيرة، ليخوضوا جولة جديدة من محادثات المناخ في «كوب 30» أو ما يعرف بمؤتمر الأطراف التابع للأمم المتحدة، ورغم غرابة الموقع الذي تم اختياره لاستضافة المؤتمر لعام 2025، فهو موقع متأثر بتغييرات المناخ في سبيل تجمع الأطراف فيه ليكونوا قريبين ومعايشين لآثر التغيير قدر الإمكان، فغابات الأمازون التي تعتبر رئة العالم مهددة جراء تغير المناخ، وهو ما قد يسهم في تحفيز الأطراف، إلا أنه من غير المتوقع أن تكون الأطراف بمعنويات عالية، خاصة بعد خيبة الأمل من نتائج «كوب 29» الذي تم في مدينة باكو بأذربيجان، حيث جاءت النتائج ضعيفة وغير ملبية للطموح فيما يتعلق بتمويل المناخ، وهو تمويل يهدف إلى مساندة الدول ذات الدخل المنخفض والمتأثرة من تغير المناخ بسبب الثورة الصناعية للدول المتقدمة والغنية، ما جعل تلك الدول الفقيرة تعيش بخيبة أمل إلى جانب ترك بعضها تعيش ثورة مفتوحة.

وتواجه البرازيل، الدولة المستضيفة لـ«كوب 30» تحديا كبيرا في استضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين، حيث تتمثل المهمة الأساسية في تهدئة الأجواء المتوترة بعد الجدل الذي طغى على أجواء مؤتمر باكو «كوب 29».

إن المهمة ليست بالسهلة أبدا، خاصة مع التوتر المستمر بين الدول الغنية ونظيراتها الأقل دخلا.

لكن البرازيل تمتلك سجلا حافلا في هذا المجال، كما تشير «جوانا ديبليدج» من جامعة كامبريدج، ففي عام 1992، احتضنت البرازيل قمة الأرض في ريو، التي أرست الأساس لسلسلة مؤتمرات الأطراف «كوب» تحت إشراف الأمم المتحدة. وتؤكد «جوانا ديبليدج» أن للبرازيل تاريخا طويلا من الخبرة الدبلوماسية والمصداقية الكبيرة على الساحة الدولية، بشهادة مواقفها العديدة السابقة.

إن التعاون الوثيق في القمة المقبلة «كوب 30» سيكون ضروريا لتجنب تفاقم أزمة المناخ التي تتواصل رغم الجهود والحلول، وأمام الدول حتى فبراير المقبل لتقديم خطط مناخية محدثة توضح استراتيجياتها وخططتها وبرامجها في سبيل خفض الانبعاثات حتى عام 2035، والهدف من كل ذلك هو تقليل الفجوة بين تعهدات اتفاق باريس، التي تسعى للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 إلى 2 درجة مئوية، والسيناريو الحالي الذي يشير إلى ارتفاع يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

ومن جانبه يقول «ألدين ماير» من مؤسسة «إي ثري جي» البحثية إن التوقعات بشأن خطط الدول ليست مشجعة لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ومن المتوقع أن يكشف تقرير الأمم المتحدة المرتقب قبل القمة عن مدى ابتعاد العالم عن هذا الهدف، وهو أمر واضح بشكل جلي، ويرى «ألدين ماير» أن التحدي الذي تواجهه البرازيل يكمن في تحفيز الدول لتعزيز طموحاتها المناخية.

ويضيف «ألدين ماير»: «كلنا يعلم يقينا بأننا لن يمكننا تحقيق الهدف... نحن أمام أمرين، إما أن نستسلم، أو نختار المضي قدما بإصرار».

إن أحد المسارات التي يمكن من خلالها تحقيق تقدم ملموس وواضح يكمن في بناء شراكات دولية وثيقة لمعالجة قضايا عديدة، منها على سبيل المثال الحد من إزالة الغابات، وكذلك التوسع في استخدام المركبات الكهربائية، إلى جانب خفض انبعاثات الميثان، بالإضافة إلى ذلك، يمكننا جميعا التركيز على مبادرات محلية بقيادة منفردة من الحكومات والمدن لتسريع خفض الانبعاثات.

يرى «ألدين ماير» أن زيادة الجهود المحلية قد تشجع الدول على رفع سقف التزاماتها المناخية، ولكنه يشدد على أن التمويل سيبقى عنصرا حاسما لتحفيز الدول النامية على بذل المزيد من الجهود.

في «كوب 29» في باكو، وافقت الدول الأعضاء على حزمةٍ تمويلية بقيمة 1.3 تريليون دولار سنويا، مع وعود بوضع خريطة طريق واضحة في مؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب 30» لتحقيق هذا الهدف من خلال مصادر تمويل عامة وأخرى خاصة، وتشمل المقترحات إصلاح البنوك التنموية، وفرض ضرائب على الطيران والشحن، وفرض رسوم على الوقود الأحفوري.

إن أمر تحقيق التقدم الملموس في هذا المجال من الممكن أن يكون واقعا متاحا، وحينها ستكون البرازيل قد حققت نجاحا في توحيد صفوف الأعضاء.

وأخيرا، يبقى الأمل معلقا على مؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب 30» في سبيل إحداث تغيير حقيقي، لكن كما يقول «ألدين ماير»: «إن القرار الحقيقي لا يمكن أن يُتَّخذ في قاعات المؤتمرات، بل يتم اتخاذه في عواصم الدول، حيث تتجلى الإرادة السياسية الحقيقية، وحيث تصطدم القرارات بمصالح صناعة الوقود الأحفوري، ويجب علينا أن نزيد من طموحاتنا السياسية إذا أردنا تحقيق أي تقدم واقعي».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115