لهذه العلة التي يعاني منها اليوم أكثر من مليون تونسي رغم أن 80 % منهم من المصابون بالنوع الثاني منه، بإمكانهم البرء منه فقط لو إلتزموا ضوابط قواعد الصحة بالكشف المكر والمتابعة قبل أن تتكشف المضاعفات الخطيرة للمرض الصامت و هي عديدة منها أمراض القلب والشرايين وما ينتج عنهما إلى جانب القصور الكلوي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى غسيل الكلى التي لا تقل عن 12 ألف دينار ككلفة سنوية، ومنها البحث عن متبرع. و هو أيضا السبب الرئيس للعمى وفشل القلب والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية خاصة.
وقد كشف رئيس جمعية الغدد الصماء وأخصائي السكري في صفاقس د.محمد عبيد، خلال لقاء إعلامي، بمناسبة شهر السكري في تونس إن ثلثي التونسيين الذين يعانون من مرض السكري مهددون بأمراض القلب والشرايين، مشددا على أهمية الكشف المبكر، واتباع نظام غذائي متوازن وأنشطة بدنية، تجنب مرض السكري .مبرزا في ذات السياق أن هذا المرض الخطير والمنتشر في العالم يعرف اليوم تطورا كبيرا نتيجة تحضر المجتمعات من ذلك أن الاتحاد الدولي للسكري نبه إلى مخاطر السكري التي ستعرف في أفق 2045 تطورا مخيفا في العالم تقدر نسبته 110 % من مجمل المعمورة.كما دعا إلى عقد اجتماعات منتظمة مع صانعي القرار والمجتمع المدني لوضع سياسة وقائية فعالة.
أما الدكتور بالأسود رئيس ودادية مرضى السكري بصفاقس، فقد شدد على أهمية الكشف المبكر للتوقي من المرض مبرزا أن 40 % من المصابين لا يعرفون بعد علتهم مبرزا ما كشفه المسح الوطني للصحة الصادر في أفريل الماضي وأن 15 % منهم فوق 15 سنة، وهو من الصنف الثاني الذي يمكن علاجه مبكرا.
أما محمد العربي الجلاصي المدير العام لمخابر «نوفو نورديسك» الدنمركية بتونس فقد أبرز بالمناسبة مواصلة مخابره على تزويد السوق التونسية من حاجياتها من أدوية السكري حيث لم تنقطع بالمرة عن أداء واجبها تجاه المرضى التونسي حتى أيام الأزمة الخانقة الأخيرة مشيرا إلى أن كلفة مرض السكري كبيرة و باهظة ولا بد من تمتيع المريض التونسي بالأدوية الضرورية خاصة الحديثة والتي لم يتم اعتمادها من طرف صندوق الـتامين على المرض مثلهم، مثل مرضى دو ل الجوار، داعيا الجهات الفاعلة الإسراع في هذا الأمر لتحقيق تكافؤ الفرص.
والجدير بالملاحظة أن الاحتفال بشهر السكري في تونس هو جزء من الاحتفال باليوم العالمي للسكري إلى يوم 14 نوفمبر من كل عام، وسيتم هذه السنة تنظيم عدة تظاهرات موازية منها حملة الفحص المبكر لمرض السكري في 10 نوفمبر أمام المسرح البلدي.كما يتضمن البرنامج يوماً مفتوحاً لتعزيز أنشطة الجمعيات الناشطة في هذا المجال لزيادة الوعي بأهمية الوقاية.
ولأول مرة في تونس ، سيتم دعوة طلاب المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى للمشاركة في مسابقة هدفها وضع تطبيقة تكنولوجية تساعد على فهم هذا المرض والوقاية منه. وأعلن الدكتور بالأسود بالمناسبة أن الاتحاد العالمي للسكري قبل انخراط تونس فيه كعضو مشارك وهذا سيسمح للمنظمات التونسية العاملة في التوعية والوقاية من الاستفادة من برنامج الاتحاد العالمي ودفع أنشطة التوعية وغيرها بتونس.