و قد اشترطت «الاونكتاد» لتحقيق هذه التوقعات تعافي الاقتصاد العالمي.
شهدت التجارة العالمية البحرية تراجعا تحت تأثير جائحة كورنا ،ومن المنتظر أن تنخفض بنسبة 4.1 ٪ في العام الحالي جراء تفشي وباء «كورونا» والاضطراب غير المسبوق الناجم عنه، وآثاره على تعطيل سلاسل التوريد والاقتصادات وانخفاض أحجام الشحن وإحباط آفاق النمو حسب ماورد في تقرير حديث صدر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
ونبه التقرير إلى أن التوقعات قصيرة الأجل للتجارة البحرية مازالت قاتمة علاوة على أن معرفة تأثير الوباء على المدى البعيد وتحديد حجم التعافي أمر يلفه عدم اليقين كما أكد التقرير أن صناعة الشحن العالمية ستكون في طليعة الجهود المبذولة لتحقيق الانتعاش المستدام، وذلك كعامل أساسي لتمكين الأداء السلس لسلاسل التوريد الدولية.
وذكر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في تقريره السنوي للنقل البحري «لقد أحدث الوباء صدمات في سلاسل التوريد وشبكات الشحن والموانئ ما أدى إلى انخفاض أحجام الشحن وإحباط آفاق النمو».
وأشارت الوكالة الأممية إلى أنّ الوباء أبرز «الحاجة الملحة للاستثمار في إدارة المخاطر والتأهب للاستجابة للطوارئ في النقل والخدمات اللوجستية» إلا أنّ مديرة التكنولوجيا والشؤون اللوجستي في الأونكتاد شاميكا سيريمان شددت على أن الوباء لا ينبغي أن يعرقل عمل صناعة النقل البحري بشأن تغير المناخ.
وأضافت «يجب أن تدعم سياسات التعافي بعد كوفيد- 19 المزيد من التقدم نحو الحلول الخضراء والمستدامة «وتابعت «يجب الحفاظ على زخم الجهود الحالية لمعالجة انبعاثات الكربون من الشحن والتحول المستمر للطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري».
وشملت التوترات بين الصين والولايات المتحدة ، والشكوك حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والشكاوى المقدمة من العديد من الدول ضد التعريفات الهندية ، والنزاع التجاري بين اليابان وكوريا والتحركات العامة نحو الحمائية، ويقدر التقرير أن التعريفات خفضت حجم التجارة البحرية بنسبة 0.5 ٪ في عام 2019.
وقال التقرير إن صناعة شحن الحاويات تبنت مزيدا من الانضباط وخفض السعة وخفض التكاليف للحفاظ على الربحية بدلا من حصتها في السوق؛ لذلك ظلت أسعار الشحن عند مستويات مستقرة رغم انخفاض الطلب. ونوه التقرير إلى أنه من وجهة نظر الشاحنين، فإن هذه الاستراتيجيات تعني وجود قيود شديدة على المساحة لنقل البضائع والتأخير في مواعيد التسليم.
وانتقد التقرير الأزمة الإنسانية وأزمة السلامة التي سببها الوباء لنحو 300 ألف بحار في البحر، بعد أن تقطعت بهم السبل على متن السفن وظلوا لأشهر في البحر بعد انتهاء عقودهم. وشدد على أن الوضع الذي وجدوا أنفسهم به بسبب الوباء هو وضع لا يتناسب وسلامة ورفاهية البحارة والتشغيل الآمن للسفن.
و في سياق متصل وفي تقرير سابق للاونكتاد ،فإنه من المنتظر أن تتراجع التجارة العالمية بين سبعة وتسعة بالمئة في 2020 على أساس سنوي على الرغم من مؤشرات على تعاف هش تتصدره الصين في الربع الثالث من السنة الحالية وذكر المؤتمر في أحدث تقرير له أن التجارة العالمية تعافت على نحو ما في الربع الثالث، حين انخفضت بنحو 4.5 % مقارنة بالفترة نفسها قبل عام وفقا للتقديرات.