في ظرف متوتر وقد تم التأكيد في عديد التقارير على أهمية الإنتاج العائلي كحل ضد تقلبات الأسعار وندرة المعروض.
كانت تونس قد وقعت في اواخر 2021 اتّفاقيّة اطاريّة حول «مشروع عشريّة الأمم المتّحدة للفلاحة العائليّة (2019 – 2028)» بين الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصيد البحري بصفته المكلّف صلب لجنة قيادة المشروع ووزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري ووزارة المرأة والطّفولة وكبارالسّن ووزارة التّكوين المهني والتشغيل ووزارة الشؤون الاجتماعيّة والبنك التونسي للتضامن والاتحاد الوطني للمرأة التّونسيّة. و مشروع عالمي بقيادة الأمم المتّحدة وتحت اشراف “منظّمة الأغذية والزّراعة” و”الصّندوق الدّولي للتنمية الزّراعيّة” تمّ تطبيقه في العديد من الدّول وسينطلق تنفيذه في تونس بداية من هذه السّنة.
وتمثل المستغلات الفلاحية الصغرى نحو 80 % من مجموع المستغلات وهي حسب لمياء قم مديرة وحدة المرأة الفلاحة باتحاد الفلاحين فان الأراضي الصغرى لا تحتاج إلى المكننة أو تجهيزات كبرى ومن المنتظر ان يتم ادارج النهوض بالفلاحة العائلية في ميزانية وزارة الفلاحة في العام المقبل وهو ما سيمثل حسب المتحدثة نقطة مهمة وتحول في السياسة الفلاحية.
وتعد أزمة الغذاء تحديا لكل واضعي السياسات في العالم وفي تقرير أخير لصندوق النقد الدولي بعنوان «أزمة الغذاء العالمية تتطلب الدعم للمواطنين والانفتاح التجاري وزيادة المحاصيل المحلية» انه من بين النقاط التي أشار إليها زيادة إنتاج الغذاء وتحسين التوزيع، بما في ذلك عن طريق ضمان الوصول الكافي للأسمدة وتنويع المحاصيل: تكتسب زيادة تمويل التجارة وتعزيز سلاسل الإمداد أهمية بالغة في معالجة صدمة أسعار الغذاء الحالية. ويقوم البنك الدولي وبنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى بدور رئيسي في هذا الصدد إذ إنها تزيد من التمويل التجاري للسلع الزراعية وغيرها من المنتجات الغذائية وتدعم البلدان في الحصول على اللوجستيات الضرورية وتحقيق التحسينات اللازمة في بنيتها التحتية.
فدعم مجهودها الزراعي والإنتاجي بمختلف اختصاصاته للعائلات يعد حزام امن لها في ظل شح الغذاء الذي يصبح يوما بعد يوم يثقل كاهلها ويعرضها الى صدمات الأسعار المرتفعة وما لها من تداعيات عليها باوجه مختلفة مالية واجتماعية.
وفي انتظار أن يتم ايلاء الفلاحة العائلية الأهمية التي تستوجبها تبعا للتحديات المتنامية تبقى العائلات التي تشرف على مستغلات صغرى وقطيع مواشي صغير تواجه التكاليف بمفردها.