توقع البنك الدولي أن ترتفع أسعار الطاقة بما يزيد عن 2 % خلال السنة المقبلة وذلك بدعم من تواصل الطلب القوي ومكاسب الإنتاج التدريجية مشيرا إلى أن الزيادة في أسعار الطاقة تشكل مخاطر تضخم كبيرة في العديد من بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية ويمكن أن تؤثر على النمو في عام 2022 بين البلدان المستوردة للطاقة.
قام البنك الدولي بتعديل توقعاته لأسعار السلع الأولية التي أصدرها في أفريل المنقضي ،حيث سجلت نشرة آفاق أسواق السلع الأولية لشهر أكتوبر عدة تغييرات سواء على مستوى السنة الحالية أو توقعات السنة المقبلة ومثال ذلك انه توقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 56 دولارًا للبرميل في عام 2021 قبل أن يرتفع السعر إلى 60 دولارًا للبرميل في عام 2022 خلال نشرة الآفاق لشهر أفريل 2021 لتصبح الأرقام خلال نشرة الآفاق لشهر أكتوبر كالأتي حيث توقع أن تبلغ أسعار النفط الخام (متوسط أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط وخام دبي) في المتوسط 70 دولارا في عام 2021، بزيادة قدرها 70 % عن 2020 ومن المتوقع أن تبلغ هذه الأسعار 74 دولارا للبرميل في عام 2022 مع ارتفاع الطلب على النفط والوصول إلى مستويات ما قبل الجائحة.
ويؤكد البنك الدولي إرتفاع أسعار الطـاقة بأكثر من 2 % في عام 2022 بعد القفــز أكثــر من 80 % في عام 2021 ، مدعومة بالقوة المستمرة الطلب ومكاسب الإنتاج التدريجية ، من قبل انخفض بشكل حاد في عام 2023 مع زيادة العرض مع توقعات بأن تتراجع الأسعار غير المتعلقة بالطاقة إلى حد ما في عامي 2022 و 2023 ، مع انخفاض أسعار كل من الزراعة والمعادن مع تخفيف قيود العرض.
أما عن أثمان الغاز الطبيعي والفحم فمن المتوقع أن تظل أسعار عند مستويات عالية حتى بداية عام 2022 ولكنها تنخفض بعد ذلك مع تخفيف قيود العرض وزيادة الإنتاج. ومع ذلك، تظل نوبات تقلب الأسعار الإضافية احتمالية واضحة مع توقعات بالتراجع في أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية وأسعار الفحم الأسترالية بنسبة 14 % في عام 2022 ثم تنخفض بنسبة 27 % و25 % على التوالي في عام 2023.
وفي ما يتعلق بأسعار الغذاء ،فمن المتوقع أن يستقر مؤشر أسعار الحبوب في عام 2022 ، بعد زيادة متوقعة بنسبة 22 % في عام 2021 مع العلم أن 2021 الزيادة التي توقعها البنك خلال نشرة افريل كانت الزيادة ستكون في حدود 14 % ومن من المتوقع أن يرتفع متوسط سعر الذرة بأكثر من 50 % هذا العام وأن ينخفض بنسبة 10 % في عام 2022. بينما من المتوقع أن ينخفض سعر الأرز هذا العام والعام المقبل.
من المتوقع أن يرتفع مؤشر الزيوت بنسبة 40 % في المتوسط في عام 2021 مع مراجعة تصاعدية مقارنة بنشرة وأن يظل ثابتًا في عام 2022.
ومع تراجع النمو العالمي وتعطل الإمدادات، من المتوقع أن تنخفض أسعار المعادن 5 % في عام 2022، بعد ارتفاعها بنسبة تقدر بنحو 48 % في عام 2021 ومن المنتظر أن يشهد سعر أونصة الذهب تراجعا من 1795 دولار إلى 1750 دولار.
ويؤكد البنك الدولي أن التنبؤات عُرضة لمخاطر كبيرة - بما في ذلك الأحوال المناخية المناوئة، والتعافي غير المتكافئ من جائحة كورونا، وخطر المزيد من الفاشيات، وتعطل سلاسل الإمداد، والسياسات البيئية. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب الارتفاع الحاد في تكاليف الطاقة في الآونة الأخيرة، يدفعان إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، ويثيران مخاوف بشأن الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية.