إذ تشير التقديرات إلى ضياع نحو 12 مليار يوم عمل، سنويا، بسبب الاكتئاب والقلق ممّا يكلف الاقتصاد العالمي مبلغ تريليون دولار تقريبا.
يقول التقرير إن تهيئة بيئة عمل آمنة وصحية يعد أمرا بالغ الأهمية، نظرا لأن الناس يقضون جزءا كبيرا من حياتهم في العمل كما تسببت جائحة كوفيد- 19 في زيادة نسبتها 25 % في معدلات الشعور بالقلق والاكتئاب عموماً بجميع أرجاء العالم، ممّا كشف النقاب عن مدى قصور استعداد الحكومات لمواجهة تأثير الجائحة على الصحة النفسية وعن نقص عالمي مزمن في موارد الصحة النفسية. وفي عام 2020، أنفقت الحكومات في أنحاء العالم بأسره نسبة 2 % فقط في المتوسط من ميزانيات الصحة على الصحة النفسية، بينما استثمرت البلدان المنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط نسبة أقل من 1 % في هذا المجال.
وفي مؤشرات لوزارة الصحة يوجد 287 طبيب نفسي في تونس بتوزيع غير متوازن إذ يوجد نحو 153 طبيب في تونس الكبرى بينما يعد الأطباء النفسيون في بقية الجهات مجتمعة 128. وتعطى الأولوية للحالات الصحية الأخرى وفي حدود الميزانيات المخصصة للصحة النفسية حيث ترصد البلدان اقل من 2 % من ميزانيات الرعاية الصحية للصحة النفسية. وفي تقرير القدرة على الأداء للصحة وردت كلمة الصحة النفسية مرتين الأولى عند الحديث عن
العناية بالفئات الهشة خاصة في مجالات النهوض بالصحة النفسية وبوضع خطة عمل تتمحور حول التشخيص المبكر للاضطرابات والأعراض. واتخاذ ترتيبات لتوفير الدعم والإحاطة النفسية لأعوان الصحة.
لا تلقى الصحة النفسية في تونس الأهمية التي تتحدث عنها كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية، فعلى الرغم من أن ارتفاع المخاطر التي تهدد الصحة النفسية لكل الناس تزامنا مع انتشار كوفيد 19. وما تمثله من تهديد للرصيد البشري إلا أن تهميش وغياب تناول الإشكالية بجدية وبشكل معمق من الجانب التونسي يزيد من احتمال اتساع رقعة الخطر الذي لا يحمل انعكاسا اجتماعيا فقط بل انه له مخاطر اقتصادية كبرى.
الاكتئاب يتسبب في ضياع 12 مليار يوم عمل سنويا: منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية تدعوان البلدان إلى إجراءات عاجلة للنهوض بالصحة النفسية للسكان المشتغلين
- بقلم شراز الرحالي
- 13:22 10/10/2022
- 982 عدد المشاهدات
دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة الشواغل المتعلقة بالصحة النفسية لدى السكان العاملين،