ندوة السياحة التونسية والسوق الهولندية: من 170 ألف سائح قبل 2010 إلى 18 ألف العام الماضي

• تردي البيئة والنظافة يهدد الإقبال على الوجهة التونسية

نبه وزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي خلال تتنزل الندوة حول «السوق الهولندية والسياحة التونسية» التي نظمها أمس الأول، المرصد السياحي في أحد نزل العاصمة بمشاركة الغرفة المشتركة للصناعة والتجارة التونسية الهولندية والاتحاد الوطني للصناعة الفندقية إلى ضرورة العناية بالبيئة مشيرا إلى ترديها خاصة في المناطق السياحية وجربة خصوصا معلنا أن وضعها السيئ جعل منظمي الأسفار الألمان يهددون بالتقليص من عدد السياح إن لم يتحسن الوضع قبل الموسم مبرزا كذلك حساسية الهولنديين المفرطة للأمر داعيا للتحرك السريع حتى لا يتأثر الموسم الجديد.

وأشار الوزير في كلمة مقتضبة إلى أهمية السوق الهولندية لا فقط من حيث عددها بل بالقدرة العالية على الإنفاق لديها وهو ما يجب العمل عليه هذه السنة لاستقطاب المزيد من هذه السوق.مشيرا في نفس سياق الحديث إلى السماوات المفتوحة فأبرز أنه بخبرته لا ينتظر الكثير من هذا البرنامج ذلك أن الشركات الراغبة في القدوم إلى تونس ليست معنية بجلب السياح أساسا وأشار إلى أنه استقبل وفدا عن شركة «راينار» كما شركة «إيزي جات» الراغبة بفتح خط بين باريس ومطار تونس قرطاج.

ومثل اللقاء الذي دعا إليه مرصد السياحة ، مناسبة مهمة لمهنيي السياحة ومن ورائهم الإدارة للتعرف على مسارات الموسم الجديد وتفاعلات منظمي الأسفار مع الوجهة التي عاد إليها النشاط والحيوية كما لم تعرف مثيلا له من قبل، التي أكدت قدرة الوجهة التونسية على تجاوز مصاعبها الظرفية والهيكلية وإن رانت زمنا غير هين.

فأوروبا بكل أسواقها تمثل حقا المخزون الحقيقي للسياحة التونسية خاصة الشاطئية المقترنة بفصل الصيف والتي مكنت الوجهة التونسية منذ أواسط القرن المنقضي من موقع ريادي لدى المواطن المكدود جراء حربين مدمرتين هناك من الإقبال على شواطئ تونس المشمسة لأكثر من ثلاثمائة يوم في السنة وهو ما أدى إلى نهضة واسعة للسياحة وتعميرا بما مكن من استيعاب الطلب المتعاظم على الوجهة حيث كانت تونس طوال السبعين سنة الماضية على وتيرة واحدة من النجاح والصمود في وجه المصاعب التي مر منها القطاع خاصة ذات العلاقة بالأوضاع السياسية في المنطقة العربية عامة وتونس خاصة وأخرها اعتداءات سنة 2015 والتي استهدفت مباشرة القطاع السياحي وما انجر عنها من ضحايا أبرياء، مما أدى إلى تراجع كبير في كل أسواق أوروبا امتدت تداعياته على قطاعات أخرى على غرار النقل الجوي والصناعات التقليدية والمطاعم والرحلات البحرية وغيرها.

واستطاع القطاع مثل العنقاء أن يعاود النهوض سريعا ويعيد عقارب الساعة إلى الدوران في الموسم المنقضي ويحقق نتائج قياسية في عدد الوفدين وفي المداخيل بالعملة الصعبة نتيجة رجوع أسواق عدة أوروبية لكن ليس كل الأسواق مثل البريطانية والهولندية التي أكدت حولهما أمال حشاني مدير الترويج بديوان السياحة، أن الأسابيع القادمة ستشهد تنظيم حدثين هامين الأول لدفع السوق البريطانية ومزيد تفعيل نشاطها على تونس والثاني حول السوق الهولندية. كما سيتم العمل على تنشيط السوق الإفريقية التي ينتظر فتح أول مكتب لديوان السياحة قريبا فيها بالعاصمة الايفوارية.

وناقش الحضور واقع السوق الهولندية والفرص المتاحة لاستعادة نسقها لما قبل سنة 2010 حيث كانت تعد أكثر من 170 ألف سائح مما يجعلها السوق الثامنة من أوروبا على الوجهة التونسية إلا أنها شهدت طوال السنوات الأخيرة وخاصة بعد 2015 تراجعا كبيرا أفقد الوجهة سوقا مهمة حيث لم يتعد عددهم العام الماضي 18 ألف سائح. وقدم مدير مكتب ديوان السياحة بهولندة محمد عطية نبذة عن هذه السوق وتوجهاتها في هذه السنة وإمكانية الاستفادة منها بالنسبة خاصة في موسم الذروة القادم حيث سيعمل على زيادة تدفق السياح الهولنديين إلى تونس بنسبة لا تقل عن 15 % .

كما تم التطرق إلى موضوع النقل الجوي من وإلى هولندة فأكد كريم قديش المدير المركزي للمنتوج بالخطوط التونسية، توفر الطاقة اللازمة حيث أن 40 % من المقاعد المعروضة تبقى غير مجدية مشيرا إلى أن الناقلة الوطنية ليست ضد تحرير الأجواء وهي على استعداد لمساعدة كل ناقل جوي هولندي يريد العمل على تونس لجلب أكثر ما يمكن من السياح مبرزا أن تسعيرات التونسية تنافسية جدا .

أما منجي قعيد كاتب عام الغرفة المشتركة فإنه أكد على أهمية دور الغرفة في تطوير الإقبال السياحي من هولندة مبرزا أن 89 شركة هولندية منتصبة في تونس وتبلغ صادرات البلاد أكثر من مليار دينار مشددا على أهمية مزيد التعريف بالوجهة التونسية وإبراز صورتها الناصعة .
وتم خلال الندوة توقيع اتفاقيتي شراكة بين الغرفة التونسية الهولندية المشتركة للصناعة والتجارة من جهة الاتحاد الوطني للصناعة الفندقية ومؤسسة «MAP» من جهة أخرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115