رغم أنها تغرق ميزانية الدولة: لا يمكن المغامرة بعدم خلاص أجور الموظفين لكن عدم القدرة على تسديد الديون إشكال أكبر

في ظل الوضعية الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد أصبحت إثارة المخاوف من عدم خلاص الأجور من المواضيع المتكررة من فترة إلى أخرى وهي مخاوف مشروعة امام الوضعية الاقتصادية التي تمر بها البلاد من تراجع كافة المؤشرات ومراجعة لنسبة النمو المتوقعة

و آخرها للبنك المركزي التونسي الذي قلص توقعاته للنمو في العام الحالي.
كتلة الاجور تاخذ من ميزانية الدولة للعام 2016 ماحجمه 13 الف مليون دينار اي بنسبة 44,4 % من توزيع الميزانية التي يبلغ حجمها لهذا العام 29 ألف و 250 مليون دينار، وهي التي كانت دافعا لصندوق النقد الدولي الى الدعوة إلى الحد من ارتفاع كتلة الأجور بالقطاع العام .

وكانت كرستين لاغادرد مديرة الصندوق قد لفتت الى ان كتلة الاجور في تونس تعد الاعلى على مستوى عالمي. من جهته توقع البنك العالمي استمرار تنامي ضغوط المالية العمومية مع زيادة الإنفاق الجاري تبعا للزيادة المعلنة في الأجور بدايةً من عام 2016 والانتدابات الجديدة.

ومن جهتها تقدمت الحكومة ببرنامج مالي واقتصادي الى صندوق النقد الدولي وتضمنت الخطة الاصلاحية 44 اصلاحا وقد ابدى صندوق النقد الدولي موافقته على هذا البرنامج الذي يمتد بين 2016 و2019. وتتضمن هذه الإصلاحات او الإجراءات التقليص في عجز الميزانية والمديونية والتي تستوجب التحكم في كتلة الاجور . وكانت وثيقة رسمية صادرة عن رئاسة الحكومة مؤخرا اكدت على انه سيتم اتخاذ إجراءات استثنائية وصارمة للضغط على نفقات التصرف والتقليص من نفقات الأجور،بايقاف الانتدابات باستثناء خريجي مدارس التكوين والتقليص من عدد تلاميذ مدارس التكوين وعدم اللجوء إلى تعويض المحالين على التقاعد وإيقاف العمل بتعويض الشغورات المسجلة خلال السنة بسبب الاستقالة أو الوفاة أو الإلحاق وعدم نقل تراخيص الانتدابات للسنوات الفارطة باستثناء تراخيص 2016 .
وبحسب الوثيقة ذاتها فإن الحكومة ستسعى إلى النزول بكتلة الأجور الى مستوى 12 % من الناتج المحلي الاجمالي بحلول 2020 .

وقد اثارت عدة اطراف في هذه المرحلة امكانية عدم قدرة الدولة على صرف اجور موظفيها بسبب شح السيولة وفي هذا السياق يؤكد فيصل دربال الخبير الاقتصادي في تصريح لـ«لمغرب» انه على ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115