الغذاء بالأساس والتساؤل المتواصل حول مدى القدرة على توفير الحاجيات الضرورية للسكان في ظرف عالمي صعب.
يتمثل الظرف العالمي الصعب في توجه كل الدول الى توفير مخزونات كافية من الغذاء وكان هذا السلوك يعتمد اما على التوريد من البلدان المنتجة او من خلال الحفاظ على المنتوجات المحلية، وقد اثارت بعض الخطوات التي اتخذتها بعض الدول على غرار روسيا التي قامت مؤقتا بتعليق تصدير منتجات الحبوب ضمن تدابير وقائية. وفي تونس حيث الاعتماد الكبير على التوريد لتوفير الحاجيات الضرورية تم اصدار رسائل طمأنة حول توفر الحبوب خاصة وان عمليات الشراء متواصلة.
وكان الموسم الفارط من الزراعات الكبرى قد شهد صابة قياسية بشهادة اهل القطاع الا أن هذه الصابة لم تمنع من التوجه الى التوريد ففي دراسة للمرصد الوطني للفلاحة تم الكشف عن ان الانتاج بين الموسمين السابقين تطور بنسبة 70 ٪ ، الدراسة التي نشرها المرصد وقد تأخرت عن الموعد المعتاد لها وذلك بسبب تعليق العمل خلال فترة الحجر الصحي اهتمت ب
اهم المنتجات الفلاحية وقد قدمت الدراسة مؤشرات حول الموازنة بين الايرادات واستعمال الحبوب لسنتي 2018 و2019 الى جانب التركيز على مدى مساهمة الانتاج الوطني في تغطية الحاجيات.
وقد اشارت المعطيات المضمنة في الدراسة الى ان نحو 73 ٪ من القمح اللين يتوجه للاستعمال الفردي و80 ٪ تتأتى من الواردات
على الرغم من الصابة القياسية للموسم الفارط وارتفاع الانتاج لنسبة 66 ٪ الا ان الواردات ارتفعت بنسبة 4 ٪ وبلغ الاستهلاك للقمح اللين ارتفاعا بنسبة 5 ٪ للفرد وهو اعلى من المعدل المقدر خلال مسح استهلاك الاسر في الذي تم اجراءه في العام 2015 من طرف المعهد الوطني للاحصاء.
أما بالنسبة الى القمح الصلب فقد ارتفع الاستعمال البشري بنسبة 4 ٪ كما ارتفع الاستهلاك الفردي بنسبة 6 ٪ اي بارتفاع ب 5 ٪ مقارنة بالمسح الذي اجراه المعهد الوطني للاحصاء سنة 2015. وقد ارتفع الانتاج الوطني من القمح الصلب ب 32 ٪ وهو ما ادى الى انخفاض الاعتماد على التوريد الى 30 ٪ بعد ان كان في العام 2018 في حدود 46 ٪.
اما بالنسبة الى الشعير فقد ارتفع انتاجه بنسبة 189 ٪ مما ادى الى انخفاض الوادرات بشكل كبير بنسبة 17 ٪.
تمت تغطية الاستهلاك بنسبة 31 ٪ من الانتاج الوطني في العام 2018 وبنسبة 45 ٪ سنة 2019 وهو مايعني انخفاض التبعية الى التوريد من 69 ٪ إلى 55 ٪.
هذا ويقدر استهلاك الفرد بـ 117 كلغ للفرد بالنسبة الى القمح الصلب و107 كلغ للفرد بالنسبة الى القمح اللين.
تأتي هذه الارقام وسط توقعات بانخفاض الانتاج لهذا العام تاثرا بالعوامل المناخية والمتمثلة خاصة في احتباس الامطار خلال شهري جانفي وفيفري 2020. بالاضافة الى الارتفاع الملحوظ في نسبة تزود المطاحن بالقمح اللين والقمح الصلب وهوما يعني ارتفاع المشتريات. ولهذا فان الاراقام المذكورة ستتغير بناءا على المعطيات المستجدة.