الوجه السلبي للتكنولوجيات الحديثة: فيروسات وجرائم ينفذها القراصنة وتذهب ضحيتها العقول الساذجة

انتشرت منذ سنوات وخاصة بعد الثورة استعمالات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ودخلت سجل وتقاليد جميع

العائلات وغزت كل المتاجر والمحلات والاحياء والمدن والقرى حتى أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة وعوضت كل الوسائل السابقة.
ومع نجاعة دورها فقد كان لها العديد من المضار التي عانى من نتائجها كثيرون وسقطوا في شرك الجرائم الالكترونية الخطيرة والفيروسات التي تسمى الوجه السلبي للتكنولوجيات الحديثة .
حذّر ت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية في كثير من المناسبات من خطر العديد من الفيروسات والبرامج الخطيرة التي تتسبب في جرائم الكترونية حيث رصد مركز الإستجابة للطوارئ المعلوماتية tunCERT 466 ثغرة وفيروس منذ بداية شهر جانفي 2018 منها 25 ثغرة وفيروس خلال شهر ديسمبر فقط .
كيف يمكن التعامل مع هذه الوسائل وتجنب تداعياتها على المتلقّى ومتى تصبح خطرا وجريمة يرتكبها المتلقّى وماذا يحدث عندما يتسلل القراصنة الى عقول السذج؟؟؟؟

التأثير النفسي
حذرت امس الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من ظهور وانتشار رسالة إلكترونية تهدف إلى التحيّل على المتلقي ويدّعي فيها «القرصان» أنّه على علم بجميع كلمات العبور التي يستعملها المتلقي وأنه بصدد التحكّم في متصفّح الواب المستعمل، كما يدّعي حصوله على تسجيلات لمعطيات خاصّة بالمتلقي عبر جهاز الــواب كام (webcam) ويطالب بالحصول على فدية مقابل عدم نشر المعطيات الخاصة التي يدّعي أنّها بحوزته.

ودعت مستعملي الشبكات المعلوماتية والأنترنات إلى التأكد من عدم استعمال بريدهم الإلكتروني الشخصي من قبل القرصان بعدم تشغيل جهاز الــواب كام (webcam) في حال عدم الحاجة إليه
هذا التحذير يدفعنا وبشدة الى الحديث عن مخاطر السلب الفكري والتأثير النفسي لمواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت التي أصبحت المحرك الأساسي لعقول المستخدمين وخاصة فئة الشباب والمراهقين وهو ما عزز نشاط القراصنة لبعض الحسابات خاصة تلك المتعلقة برجال السياسة وغيرهم من الأسماء المعروفة والذين سقط بعضهم في شرك قراصنة يدفع لهم بالملايين مقابل كشف اتصالات الشخصية المحددة وأسرارها الخاصة وهو ما يُبين ان عددا كبيرا من المستعملين للمواقع لا يعرفون أساليب وطرق التعامل الصحيح وكيفية حماية حساباتهم من القرصنة والكشف دون اعتبار الفيروسات التي تم الإعلان عنها والتحذير منها من قبل مركز الإستجابة للطوارئ المعلوماتية tunCERT الذي رصد نحو عن 1044 حادث منذ بداية شهر جانفي 2018.

العديد من مستعملي الانترنت يبتهجون بالرسائل التي تصلهم معلنة اختيارهم للفوز في مسابقة وغيرها من الالاعيب التي يستعملها بعض تجار المواقع وبعض القراصنة ويسقطون في الشرك يتمكن عبره القراصنة من الحصول على معطيات شخصية توصلهم الى المحاكم والقضايا وفِي هذا الإطار تدعو الوكالة إلى عدم الإجابة عن الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها وخاصّة منها المتعلّقة بطلب معطيات خاصّة على غرار رقم بطاقة التعريف الوطنية ورقم جواز السفر ورقم بطاقة الإئتمان البنكي وكلمات العبور.
ومع ذلك تثبت التجارب سذاجة بعض المستخدمين وسهولة الايقاع بهم

