ويجعل شبح الصدمة الطاقية التي عرفها العالم في السبعينات يخيم مما يزيد من مخاطر ارتفاع التضخم وحالة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
قال صندوق النقد الدولي أن الضغوط الناشئة عن صدمات الطاقة الناتجة عن اضطراب الإمدادات تفرض تأهب البنوك المركزية خاصة منها البنوك ذات الأطر النقدية الأضعف في صورة انفلات التضخم عن التوقعات.
كما دعا الحكومات إلى التحرك لمنع انقطاعات الكهرباء في حالة قيام المرافق بخفض توليدها إذا تراجعت ربحية هذا النشاط. ذلك أن انقطاع التيار الكهربائي، وخاصة في الصين، يمكن أن يضر بنشاط إنتاج الكيماويات والصلب والصناعة التحويلية، مما يضيف إلى انقطاعات سلاسل الإمداد العالمية أثناء موسم الذروة لمبيعات السلع الاستهلاكية. وبخصوص ارتفاع فواتير الاستهلاك المنزلية ينصح النقد الدولي بدعم الأسر محدودة الدخل للمساعدة على تخفيف أثر صدمة الطاقة عنها.
وتنتج التوقعات لازمة محتملة نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام « مؤخرا إلى مستوى لم تشهده منذ سبع سنوات حيث تجاوز سعر البرميل 85 دولارا، مع بدء أعداد متزايدة من المشترين في البحث عن بدائل لتوليد طاقة التدفئة والكهرباء في ظل نقص فعلي في الإمدادات. وهناك طلب مرتفع على الفحم، وهو أقرب بديل له حيث يتزايد لجوء محطات توليد الكهرباء إلى استخدامه. وقد دفع هذا بالأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2001، مما قاد بدوره إلى ارتفاع تكلفة ترخيص انبعاثات الكربون في أوروبا.
في تونس وحسب النشرية الإحصائية للمعهد الوطني للإحصاء فقد بلغ حجم توريد الفحم الحجري وفحم الكوك خلال ثمانية أشهر الأولى من العام الجاري 8.2 مليون دينار مقابل 6.2 مليون دينار العام الفارط.