تكون لحوم الدواجن والبيض في متناول اليد وأن كل ارتفاع في الأسعار كما حصل في الفترة الأخيرة يهدد المقدرة الشرائية والتغذية كذلك.
ساهمت لحوم الدواجن بدرجة عالية في نسبة التضخم لمجموعة التغذية في شهر سبتمبر المنقضي بـ 12.7 % وأسعار البيض بـ 2.7 % علما وان نسبة التضخم لشهر سبتمبر كانت 9.1 %
ومنذ 16 اكتوبر الجاري تجاوز سعر البيضة 300 مليم وهو تاريخ تعليق الزيادات المعلنة في اسعار الأعلاف بداية من 14 اكتوبر الا ان شركات خاصة لم تلتزم بالقرار وواصلت العمل بالأسعار الجديدة.
من جهته يقول ابراهيم النفزاوي رئيس الغرفة الوطنية لتجار لحوم الدواجن بالتفصيل في تصريح للمغرب ان الأسعار تراجعت حدتها مقارنة بالفترة الماضية الا أنها ستظل في المستوى الحالي وقال النفزاوي ان الارتفاع في الأسعار مرده الى لهفة المستهلك وعدم الاكتفاء بحاجياته العاجلة فقط.
وأمام ارتفاع تكلفة اللحوم الحمراء فلم يعد هناك ملاذ اخر للأسر التونسية غير لحوم الدواجن التي تعد اقل تكلفة في مقارنة ببقية أصناف اللحوم. التضييق على العائلات منخفضة ومتوسطة الدخل .
وتشهد أسعار الدواجن منذ العام المنقضي موجة من الارتفاع بشكل غير مسبوق في الوقت الذي كانت فيه اللحوم البيضاء تعرف بأسعارها المتواضعة وهو ما جعلها الأكثر استهلاكا من اللحوم الحمراء التي تعرف بدورها بإرتفاع أثمانها الأمر الذي يتسبب في عزوف فئة واسعة من المستهلكين على إقتنائه.
ويعود ارتفاع أسعار الدواجن بشكل غير مسبوق الى صعود تكاليف الإنتاج بنحو 70 % مع العلم أن الأعلاف تمثل مابين 60و70 % من تكلفة الإنتاج و تعد تونس بلد مستورد بنسبة 100 % للأعلاف وهو ما يجعل المربين عرضة لمخاطر ارتفاع الأسعار في السوق العالمية
وفي دراسة سابقة للمعهد الوطني للاستهلاك تطوّر استهلاك الفرد التونسي من اللحوم بجميع أصنافها (دون اعتبار الأسماك ومنتجات البحر) من 17,8 كغ سنة 1985 إلى 24,8 كغ سنة 2000 ثمّ إلى 23,4 كغ سنة 2015 وتنفق كلّ أسرة سنويّا ما يقارب 1065 دينار في شراء اللحوم والدواجن. وتضمنت الدراسة أيضا ان 7.3 % من عينة من المستهلكين لا تشتري اللحوم الحمراء أبدا.
ويدعو عديد المختصين في التغذية إلى إستهلاك الحوم البيضاء نظرا لاحتوائها على نسب قليلة من الكولسترول، من جهة أخرى وعلى مستوى العالم وفي العام 2025 من المنتظر أن يبلغ نصف الاستهلاك العالمي من اللحوم هو من الدواجن.
الاسعار المرتفعة في كل السلع دون استثناء وبعد ان كانت سببا في تدهور المقدرة الشرائية للتونسيين في فترة قصيرة وبسرعة فائقة اصبحت تهدد اليوم تغذيتهم ذلك أن وجبة كاملة تستجيب لشروط التغذية السليمة باتت مكلفة وهو ما يتطلب التوعية بهذا الخطر وتوجيه التونسين الى تغيير سلوكياتهم الغذائية وايجاد مصادر اخرى للمكونات الغذائية بتكاليف اقل.