استقرار أيام التوريد: ظاهره التعافي وباطنه انعكاسا للركود

مازالت الموجودات من العملة الصافية مستقرة على ارتفاع منذ الرفع النهائي للحجر الصحي وعودة كل الأنشطة بارتفاع بـ57 يوما

عن نفس اليوم من العام الماضي. الاستقرار الذي كان من الأهداف في السنوات الماضية يعد حسب اغلب التحاليل دليلا واضحا على حالة من الركود الاقتصادي للبلاد.

تعادل الموجودات الصافية من العملة الصعبة اليوم 133 يوم توريد بفارق كبير عما سجل في الفترة نفسها من العام الماضي هذا الارتفاع الذي في ظاهره ايجابي لكنه يحمل في طياته عديد المؤشرات الخطيرة لعل ابرزها انكماش في التوريد خاصة اذ يعد تراجع الطلب على العملة الصعبة لإتمام عمليات التوريد من أسباب ارتفاع احتياطي العملة الأجنبية أيضا وكانت الواردات قد تقلصت في شهر ماي بـ 24.1 % وهي نسبة تراجع غير مسبوقة. إذ أن فاتورة الواردات وتراجعها كان لها تأثير مباشر في ارتفاع الاحتياطي من العملة الصعبة كما تراجعت الصادرات بنسبة لم تشهدها منذ عقود وفق المعهد الوطني للإحصاء في تحليله الخاص بنتائج التجارة الخارجية لشهر افريل لتراجع الصادرات بنسبة 23.8 %، وتشير التحاليل

الى ان ارتفاع الاحتياطي من العملة الصعبة دليل انكماش وركود وليس علامة صحية التراجع في الواردات والصادرات كان اقل حدة من شهر افريل والتي كانت على التوالي 46.8 % و 48.9 %.
انكمشت الصادرات بفعل انخفاض الطلب العالمي وتركيز التجارة العالمية على سلع ذات أولوية وكذلك انخفاض الواردات بسبب إغلاق المصانع والمؤسسات وتوقف اغلب الأنشطة الاقتصادية بفعل الحجر الصحي العام.

وفي مقارنة بين أيام التوريد في شهر ماي وشهر جوان والتي كانت بمعدل 130 يوم توريد فان التوقعات تشير إلى تواصل الانكماش في المستوى نفسه في شهر جوان المنقضي.

وكانت منظمة التجارة العالمية قد أعلنت عن تسجيل تراجع حاد في التجارة العالمية خلال العام الجاري.

وأشارت المنظمة في تقرير جديد إلى أن الانكماش قد يتراوح بين 13 %و32 % هذا العام. وتتوقع المنظمة أن يكون الركود أطول مما تم تسجيله في الأزمة المالية العالمية 2008 /2009.
وتقول التجارة العالمية ان أكثر حالات التشاؤم ستفضي إلى تسجيل تراجع للتجارة العالمية على غرار ما حدث خلال فترة «الكساد الكبير» قبل 90 عاما ولكن لفترة زمنية أقصر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115