ولم تخرج توصيفات رؤساء الحكومات عن السلبية طيلة السنوات الفارطة مع تغير واضح في الجزم بجدية الوضع الصعب منذ تولي المهدي جمعة لرئاسة الحكومة في 2013.
كان الاقتصاد «على شفير الهاوية» في العام 2011 وهو التلخيص الذي قدمه المرحوم الباجي قائد السبسي الذي ترأس الحكومة آنذاك ويعني أن الوضع الاقتصادي على شفير الهاوية ففي العام 2011 توقف الإنتاج في اغلب القطاعات الاستخراجية والخدماتية والصناعية و انكمش الاقتصاد بنحو 2 %.
في نهاية 2011 واثر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وفوز حركة النهضة بغالبية المقاعد تم تشكيل حكومة يترأسها حمادي الجبالي ليدلي هو الآخر بدلوه في الاقتصاد الوطني الذي تعطلت ابرز محركاته ليقول في إحدى مقابلاته إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس تردى بشكل أكبر من المتوقع ويتعهد بتسليم البلاد في وضع أفضل مما تسلمته حكومته وينتهي المطاف في مارس 2013 وانتهت ولاية الجبالي عند الثلاثي الأول من العام 2013 التي سجلت انكماشا بـ 0.3 % مقارنة بالثلاثية الأخير من العام 2012 ونموا بـ 2.7 % مقارنة بالعام الذي سبق . تسلم علي العريض رئاسة الحكومة التي استمرت إلى جانفي 2014 وعمليا تكون ولايته قد انتهت عند الثلاثي الرابع من العام 2013 والتي سجلت نموا
اقتصاديا بـ 2.3 % علي العريض وفي تعبيره عن الوضع الاقتصادي قال انه لم يكن راض لكن ،الوضع ليس مأسويا حسب تعبيره. تسلم مهدي جمعة رئاسة الحكومة في جانفي 2014 وتواصلت إلى 2015 ليصرح بأن الوضع الاقتصادي صعب للغاية وكان العام 2014 قد انتهى بنسبة نمو قدرت بـ 2.3 %.
وكان الحبيب الصيد خليفة مهدي جمعة على رأس الحكومة وبدا منذ العام 2015 تدرج منطقي في وصف الوضع الاقتصادي التونسي وبدأت التصريحات من وضع اقتصادي هش مع الحبيب الصيد أصبح حرجا مع يوسف الشاهد أضحى صعبا مع الياس الفخفاخ وأمسى خطير جدا مع هشام المشيشي.
الأفعال الناقصة التي صاحبت تصريحات رؤساء الحكومات حول الوضع الاقتصادي يقابلها ضعف في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المطلوبة لإنقاذ الاقتصاد التونسي
وقد جزم بعض المشاركين في مخططات الإصلاح بان غياب الحزام السياسي القوي هو السبب الرئيسي لفشلها.وأمام حالة الانقسام غير المسبوق صلب مجلس نواب الشعب فان خطوات الذهاب بعيدا ببرامج الإصلاح تظل عرجاء.
والحديث عن الإفلاس او شبحه او عن صعوبة ووضع خطير تكرر وبات على الرغم من خطورته حديث كل المجالس والحكومات، فالخطط الإصلاحية موجودة ومواطن الضعف مشخصة والحلول قُدمت ، لكن من يُنفذ؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر الاجابة.