مع التوقف الشبه الكلي للرحلات خلال فتر ة الإغلاق الكبير» تجعل الأزمات الجيوسياسية والصراعات والحروب تجعل القطاع عرضة لازمة انكماش جديدة.
بقطع النظر عن الآثار المدمرة للحروب من خسائر بشرية وأثار نفسية مدمرة فان الاقتصاديات في العالم من ضحايا النيران وان كانت في بعيدة جغرافيا. ولئن كانت كل القطاعات في مسمى النيران الا ان السياحة والسفر تحصد الآثار بسرعة اكبر، ففيما مازالت الآثار المدمرة لجائحة كوفيد 19 مستمرة بدأت أزمة موازية تزامنا مع بدء روسيا حربها على أوكرانيا الأمر الذي بدا يثير القلق بشان النمو العالمي عموما. الحديث عن الاثار السلبية للحرب على النمو العالمي يمر حتما عبر تأثر قطاع السياحة اذ ستزيد الصراع من تعطل اكبر محرك اقتصادي في عدد كبير من البلدان على غرار تونس فقد تطور عدد السياح الروس في السنوات الأخيرة وتوجهت تونس الى الترويج لسياحتها في روسيا واروبا الشرقية.
فقد ارتفع عدد السياح الروس الوافدين الى تونس من 135 الف و590 سائح في العام 2010 الى 457 الف و668 سائح في 2019 قبل ان يتراجع الى 1الف و 708 سائح فقط في 2020 باعتبار الازمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا وما تم اتخاذه من إجراءات تقييد حركة السفر في كل انحاء العالم توقيا من انتشار الفيروس.
كما تطور السياح الاوكرانيين من 10 الاف و482 سائح في 2010 الى 23 الف و662 سائح في 2019 قبل التراجع في 2020 الى 682 سائح فقط للأسباب المذكورة آنفا . ويحتل السائح الروسي المرتبة السابعة عالميا على مستوى الإنفاق في قطاع السياحة.
وباعتبار ان تأثير الحرب تمتد في كل بلدان العالم ويرجح اغلب المحللين أن تكون اوروبا اكبر المتضررين باعتبار القرب من دائرة الصراع ونظرا إلى أهمية السوق الاروبية بالنسبة إلى تونس فان تواصل انخفاض عدد الوافدين سيكون مستمرا وهو لم يكن الأمر المستبعد حتى قبل إعلان الحرب نظرا لارتفاع التضخم في البلدان الاروبية وتراجع المقدرة الشرائية هناك.