نحو محيط خال من الرصاص

يشكل الرصاص خطرا عاليا محدقا بالبيئة والصحة

إذ يحصد ما لا يقل عن مليون شخص سنويا.

الرصاص معدن سام يوجد بشكل طبيعي في قشرة الأرض. وقد تسبب انتشار استخدامه في تلوث البيئة على نطاق واسع وفي تعرض الإنسان لأضراره وفي مشاكل كبيرة للصحة العامة في العالم. وتشمل المصادر المهمة لتلوث البيئة بالرصاص أنشطة التعدين والصهر والتصنيع وإعادة التدوير واستخدام الرصاص في مجموعة متنوعة من المنتجات.
-تلوث الهواء
يعتبر الرصاص من اقدم المعادن التي عرفها الانسان , ويضاف الرصاص الي وقود السيارات في صورة رابع ايثيل الرصاص (بغرض الزيادة من كفاءة المحرك) الذي يتحول مع الاحتراق الي أكسيد الرصاص ( مادة جامدة تترسب على المحرك) لذلك يضاف للبنزين مادة بروميد الايثلين التي تتفاعل مع أكسيد الرصاص وتحوله الي بروميد الرصاص ( مادة متطايرة) والتي تكون مع الهواء معلقا دقيقا جدا من نوع الايروسول (ضباب خفيف ) وتمثل هذه العملية 95% من مصادر تلوث الهواء بمركبات الرصاص ونظرا لصغر حجم جزيئاته يمكنها الانتشار والتنقل من مكان الي اخر ولمسافات بعيدة.
وتعد صناعات البطاريات اكبر مستهلك للرصاص اذ تنفرد بما يقارب من 50% من انتاج الرصاص العالمي .وتستهلك الاصباغ والسبائك كمية كبيرة من الرصاص .
كما تعتبر افران الرصاص وصناعة ايثلات الرصاص واحتراق الوقود العام وزيوت التشحيم والبراكين من مصادر التلوث بالرصاص .
وتحتوي بعض مساحيق التجميل واصباغ الشعر على نسب مختلفة من مركبات الرصاص ويساعد التدخين وتناول المشروبات الكحولية على زيادة مستوى الرصاص في الدم
ثانيا – تلوث المياه
تتلوث المياه بالرصاص عن طريق المواصير المصنعة من الرصاص والقاء المصانع للرصاص في البحار ,ولقد زادت كمية لرصاص في مياه البحار والمحيطات بشكل مخيف في السنوات الأخير مما يشكل خطرا كبيرا على الثروة السمكية ومن ثم الانسان .
ثالثا – تلوث الغذاء
تنتج السيارات الاف الاطنان من العوادم التي تحتوي على أكسيد الرصاص والذي يأخذ طريقة الي المزروعات القريبة من الطرق الزراعية حيث يتراكم في انسجة النبات
كل عام، يموت ما يُقدّر بمليون شخص من التسمم بالرصاص. ويتعرّض ملايين آخرون، كثير منهم من الأطفال، لمستويات منخفضة من الرصاص مما يتسبب لهم بمشاكل صحية مدى الحياة، بما في ذلك فقر الدم وارتفاع ضغط الدم والسموم المناعية، وسمية الأعضاء التناسلية.

