فتونس بلد فلاحي بالأساس تمثل فيه الفلاحة نسبة تصل إلى 12 % من الناتج المحلي الإجمالي وتساهم بما يقارب الـ 16 % في التشغيل في بلد ترتفع البطالة فيه إلى حدود الـ 15.4 %. وبمجموع سكاني يقدر بـ 11 مليونا وبضعة آلاف وتمسح الأراضي الفلاحية حوالي 10.5 مليون هكتار أي 65 % من المساحة الجملية للبلاد منها 5 ملايين هكتار قابلة للزراعة، و5.5 مليون هكتار غابات ومراع وذلك وفق ما ينشره موقع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.
وفي بلد يعتمد الفلاحة كقطاع أساسي يفترض ضرورة توفر كافة الآليات المحافظة على استمراريته وتحسين مردوديته. ومن هذه الآليات التخصص الأكاديمي والبحثي، والتمويل وحسن التسيير وسيكون هذا التحقيق الذي اعتمد على المصادر البشرية والتوثيقية المعنية بالقطاع محاولة للوقوف عند أهم التهديدات التي تواجهها النباتات في تونس.
لسلطة الإشراف الواجب الذي يفرض تدخلها في كل الأوقات لاجل حماية القطاع الأفضل اداء في السنوات الاخيرة وفي هذا السياق يؤكد طارق شيبوب مدير عام سابق لحماية ومراقبة جودة المنتجات الفلاحية بوزارة الفلاحة انه لاتوجد احصائية لعدد الاوبئة التي تهدد المنتوجات في تونس الا انه يستعرض الافات الاكثر تهديدا والتي والى حد الان لم تثبت المبيدات جدواها في مقاومتها، يتحدث طارق شيبوب عن اللفحة النارية مشيرا الى ان الأصناف الموجودة في تونس حساسة لهذا الفيروس موضحا ان الخسائر تقع عند توفر عناصر أساسية وهي عدد البكتيريا بالقطعة الواحدة وقابلية الشجرة للإصابة والتي عادة تكون في مستوى الإزهار والتنوير وثالثا العوامل المناخية والمتمثلة في الرطوبة. فإذا توفر عامل واحد من هذه العوامل فانه يتم حرق الحقل
وعلى الرغم من حديث العديد من الخبراء عن أن الإجاص مهدد في تونس وانه بعد سنتين ستصبح تونس موردة للإجاص إلا أن طارق شيبوب يؤكد عكس ذلك وبأن الإجاص سيظل موجودا في تونس. أما عن كيفية دخول اللفحة النارية إلى تونس فقد رجح المتحدث ان تكون عملية توريد عشوائي هي التي تسببت في وصولها الى تونس. وظهرت لأول مرة بحقل بجهة مرناق.
وما تم حرقه إلى حدود جانفي هو 38 هكتارا (ولاية نابل) و77 هكتارا (زغوان) 360 هكتارا (بن عروس) 223 هكتارا (بنزرت) 144 هكتارا (أريانة) 4 هكتارات (بجندوبة) 0.3 هكتارا (بسوسة).
وفي اطار إعادة غراسة الحقول المصابة تم في كل من ولايات نابل وزغوان وبنزرت غراسة 144 هكتارا (رمان وقوارص وعوينة). وتقديم تعويضات بـ 3.736 مليون دينار عند التقليع و76 الف دينار في اعادة الغراسة. وتم توريد 6 اصناف من الاجاص من فرنسا. وقد اكد شيبوب انه تم اعتماد المداواة واستعمال ادوية جديدة ابدت نتائج ايجابية وحسب طلبة بصدد اعداد دكتوراه حول اللفحة النارية اكدوا انه الى اليوم لم تثبت اي من الادوية نجاعتها.
سوسة النخيل الحمراء:
من آفات الحجر الزراعي أيضا سوسة النخيل الحمراء التي تشهد توسعا وزحفا نحو الواحات التونسية وقد تم العثور عليها عام 2011 شهر ديسمبر في منطقة قرطاج وانتقد المتحدث ما تم اتخاذه آنذاك من إجراءات التي حسب قوله انحصرت في ورشات للتعريف بالحشرة ولم يتم اتخاذ إجراء الاستئصال، والواحات التونسية يترصدها أيضا البيوض من البوابة الغربية من جهة حدودها مع الجزائر.
وعن اسباب انتشار الحشرة رجح المتحدث ان يكون الأقرب الى الظن ان المسؤولين انذاك ركزوا عملهم على منطقة قرطاج ولم يتم مكافحتها في المناطق المحاذية لها. وتتجاوز اليوم اعداد النخيل المصابة ال2050 شجرة بعد ان كانت في البداية في حدود 40 شجرة نخيل.
وبين شيبوب أن آفة الحجر الزراعي لا يمكن التعامل معها بالمكافحة المتكاملة بل بالاستئصال ان خطة العمل ترتكز على اربع محاور الاستكشاف الذي يسمح بقابلية القضاء على الاطوار المتقدمة للسوسة ثانيا التقليم ثم الرحي وهي آلية جديدة ثم المداواة. ومن بين وسائل المداواة قال المتحدث ان الادوية التي تم اختبارها ابدت نتائج ايجابية وهي تحمي النخلة لمدة سنة بعد ان كان المبيد السباق يقي الاشجار الـ 4 اشهر فقط. هذا الى جانب إقامة الفخاخ والمصائد.
القوارص:
يتهدد القوارص الذباب الابيض الذي اختصر المتحدث حديثه في قوله حسب مثل فرنسي «نحن ناكل ما يتركه لنا الذباب» في اشارة الى كثرة انواع الذباب الذي يمكن ان يصيب الثمار وبين انه يتم اعتماد شبكة للتفخيخ وتقليص عمليات التدخل بالطائرة واتباع خطة
الاصطياد المكثف ومداواة الجوانب المحاذية للحقول.
الزيتون:
أما في ما يتعلق ببكتيريا الزيتون يؤكد المتحدث انه مازال لايوجد تاكيد ان Xylella Fastidiosa هي المسؤولة عن المرض الذي يصيب أشجار الزيتون او بالاشتراك مع افات اخرى. البكتيريا: وجدت في 2013 في ايطاليا وتم حرق 24 هكتارا وتبلغ اليوم 80 الف هكتار. الاتحاد الاوبي اخذ قرارات صارمة لمنع توريد مشاتل الزيتون فاثر عمليات معاينة بنيس الفرنسية تم اكتشاف وجود Xylella Fastidiosa.
في تونس يتم تنظيم أيام تحسيسية يوم على مستوى كل ولاية إحداث لجان جهوية حتى تقوم بمعاينات ميدانية للبحث عن هذه البكتيريا. وحسب العينات فهي غير موجودة في تونس.
وامام هذا الخطر المحدق بغابات الزيتون بتونس فان اغلب الباحثين يدعون الى تحيين تشريع تونسي ومنع التوريد من المناطق المصابة والأصناف الحاملة للبكتيريا مع شروط صحية للواردات الأخرى وتكون النباتات متاتية من المناطق التي خضعت للمراقبة تم تدعيم الطاقة التحليلية للمخابر وتدعيم تكوين المناطق الحدودية بالمراقبة الصحية للنباتات فهي حرب «إرهاب» لآفات الحجر الزراعي والمفروض ان تعد الادارة جرد الآفات الموجودة لأنه عمل لم يتم القيام به. والقيام بتوزيع خارطته على الجمهورية.