في الفترة ذاتها من العام المنقضي وفقا لما أفاد به الناطق الرسمي للحماية المدنية معز تريعة لـ«المغرب» مشيرا إلى أن أغلب الحرائق المسجلة كانت أساسا بولايتي الكاف وسليانة .
سجلت الحماية المدنية رقما جديدا في نسق الحرائق لشهر جوان من هذا العام حيث تضاعف عدد الحرائق خلال عطلة عيد الفطر و إلى غاية يوم أمس ليصل إلى 427 حريقا بعد ما كان في حدود 236 حريق في الفترة ذاتها من العام المنقضي طالت 20 هكتار من الغابات و المحاصيل الزراعية وبعض المساحات التي تحتوي على أعشاب جافة.
على مستوى المحاصيل الزراعية فقد تمكنت وحدات الحماية المدنية من إخماد 63 حريق أي بزيادة ب14 حريق مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي والتي خلفت تضرر على مستوى 514 هكتار من المحاصيل الزراعية في المقابل أنخفض عدد الأعلاف المتلفة من 7846 «بالة تبن وقرط» بين 4 إلى 10 جوان في 2018 إلى 2225 «بالة» في الفترة ذاتها من العام الحالي.
وقد أكد الناطق الرسمي فتح بحث أمني في الغرض من أجل الكشف عما إذا كانت الحرائق التي جدت خلال الستة الأيام الأخيرة متعمدة ،مشيرا إلى أن درجات الحرارة قد شهدت في الفترة الآنف ذكرها ارتفاعا بين 4 و8 درجات .
في سياق ثان وفي ما يتعلق باستعداد وحدات الحماية ،فقد ذكر تريعة وفي ما يتعلق بالمستوى الوقائي ،فقد وقع القيام بحملات تحسيسية بالتنسيق مع الاتحادات الجهوية والمحلية لفائدة الفلاحين والتي تم من خلالها التأكيد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية لتفادي مخاطر الحرائق على غرار حرث جوانب المزارع المتاخمة للغابات والتي تقع بالقرب من المناطق السكك الحديدية وتقسيم المساحات الكبرى إلى قطع صغرى وتجهيز الآلات الحصاد بقوارير إطفاء ،كما قامت الحماية المدنية بتحسيس المواطنين خاصة متساكني المناطق الغابية و الجبلية بضرورة التوقي من مخاطر الحرائق واخذ الاحتياطات اللازمة.
وقد قامت وحدات الحماية المدنية بعمليات بيضاء للوقوف على الأهبة العملياتية لمختلف الهياكل المعنية بمجابهة الحرائق فضلا عن مراقبة المصبات المتاخمة للغابات وحرث جوانبها لعزلها والعمل على إزالتها بصفة تدريجية بالإضافة إلى تدريب وتكوين جمعيات التطوع للمساهمة في إخماد حرائق الغابات.
وعلى الصعيد العملي ،تم تركيز 5 فرق متنقلة و6 مراكز موسمية للعمل كامل أيام الأسبوع على أن تكون الأولوية المطلقة للمناطق الغابية والتي تكون فيها إمكانية نشوب مخاطر الحرائق مرتفعة ،هذا وقد تم تدعيم أسطول الديوان الوطني للحماية المدنية بشاحنات إطفاء بين 2018 و2019 حيث وقع تدعيم الأسطول بـ15 شاحنة تزويد ،10 شاحنات سعة 8 آلاف لتر و5 شاحنات سعة 12 ألف لتر و17 شاحنة إطفاء حرائق غابات سعة 4000 لتر و4 شاحنات إطفاء حرائق بالمناطق العمرانية .
من جهته قال كاهية مدير حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات في وزارة الفلاحة سمير بلحاج في تصريح لـ«المغرب» أن الحرائق المسجلة على مستوى الغابات هي حالات عرضية مسحت بعض الهكتارات مرجحا أن تكون العوامل المناخية هي المتسبب الرئيسي في تسجيل حوادث الحرائق.
وأضاف بلحاج في تعليقه على مساحات الحبوب والأعلاف التي أتلفت جراء الحرائق خلال هذه الفترة لن يكون لها تأثير في مستوى مساهمة قطاع الحبوب في دور القطاع الفلاحي وتأثيره بدوره في نمو الاقتصاد الوطني وأوضح أن تضرر حوالي 500 هكتار من بين مليون و300 ألف هكتار لن يكون مهما بالنسبة للاقتصاد الوطني لكنه سيكون له أثر أساسا على الفلاحين .
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي المكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة حمادي البوبكري في تصريح لـ«المغرب» أن الحرائق التي جدت الأسبوع المنقضي تسببت في هلاك أكثر من 700 هكتار من الحبوب مقدرا أن يكون هناك أكثر من 20 ألف قنطار من الحبوب قد أهدرت وهي خسائر يتكبدها الفلاح مثلما تتكبدها الدولة باعتبار أن تونس تستورد اغلب حاجياتها من الحبوب.
وعرج البوبكري على مشكلة التعويضات ونسقها البطيء مشيرا إلى أن مسألة تعويضات الفلاحين جراء الحرائق معقدة، مطالبا الحكومة بضرورة توفير آليات تضمن حماية محاصيل الفلاحين في حال تضررها.
هذا وقد أكد وزير الفلاحة والصيد البحري سمير بالطيب في تصريح إعلامي أن اجتماعا سينعقد غد الأربعاء سيجمعه مع وزير الداخلية هشام الفوراتي بخصوص موضوع الحرائق التي طالت عدة هكتارات.وسيتم لأول مرة استعمال الطائرات دون طيار «الدرون» لتأمين صابة الحبوب ومراقبة المتسببين الفعليين في اندلاع الحرائق وذلك بعد أن كوّنت الوزارة 40 شابا على إستعمال هذه الطائرات.
وأضاف الطيّب أنّ الطائرات دون طيار ستحلق على امتداد مساحات حقول الحبوب في الولايات المعنية لتأمين الصابة وحتى يتحمل كل مسؤوليته في اندلاع الحرائق سواء كانت بفعل فاعل وبدافع إجرامي أو سهوا عن طريق خطأ بشري بإلقاء السجائر مثلا.
كما أكد بالطيب انه سيقع تعويض الفلاحين المتضررين من الحرائق.