إلى نسقه المعتاد وتجاوز مصاعب السنوات العجاف التي مر بها القطاع في أعقاب ما شهدته الوجهة سنة 2015 من اعتداءات إرهابية كان لها الوقع السيئ على البلاد كما على القطاع الذي كان أكثر المتأثرين بالجريمة.
وقد أشارت النشرة الأخيرة من Hospitality Group الأمريكية لسنة 2018 أن تونس هي سادس بلد في إفريقيا يستثمر في السياحة حيث أكدت أن هذه الاستثمارات توزعت على 21 نزلا في طور الانجاز بطاقة إجمالية تقارب 4300 غرفة جديدة وبمعدل 204 غرف في النزل الواحد. وأبرزت النشرة سرعة القطاع في استعادة نسقه في تونس، رغم ما عرفه القطاع من إرهاب استهدف معلمين سياحيين بكل من متحف باردو وأحد نزل المحطة السياحية بالقنطاوي. وأضافت النشرة أن مصر تحتل المرتبة الأولى في عدد النزل قيد الإنشاء تليها نيجيريا فإثيوبيا فالمغرب وإفريقيا الجنوبية.
الاستثمارات السياحية الجديدة التي ستدخل الخدمة في تونس هذه السنة عديدة خاصة وتفوق المائتي مليون دينار إجمالا، ويأتي في المقدمة المشروع الاستثماري لـ«الديار» القطرية في ولاية توزر جنوب العاصمة التونسية، والذي تفوق استثماراته المائة مليون دينار، والمتوقع دخوله الخدمة في آخر الثلاثية الثانية من هذه السنة. وستتولى السلسلة الفندقية العالميـة التايلانديـة «Anantara Resort & Spa Tozeur» إدارة وتسيير الوحدة المميزة، التي تضم 93 غرفة وأجنحة ومنازل فاخرة تلبي طلبات شريحة عالية الإنفاق خاصة القادمة من الخليج العربي التي قد تشكل أهم حرفاء الوحدة في المرحلة القادمة.
كما تجدر الإشارة إلى استثمارين هامين يجري العمل عليهما، الأول تم وضع حجر الأساس له قبل أسابيع ويقع بالمركز العمراني الشمالي الذي يمثل اليوم المركز التجاري والاقتصادي الجديد للعاصمة وهو من استثمارات إتحاد إذاعات الدول العربية. وهو نزل للأعمال من فئة الخمسة نجوم يضم إلى جانب 130 غرفة والشقق الفاخرة مركزا كبيرا للمؤتمرات ومطاعم ومسابح خصوصية في إطار من الهندسة العصرية مما سيجعل من الوحدة إضافة مهمة للمنطقة التي تشهد توسعا وإقبالا مهمين من المستثمرين .وسيمثل انجاز هذه الوحدة الفندقية بالمركز العمراني الشمالي إلى جانب نزل ماريوت الذي هو في المراحل الأخيرة من انجازه دعامة اقتصادية للمنطقة والعاصمة عموما. ويذكر أن استثمارت المشروع تفوق 45 مليون دينار.
أما الاستثمار الثاني فهو فنـدق مماثل ايضا، لعلامة سياحية عالمية قررت الانتصاب في قلب العاصمة Park Inn by Radisson Tunis بين شارعي جان جوريس وشارع الحبيب بورقيبة ستنجزه مجموعة الهمامي العاملة في البناء والعقارات والأشغال العامة خاصة في إفريقيا وسيضم هذا النزل 102 غرفة وينتظر افتتاحه في عام 2021 . واشار إيلي يونس، نائب الرئيس التنفيذي ومسؤول التطوير في مجموعة فنادق راديسون، نحن سعداء بتوسيع تواجدنا في تونس السوق المتنامية إذ السياحة في تطور مطرد ونحن على ثقة من أن إدخال علامتنا سيشكل عرضاً جذاباً لتونس .
كما ستشهد السياحة في تونس هذه السنة افتتاح نزل «دار إسماعيل بقمرت» وهي وحدة فندقية قديمة تعرف باسم الكاهنة وكذلك افتتاح نزل «ماريوت» بالمركز العمراني الشمالي قبل نهاية السنة إلى جانب افتتاح عدد آخر منها بعدة مناطق وجهات بالبلاد بعد إدخال إصلاحات عليها وتجديدها إثر إغلاقها إبان الأزمة التي مرت بها السياحة التونسية في السنوات الأخيرة من ذلك نزل «قرطاقو جربة» الذي سيفتح أبوابه بداية افريل القادم تحت تسمية جديدة «قرطاج الملكي» وهي التسمية الأصلية له قبل أن تقتنيه مؤسسة الاستثمار الليبية «لايكو».ولكن لا يمكن إغفال مشاريع أخرى انطلق العمل فيها لكنها لم تخرج إلى العمل بعد على غرار نزل أميلكار الذي فوت فيه الاتحاد العام التونسي للشغل إلى مجموعة جنيح للسياحة لكن لم تظهر بعد معالم إكتماله بل بات أثرا بعد عين رغم الإعلان أن سلسلة «كارلتون ريتز» العالمية ستتولى إدارته .