هذه العودة كانت منتظرة خاصة بعد ما تمكنت الدولة في تونس من استعادة جانب كبير من حالة الاستقرار والأمن في كامل تراب الجمهورية ومطاردة فلول الإرهاب مما بعث في نفوس كثير من السياح الغربيين الاطمئنان فضلا عن توفر وجهة مشمسة وقريبة بأسعار في متناول الطبقات المتوسطة وما دونها في دول كثيرة شمال المتوسط .
مؤشرات موسم الذروة تبدو أفضل مما كان منتظرا حقيقة فتحقيق زيادة في عدد الوافدين نحو مناطقنا السياحية بنسبة تزيد عن 10 % أمر بالفعل مشجع، رغم أن تونس تستحق أفضل من هذا لكن مواصلة وزارات الخارجية في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا اعتبار تونس وجهة غير آمنة فيه حيف كبير بحق تونس إذا ما علمنا أن أوروبا نفسها هي أيضا وجهات غير أمنة لزوارها بعد الذي حصل في فرنسا وآخرها حادثتا نيس وحادثة برلين بألمانيا وهو ما يجعلنا جميعا أمام نفس المخاطر الإرهابية.
لكن المطمئن حقا اليوم أن العديد من السياح البريطانيين تغاضوا عن تحذيرات وزارة خارجيتهم وفضلوا قضاء عطلهم في تونس رغم التحذير ساري المفعول وعزوف منظمي الأسفار عن ذلك بعد رفض شركات تامين الرحلات إلى تونس .وقد وجدوا في الخطوط التونسية خير مساعد لهم في الوصول إلى تونس باعتبارها الناقل الجوي الوحيد العامل بين لندن وتونس .
وأفادت بالمناسبة «Sojern» شركة بريطانية مستقلة متخصصة في البحث عن الأسفار والعطل أن الوجهة التونسية عرفت خلال الشهر الجاري تطورا بـ 10 % على السوق البريطانية مضيفة في نفس السياق أن نوايا السفر كانت قد تدهورت على وجهات شمال إفريقيا والشرق الأوسط مثل تونس بـ 9 % ومصر بـ 15 % وتركيا بـ 14 % انطلاق من بريطانيا .ورغم هذا الوضع فإن السياح البريطانيين جددوا رغبتهم في السفر إلى تونس خلال هذا الشهر متناسين تحذيرات وزارة خارجيتهم.
ولم تستطع السياحة التونسية خلال نصف عام مضى من الموسم استرجاع نسق وإن كان شبه عادي للسياح الأوروبيين. وقد أشارت الأرقام المصرح بها من الدوائر السياحية المختصة إلى تقلص هام في عائدات القطاع بـ 38 % خلال السداسية الأولى من السنة قد بلغت 7.772 مليون دينار أي بـ 350 مليون يورو تقريبا . وهي نتائج دون....