كل الدراسات والبحوث في جل المؤسسات الدولية كما كشف الظرف الحالي عن اهمية الامن الغذائي واهمية التعويل على المقدرات الذاتية للدول لتجنب التقلبات خاصة في الاسعار ونقص الامدادات.
كانت تونس في هذا الظرف من بين البلدان الاكثر تاثرا بالحرب باعتبار تعويلها على التوريد من البحر الاسود ومن روسيا وأوكرانيا بالتحديد خاصة الشعير والقمح الصلب الامر الذي دفع الى طرح تساؤلات عن كيفية مجابهة تقلب الاسعار وصعودها الصاروخي واضطراب الإمدادات من موانئ البحر الأسود.
تتباين احجام الانتاج للحبوب في المناطق التونسية وتتوزع حسب معدل التساقطات باعتبار ان كل المساحات او اغلبها بعلية اذ تتركز الزراعات الكبرى اساسا بالشمال الغربي خاصة بالنسبة الى القمح اصلب والشعير ويتجاوزها الشمال الشرقي بشكل طفيف في انتاج القمح اللين. بينما الكميات المنتجة بالجنوب بالكاد تذكر.
وباعتبار توجه تونس الى تغطية حاجياتها من خلال التوريد فان تونس تورد نحو 56 % من حاجياتها من القمح الصلب من كندا و 14 % من اليونان والبقية من ايطاليا واسبانيا والمكسيك وبلدان اخرى اما بالنسبة الى القمح اللين فان تونس تتزود بنحو 49 % من حاجياتها من اوكرانيا و 26% من بلغاريا و10 % من روسيا والبقية من رومانيا والارجنتين وبلدان اخرى.
وتورد تونس 46 % من حاجياتها من الشعير من روسيا و 17 % من اوكرانيا و 14 % من رومانيا والبقية من الارجنتين وبلغاريا وغيرها من البلدان.
اما بالنسبة الا الاستعمالات فان 72% من القمح الصلب موجه الى الاستعمال البشري من الملاحظات المهمة التي يمكن ان تشكل عاملا سلبيا وان كانت بدرجة طفيفة فان نسبة القمح اللين الذي يتم اتلافه تقدر بـ 3.83 % و 3.1 % بالنسبة الى الشعير و3.60 % للقمح الصلب. المعطيات التي أوردها المرصد الوطني للفلاحة تظهر أن تونس كانت دائما وقد يتواصل هذا في المستقبل ، تحت رحمة الظرف المناخي أولا من خلال الأمطار تارة والجفاف تارة أخرى ثم تأثير الصراعات والحروب على سير الإمدادات والأسعار.
إنتاج الحبوب في تونس: توزيع الإنتاج جغرافيا غير متكافئ وإتلاف كميات هامة سنويا والحرب تزيد من وطأة التبعية إلى التوريد
- بقلم شراز الرحالي
- 12:20 30/05/2022
- 1214 عدد المشاهدات
أصبح العنوان الابرز في النصف الاول من السنة هو ازمة غذاء ممكنة في ظل الظرف الجيواستراتيجي الحالي وتواصل الحرب في اوكرانيا وهو ما كان محور