المعادلة المختلة
لم يواكب انتشار استعمالات الانترنت وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي سيطرت وبشدة على نسبة كبيرة من عقول المستخدمين وخاصة الشباب برامج شاملة مختصة او اليات للحماية من خطرها خاصة على الشباب وتوعيتهم وخطر الجرائم المنسوبة اليها ولَم يتم وبصورة واضحة الى اليوم ما عدا بعض البرامج الدورية المخصصة التي تطلقها الوكالة للتحذير من بعض الإشكاليات ودور السلامة المعلوماتية عبر توفير أوساط تحسيسية لفائدة الأطفال وأخرى لفائدة الأولياء

لم تعرف بعض المعاهد او المدارس على المستوى التطبيقي برامج او تحديثات التعامل مع الموضوع بجدية توازي ثقل ما تمثله هذه الوسائل من خطر على المراهقين او الأطفال وضرورة توخي الحذر من استعمالات الانترنت التي ذهب ضحية بعض ألعابها الكثيرون وانتحر عدد كبير من الأطفال .
وإذ لا ننكر الدور الفعّال الذي لعبته الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية وبعض مكونات المجتمع المدني في تقديم المعلومة ومساعدة المتلقّي على التواصل وتحقيق أهدافه في مواكبة التطور التكنولوجي والرقمي الذي اصبح اليوم لغة العصر وكذلك في العمليات التحسيسية فان الموضوع مازال يتطلب مجهودات مضاعفة لحماية الأطفال خاصة والشباب الذين عصفت بعقولهم شبكات التطرف والارهاب والتسفير الى بؤر التوتر

اول الحلول هو ضرورة التحاور مع الأبناء لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وحتى يكون الولي المرجع للطفل عند تلقي مضمون أو صورة «مزعجة» ومن الضروري ان يتم توعية الطفل بان الأنترنات كغيرها من الوسائل الحياتية التي لها ايجابيات وسلبيات يمكن تجاوزها عبر ترشيد الاستعمال
وكذلك العمل في إطار تشاركي حيث تتظافر جميع الجهود بين العائلة والمربي ومكوني دور الشباب والثقافة اين توجد الانترنات الوكالة ووزارة المرأة الراجع اليها المراكز الاعلامية الموجهة للطفل للتوقي والتصدي الى جميع محاولات تخريب العقول عبر الانترنت هذا فيما يتعلق بالطفل والشباب والاسرة.

السيطرة على الهدف
بعيدا عن الاسرة والأطفال وعندما يحدد قراصنة المواقع الالكترونية هدفهم او حتى من أوكلت لهم مهمة استدراج بعض الاشخاص بغاية محددة يبدؤون في تنفيذ خططهم بلا هوادة وينطلقون في أساليب السيطرة على هدفهم من خلال بعض الرسائل التي يستجيب لها الهدف ويقع في اول كمين وتنطلق رحلة الاستدراج من خلال المحادثات وتبادل الرسائل بهدف سرقة البيانات الشخصية من أجل ارتكاب جرائم احتيال، أو من أجل سرقة هوية أشخاص بعينهم. ويجدون ضالتهم كلما زادت سذاجة المتلقّى وسهولة التخاطب معه من خلال إلقاء الطعم عبر فيروس معين للسيطرة على جهاز الكمبيوتر بالكامل، أو برنامج تجسس، أو رسالة بريد إلكتروني وهمية ثم انتظار طريقة تعامل المتلقّى لتلك الرسائل وهنا تؤكّد الوكالة على ضرورة عدم الدخول في اَي اتصال مع القرصان أو المتحيّل وعدم دفع الفدية وعلى الحرص على القيام بالتحيين الدوري والمنتظم لمضادّ الفيروسات ولمتصفّح الواب وعدم تسجيل كلمات العبور والمعرّف البنكي في متصفّحات الواب. مع ضرورة تثبيت إضافات في متصفّح الواب على غرار «Netcraft» و«adblockplus» تمكّن من التثبّت من مصداقية مواقع الواب التي يتمّ الولوج إليها وتخوّل تلافي الإعلانات الإشهارية غير المرغوب فيها.

التعامل مع الوساطات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في تونس أصبحا واقعا وممارسة يومية دخلت تقاليد المجتمع بجميع مستوياته وأصبحت عنصرا ضروريا فاق مرحلة الادمان الالكتروني وبالتالي أصبح من الضروري توخي الحذر من مخاطر الاستعمالات السلبية وفتح ملف الخطر الالكتروني وبجدية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115