مشاركة تونس في صالون السياحة ببرلين تحت شعار طمأنة المنظمين والوافدين: الأسبوع القادم زيارة رئيس مجمع «دار توريستيك الألماني» والملتقى 45 لممثلي السياحة بالخارج

يسدل الستار اليوم ببرلين على أهم وأكبر تظاهرة سياحية في العالم « Berlin ITB» الذي احتفل بدورته الخمسين وقد شهدت التظاهرة مشاركة عدد كبير من الوجهات العالمية في أكثر من 180 بلدا من عموم العالم و10 ألاف عارض قدموا خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 12 مارس الجاري

ابرز خصائص منتوجهم السياحي لا فقط للألمان بل للعدد الكبير من الوافدين على الصالون الذي اختار شعارا له «عالم واحد ، صناعة واحدة ،ومعرض واحد».
وقد كانت المشاركة التونسية في هذا المحفل السياحي الأكبر في العالم نسبيا بارزة لكن الوضع الأمني في البلاد وحالة عدم الاستقرار الأمني ظلا مخيمين على هذه المشاركة ولم يحجبا أثرهما البالغ على الوجهة خاصة لدى منظمي الأسفار الألمان وكذلك بعض الفاعلين في الميدان في أوروبا والذين تعد تونس السياحية بالنسبة لهم مهمة للغاية نظرا لما يحققونه من عائد منها لكن لا يخفون في نفس الوقت خشيتهم على حرفائهم من مخاطر الإرهاب خاصة وأن تأثير عمليتي باردو وسوسة لا يزال ماثلا للعيان.

ورغم هذا التشاؤم الذي يسكن منظمي الأسفار في برلين من الوجهة التونسية فإن وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق حرصت على تبديد المخاوف وطمأنة منظمي الأسفار وكذلك وسائل الإعلام أمس الأول وطمأنة مخاطبيها بأن تونس أمنة ومستقرة رغم وجود جيوب صغيرة ومحدودة في المكان والزمان تبدو غير مستقرة بفعل التحركات الإرهابية التي تتم محاربتها والقضاء عليها مشددة على أن الإجراءات الأمنية الصارمة المتبعة اليوم في تونس خاصة في المناطق السياحية بما في ذلك النزل التي تم تفعيل نظام أمني شديد داخلها وأيضا في المتاحف وتعد الأسواق متطورة وحازمة بشكل كبيركما أن الناقلتين الجويتين قد اوقفتا نشاطهما على تونس هذه السنة بفعل غياب الضمانات كما أكد ذلك موقع «الوجهة تونس».

وتجدر الاشارة أن الموسم الحالي يبدو غير مطمئن حيث تشير البيانات والأرقام إلى تواصل عزوف السياح الأوروبيين عن الوجهة باعتبارهم منذ أكثر من ستين سنة الحرفاء الأصليين للوجهة سجل تراجع واضح فخلال الشهرين الماضيين من سنة 2016 سجل تراجع بأكثر من 14 % في عدد الوافدين وهذا بالتأكيد غير مطمئن بالمرة على الموسم.علما وأن نتائج القطاع في العام الماضي كانت هي الأخرى دون المأمول مقارنة مع سنة 2014 حيث سجل خلالها تراجع بـ 25 % وهو رقم مخيف حقا نظرا لتأثير ذلك على بقية المؤشرات بما في ذلك على مستوى الاقتصاد الكلي للبلاد.

زيارة مهمة منتظرة
الزيارة المنتظرة «Sören Hartmann»
رئيس مجموعة «Der Touristik» الألمانية المتخصصة في تنظيم الإسفار الخميس 17 والجمعة 18 مارس الجاري، بدعوة من الحومة التونسية حيث سيلتقي برئيس الحكومة ووزيرة السياحة والصناعات التقليدية إلى جانب المهنيين وخاصة في النقل الجوي «الطيران الجديد» ، هذه الزيارة لثاني أهم منظم للأسفار ينتظر أن تبحث في كل المشاغل لدى الجانبين وخاصة المواضيع الأمنية التي تبقى أهم عناصر الخشية لدى هؤلاء المنظمين للأسفار في الوجهة.
وتجدر الملاحظة أن المنظم الالماني كان العام الماضي قد جلب الى الوجهة التونسية أكثر من 75 ألف سائح لكن الوضع اليوم وإلى بداية الشهر الحالي لا يبشر حيث أن الحجوزات على تونس تراجعت بشكل كبير جدا فاقت 70 %.

ممثلو ديوان السياحة بالخارج يلتقون للتشاور
في ضوء النتائج المسجلة دعت وزارة السياحة إلى اجتماع مستعجل لممثلي ديوان السياحة بالخارج بالحمامات الجنوبية بداية الأسبوع القادم لتدارس أوجه التحرك في الفترة القادمة لإنقاذ الموسم السياحي لفصل الصيف القادم وضمان التحرك الإعلامي والترويجي للوجهة الكفيلان باستقطاب عدد مهم من منظمي الإسفار للترويج للوجهة وإنقاذها من خسارة جديدة قد تتطلب زمنا طويلا لاستعادتها فضلا عن كلفة مالية لا طاقة للبلاد بتوفيرها اليوم و لا غدا بحكم تعدد المطالب المستعجلة في جهات البلاد.

اجتماع ممثلي ديوان السياحة بالخارج في دورته الخامسة والأربعين ، هو مناسبة لقطاع السياحة للوقوف على حقيقة الأوضاع التي تنتظر الوجهة التونسية في قادم الأشهر ومن ثمة البحث في السبل الكفيلة بالحد من تاثيراتها خاصة وأن المناسبة ستكون أيضا مهمة لتقديم الاختيارات الجديدة المرتبطة بوضع الوجهة وطرق معالجة الوضع محليا ودوليا والذي سيكون خلالها الديوان الوطني للسياحة الواجهة الرئيسة لها .وسيتضمن ملتقى ممثلي ديوان السياحة بالخارج جملة من المشاريع بصدد الإنجاز وبرامج العمل على غرار تقديم مشروع بوابة السياحة التونسية وكذلك التصور الجديد للنشريات و المطويات، وسيكون الملتقى مناسبة مهمة لتقديم الحملة الترويجية الخاصة بالسوق الجزائرية وأيضا الحملة الترويجية الخاصة على السوق الداخلية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115