نتيجة زيادات كبيرة في المؤشرات الفرعية لأسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان علاوة على ارتفاع أسعار الحبوب واللحوم.
يستمر صعود مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء خلال الشهر المنقضي ،حيث نما بنسبة 24.1 % عن الفترة ذاتها مقارنة بالسنة المنقضية ،ليبلغ المؤشر العام لمنظمة الأغذية والزراعة 140.7 نقاط وهو مستوى غير مسبوق يأتي بدعم من الصعود القياسي في أسعار الزيوت النباتية الذي سجل زيادة شهرية قدرها 15.8 نقاط محققًا ارتفاعًا قياسيًا جديدًا ويعزى الارتفاع المتواصل في الأسعار بصورة رئيسية إلى ارتفاع أسعار زيوت النخيل وفول الصويا ودوار الشمس ،كما وقد ارتفعت أسعار زيت النخيل دوليًا للشهر الثاني على التوالي، وذلك بسبب الطلب العالمي المطّرد على الواردات الذي تزامن مع تضاؤل المتاح منه للتصدير لدى إندونيسيا.
كما ارتفعت الأسعار الدولية لزيت دوار الشمس بشكل ملحوظ، وذلك جراء المخاوف التي سببها تعطّل الأنشطة في منطقة البحر الأسود ما قد يؤدي إلى خفض الصادرات. أما الارتفاع الحاد في أسعار الزيوت الخام فقد دعم أيضًا ارتفاع أسعار مجموع الزيوت النباتية.
ويقيس مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية متوسط الأسعار على مدار الشهر؛ ولهذا، فإن أرقام شهر فيفري تتضمن بشكل جزئي فقط تأثيرات السوق الناجمة عن الصراع القائم في أوكرانيا.
وقد قال أوبالي غالكيتي أرتشيلاج، الخبير الاقتصادي في المنظمة: «إن المخاوف بشأن ظروف المحاصيل وتوافر الكميات المناسبة المتاحة للتصدير لا تفسّر إلا جزءا من الزيادات الحالية في الأسعار العالمية للأغذية. ويأتي الحافز الأكبر بكثير لتضخم أسعار الأغذية من قطاعات خارج الإنتاج الغذائي، ولا سيما قطاعات الطاقة والأسمدة والأعلاف. وتميل كل هذه العوامل إلى تضييق هوامش ربح منتجي الأغذية، مما يثنيهم عن الاستثمار وتوسيع نطاق الإنتاج.»
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان141.1 نقطة خلال شهر فيفري بإرتفاع 6.4 في المائة عما كان عليه في جانفي، مسجلاً ارتفاعه للشهر السادس على التوالي، ما جعله أعلى من قيمته المسجلة خلال الشهر نفسه العام الماضي بأكثر من 20% وقد ارتفعت الأسعار الدولية لجميع منتجات الألبان الممثلة في المؤشر جراء الانكماش المستمر للأسواق العالمية على خلفية تدني إمدادات الحليب عن المستوى المتوقع في أوروبا الغربية وأوسيانيا.
كما ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 3.0 % مقارنة بجانفي ، مدفوعا بارتفاع عروض أسعار الحبوب الخشنة، مع ارتفاع الأسعار الدولية للذرة بنسبة 5.1 في المائة، وذلك بسبب مجموعة من الشواغل المستمرة بشأن ظروف المحاصيل في أمريكا الجنوبية، وحالة عدم اليقين بشأن صادرات الذرة من أوكرانيا، وارتفاع أسعار تصدير القمح.
كما ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 2.1 %، وهو ما يعكس إلى حد كبير حالة عدم اليقين بشأن تدفقات الإمدادات العالمية من موانئ البحر الأسود. وارتفعت الأسعار الدولية للأرزّ بنسبة 1.1 %.
وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم بنسبة 1.1 % عن شهر جانفي، إذ بلغت الأسعار الدولية للحوم الأبقار مستوى قياسيا جديدا وسط طلب عالمي قوي على الواردات وانكماش إمدادات الماشية الجاهزة للذبح في البرازيل وارتفاع الطلب على إعادة تكوين القطعان في أستراليا.
وفي المقابل تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 1.9 % وسط توقعات الإنتاج المواتية في البلدان المصدرة الرئيسية مثل الهند وتايلند، فضلا عن تحسّن ظروف الزراعة في البرازيل.