وحدهم الروس من أعطوا لوجهة السياحية التونسية زخمها المعهود هذا الصيف ، أيضا الجزائريون كانوا بدورهم متواجدين بكثافة في تونس خاصة بعد شهر رمضان وتتحدث بعض الأرقام عن بلوغ مليون ونصف المليون سائح هذا العام من الأشقاء الجزائريين أي بنسبة زيادة لا تقل عن 7 بالمائة عن الموسم الماضي . والجدير بالملاحظة في هذا الموسم أن 30 بالمائة من السياح الجزائريين قد اختاروا قضاء عطلهم بالنزل وفي هذا دفع مهم للقطاع وتنمية نشاطه وهو ما سمح باستعادة العديد من النزل التي أغلقت نشاطها سابقا مما وفر للعمال جانبا من الراحة النفسية والمالية كانت قد تعكرت قبل أشهر خلت.
السوق الداخلية التي ينتظر أن تحقق هذا الموسم زيادة مهمة في عدد الليالي المقضاة بالنزل تزيد عن 10 بالمائة كان لها أيضا دور في تنشيط الموسم بشكل فاعل حيث ان العديد من الوحدات الفندقية كانت تعمل بشكل شبه كامل مع السياحة الداخلية وهذا ما يدعو أصحاب المهنة إلى وجوب اعتماد خارطة طريق جديدة تضع في الحسبان السوق الداخلية كعنصر فاعل وحقيقي في شد أزر القطاع لا فقط عند الأزمات بل دوما.
وفي المقابل فإن تراجع السياحة الأوروبية على الوجهة التونسية لم يكن خاصا بل أن جميع الوجهات الجنوبية للمتوسط على غرار مصر والمغرب وأيضا تركيا شهدت هي الأخرى تقلصا في عدد الوافدين عليها من دول الشمال وهو ما يعني أن وزر العمل الإرهابي في هذه المناطق كان تأثيره بالغا ومؤثرا على الوجهات التي هجرها السائح الأوروبي خوفا على حياته وإن كانت بلاده مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا لم تكن بمنأى عن الإرهاب وتحدياته. وقد تضررت بما في ذلك الوجهات الأوروبية نفسها مثل فرنسا التي كان شهر جويلية الماضي فيها سيئا كما أكد مجمــع «MKG » المتخصص في متابعة السياحة حيث ان تراجع السياح على باريس بلغ 8.14 بالمائة الشهر الماضي وكذلك الأمر بالنسبة لموناكو بفعل التمديد في حالة الطوارئ بالبلاد.
و وفقا لأحدث مقاييس حجز العطل في الصيف في فرنسا لدى منظمي الأسفار الرئيسية عرفت تونس تراجعا بنسبة 68 % وفي نفس الحدود ....