التي بدأت في الانخفاض من جلسة تداول الى اخرى ثم ومع ارتفاع عدد البلدان التي تشهد تفشيا للوباء وإعلان منظمة الصحة العالمية كورونا وباءا عالميا بدا الهبوط في الأسعار بنسق متسارع ليكون الاثنين 20 افريل تاريخ الانهيار الكبير في سوق النفط في الولايات المتحدة الأمريكية التي اول منتج في العام بمعدل 12 مليون برميل يوميا.
بداية الأزمة كانت نتيجة الحركة المقيدة في اغلب دول العالم وتوقف الأنشطة الصناعية والرحلات وهو ما نجم عنه انخفاض في الطلب على النفط ومواصلة الإنتاج بنسق لا يتماشى مع المستجدات واستوفت طاقة الخزن قدراتها مما اوقع السوق في انهيار الى ما دون الصفر لسعر البرميل.
سعر النفط الذي يعاقب بانتشار فيروس كورونا الذي تسبب في شلل الحركة العالمية كان قد شمل كل الأنواع من النفط التي يعد خام برنت وخام غرب تكساس أبرزها. وبدأت حرب خفض الإنتاج وتمديد الاتفاق بشأنه من عدمه بين الدول المصدرة وروسيا وتوصل انهيار الأسعار لمدة شهرين من الانخفاض المستمر ليكون اول أمس أسوأ الأيام الى حد الآن في ظل تواصل تفشي فيروس كورونا.
ارتبط الأسود اذا مرة أخرى تاريخيا بالسوق الأمريكية وان كان مابين الخميس الاسود في بورصة وول ستريت والاثنين الأسود في خام غرب تكساس الوسيط التسعون سنة وان كان الحديث عن التأثير المحتمل والمقارنة لا تجوز باعتبار الانهيار كان في قطاعين مختلفين إلا انه لابد من ارتداد لهذا الانهيار ايضا على الاقتصاد.
الحدثين كانا بالاساس نتيجة التاثر بخطاب السياسيين فخطاب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الذي لم يعكس وجود أزمة وإمكانية انهيار الأسعار مما دفع المستثمرين إلى مواصلة عملياتهم دون اي تخوف من الوقوع في أزمة معروض قد لا يجد الطلب المرجو ودون خوف من تشبع السوق. وفي 1929 أيضا كان لتصريحات المسؤولين الكبار ومجلس الشيوخ الأمريكي بان أسعار الأسهم ارتفعت وهما خلق مضاربة مفرطة ادت الى انهيار الاسهم ودخول الاقتصاد العالمي فيما بعد في الكساد الكبير.
اذا تاثر السوق بخطاب ترامب الامر الذي ارتد على المستثمرين وهوما دفعهم بعد تشبع السوق وغياب للمشترين، الى التخلص من بضاعتهم والدفع اذا تم العثور على مشترين لها فنزل سعر البرميل الى ما دون الصفر خاصة مع ارتفاع مستويات التخزين بالمنشآت كما ان تراجع الحركة في العالم يجعل من المخزونات العالمية كافية ففي تونس يصل معدل الخزن 77 يوم فقط على يتم العمل في الفترة القادمة لتوسيع هذه الطاقة ليتسنى استغلال مثل هذه الظروف خاصة وان فاتورة توريد الطاقة مرتفعة جدا ومساهمة الميزان التجاري الطاقي يصل الى 50 % من العجز التجاري الجملي.
يقول فتحي النوري الخبير الاقتصادي في تصريح للمغرب ان الازمة هي امريكية بالأساس وهي ظرفية وبالأكثر تكون قد انتهت امس وان الامر متعلق بعقود تسليم ماي المقبل فقط والامر سيتغير فالمشترين مهتمون الان بعقود شهري جوان وجويلية. مبينا ان الآثار المحتملة لهذا الانهيار سينعكس على الشركات الصغرى التي ستغلق باعتبار انها ستغرق في مشاكل مالية ولن تكون لها القدرة على تسديد قروضها الأمر الذي سينعكس على المؤسسات المالية، اذا هي سلسلة من عدة حلقات وكل حلقة ستتأثر سلبا.
الرجة التي شهدها نفط امريكا ظهرت أثارها في الاسواق العالمية فقد انطلقت حصص التداول في السعودية والإمارات والكويت بانخفاض أسهمها، كما سجلت الأسواق الاروبية أيضا انخفاضا في مؤشرات البورصة لديها.
وبدات بعض الدول في تخفيف اجراءات الحجر الصحي لديها والانطلاق في استعادة الحياة لنسقها وان كان ببطء وبتوجيه صارم للحفاظ على الارواح. وهو ماقد يكون البداية لعودة التنقل والعمل وبالتالي استرجاع الاسواق لتوازنها شيئا فشيئا.