"فلنقل لا للتسمم بالرصاص" مثل موضوع الأسبوع الدولي العاشر للوقاية من التسمم بالرصاص (ILPPW) بهدف زيادة الوعي حول التسمم بالرصاص وتشجيع جميع البلدان على اتخاذ إجراءات لمنع التعرّض له خاصة عند الأطفال.
إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد مستوى آمن للتعرّض للرصاص، وتوصي بضرورة تحديد مصادر التعرّض للرصاص واتخاذ الإجراءات لتقليل وإنهاء تعرّض جميع الأفراد الذين يزيد مستوى الرصاص في دمائهم عن 5 ميكروغرام/ديسيلتر.
وتقدّر اليونيسف أن طفلا واحدا من بين كل ثلاثة – ما يصل إلى 800 مليون طفل عالميا – لديه مستويات رصاص في الدم تصل إلى 5 ميكروغرام/ديسيلتر أو أعلى – ويلزم اتخاذ إجراءات عالمية فورية للتصدي لهذه المشكلة.
تقول د. ماريا نيرا، مديرة إدارة البيئة وتغيّر المناخ والصحة في منظمة الصحة العالمية: "يُعدّ التعرّض للرصاص أمرا خطيرا بشكل خاص على أدمغة الأطفال التي هي في مرحلة التطور، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء ومدى الانتباه، وإلى ضعف القدرة على التعلّم، وزيادة مخاطر المشكلات السلوكية."
أضرار التعرّض للرصاص
يُعدّ الرصاص ساما للعديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي والجهاز التناسلي والكلى والجهاز القلبي الوعائي ونظام الدم والجهاز المناعي.
ومن المقدّر أن التعرّض للرصاص تسبب في ضياع 21.7 مليون سنة بسبب العجز والوفاة في جميع أنحاء العالم لما له من آثار طويلة الأجل على الصحة.
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن 30 في المائة من الإعاقة الذهنية مجهولة السبب و4.6 في المائة من أمراض القلب والأوعية الدموية و3 في المائة من أمراض الكلى المزمنة - يمكن أن تُعزى إلى التعرّض للرصاص.
وقد حدّدت منظمة الصحة العالمية الرصاص باعتباره أحد المواد الكيميائية العشر التي تثير شواغل رئيسية للصحة العامة وتحتاج إلى إجراءات تتخذها الدول الأعضاء لحماية صحة العمّال والأطفال والنساء في سن الإنجاب.


يمكن ربط التلوث والتدهور البيئي بقائمة متزايدة من الحالات الصحية مثل سرطان الجلد وسرطان الرئة والربو وتسمم الرصاص وتسمم الزئبق والملاريا وإيبولا وزيكا.
مصادر الرصاص
ثمة العديد من مصادر الرصاص في البيئات الصناعية مثل التعدين والصهر وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية وبطاريات الرصاص الحمضية والذخيرة في الأماكن التي يمكن أن تعرّض الأطفال واليافعين للرصاص، لا سيّما في الاقتصادات النامية.
ويمكن أن يحدث التعرّض أيضا في الأماكن غير الصناعية حيث يمكن العثور على طلاء يحتوي على الرصاص في المنازل والمدارس والمستشفيات والملاعب. ويمكن للأطفال استنشاق النشارة والغبار من الألعاب أو الأسطح المطلية بالرصاص أو التعرّض لها من خلال السيراميك المزجج بالرصاص وبعض الأدوية التقليدية ومستحضرات التجميل.
• اقرأ أيضا: قمة الصحة العالمية -- قادة العالم يلتزمون بـ 2.6 مليار دولار أمريكي للقضاء على شلل الأطفال
وقالت ليزلي أونيون، رئيسة وحدة السلامة الكيميائية في قسم البيئة وتغيّر المناخ والصحة: "لقد أحرزنا تقدما كبيرا. شهد العالم انخفاضا كبيرا في استخدام الرصاص في الطلاء في السنوات العشر الماضية مع وجود أكثر من 84 دولة لديها الآن ضوابط ملزمة قانونا للحد من إنتاج واستيراد وبيع الدهانات المحتوية على الرصاص. لدينا الآن أيضا حظرا عالميا للبنزين المحتوي على الرصاص."
شهد العالم انخفاضا كبيرا في استخدام الرصاص في الطلاء في السنوات العشر الماضية
لكنها أضافت أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به: "يمكن الوقاية من التسمم بالرصاص تماما من خلال مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تقييد استخدامات الرصاص ومراقبة حالات التعرّض له وإدارتها. لهذا السبب نقوم هذا العام بتوسيع نطاق منع جميع المصادر التي تساهم في التعرّض للرصاص."
وتشمل المصادر المهمة للتعرّض للرصاص: التلوث البيئي الناجم عن إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية، وعمليات تعدين الرصاص وصهره التي لا تخضع للتحكم الجيد؛ واستخدام العلاجات التقليدية المحتوية على الرصاص؛ وزجاج سيراميك الرصاص المستخدم في علب الطعام؛ والأنابيب التي يدخل الرصاص في تكوينها والمكوّنات الأخرى المحتوية على الرصاص في شبكات توزيع المياه؛ والدهان الذي يحتوي على الرصاص.
وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع البلدان إلى حظر الطلاء المحتوي على الرصاص، وتحديد جميع مصادر تعرّض الأطفال للرصاص والقضاء عليها، وتثقيف الجمهور بشأن مخاطر إساءة استخدام المنتجات المحتوية على الرصاص والقول "لا للتسمم بالرصاص.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115