العديد من الأصوات تطالب بتخلي الدولة عنها لفائدة الخواص وفك الارتباط مع هذه المؤسسة التي يرى فيها الكثير أنها باتت عبئا ثقيلا على المجموعة الوطنية .ومثل العنقاء تتمكن الخطوط التونسية للعام الثاني على التوالي من تحقيق ما كان يعتبر لدى البعض معجزة بكل المقاييس في قطاع يتسم بشدة المنافسة وبإمكانيات جد محدودة في الأسطول الذي هرمت أغلب طائراته وباتت كلفتها أثقل .
لقد حققت حركة المسافرين نموّا إيجابيا خلال شهر جويلية الجاري لم يشذ عن الأشهر الخمس عشرة الماضية بل أن التوقعات تتوقع له أفضلية ومن فئة الرقمين ذلك أن نشاط الشركة بكل مكوناتها شهد عودة قوية فقطاع السياحة المرتبط بالنقل غير المنتظم تحسن بشكل لافت، رغم أنه كان في الماضي يشكل الجانب الأهم في نشاط الناقلة، كذلك النشاط التجاري الإضافي عرف هو الآخر مزيدا من التطور فيما أصبحت الحركة التجارية المنتظمة العمود الفقري للشركة وهو أمر محمود.
ويمثل تطور هذه المؤشرات التي سجلتها الشركة منذ بداية العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017 دافعا لمزيد العمل لتحقيق نتائج إيجابية للسنة الثانية على التوالي ما يعني تجاوز المرحلة المهددة للشركة كما أكد مصدر مطلع بالشركة، حيث ابرز أهمية برنامج إعادة تأهيل الشركة من خلال إعطاء الجانب التجاري الأفضلية في الفترة 2018 و2020 بما يمكن من إنقاذ المؤسسة الوطنية وإعادة دورها الحيوي في المنظومة الاقتصادية للدولة، خاصة وأن تنفيذ المخطط يجري على الوجه المرضي ووفق التوقعات المضبوطة له حيث ننتظر تطورا في هذه السنة بنسبة 12 % وقد يتم تجاوزها في ضوء النتائج المسجلة .
واستطاعت الناقلة خلال العامين الأخيرين، تحقيق تقدمً تجاريً كبيرً ، رغم المصاعب الهيكلية الأخرى على غرار جودة الخدمة، والتأخير في الرحلات التي تبقى مؤثرة بشكل واسع على صورة الشركة لكن الإدارة الحالية تعمل على ربح كل معركة على حدة بدءا من المعركة التجارية وهي الأهم بالنسبة لديمومة الشركة على أن يتم الاهتمام ببقية المعارك تباعا مع تواصل المؤشرات الايجابية لعائد الشركة والذي سيسمح بتوفير السيولة اللازمة لتطوير الجودة وبالتالي الحد من التأخير في الرحلات بعد البدء بالإقتناءات الجديدة من الطائرات التي ستعوض الوحدات المتقادمة والتي سيتم إخراجها من الخدمة تباعا، حيث سيتم بداية من العام القادم تسلم الطائرات الجديدة التي ستسمح للناقلة سنة 2019 بتنشيط الوجهة الإفريقية بأربعين رحلة في الأسبوع انطلاقا من مطار تونس قرطاج حيث ينتظر خلال الأسابيع القادمة إعادة فتح خط تونس الخرطوم وأيضا تونس «دوالا» بالكامرون على أن يتم في السنة القادمة خط مباشر مع مطار العاصمة الغانية «أكرا» وخط تونس «لاغوس» بنيجيريا ثم فتح خط تونس نيويورك خلال شهر نوفمبر 2019 بمعدل رحلتين في الأسبوع .
أما على مستوى الجودة والحد من التأخير الذي استحكم منذ 2014 فينتظر أن تكون السنة القادمة بحق سنة استرجاع الأنفاس وتحقيق النتائج وبالتالي عودة الناقلة لموقعها كناقلة موقوتة، وقد بدأت فعلا في هذا الاتجاه ويعمل على تثبيته على أكثر من صعيد لربح معركة السماء المفتوحة «Open Sky» التي تدق الأبواب حيث قدمت الناقلة للحكومة تصوراتها وبرنامجها لتأهيل الناقلة في السنوات القادمة بما يسمح لها بمواجهة فتح السماء التونسية أمام مختلف الشركات خاصة وأن الاتحاد الأوروبي منح تونس 500 مليون يورو لتنفيذ المشروع، ولا بد للناقلة أن تستفيد من هذه المنحة ومن مساندة الحكومة اللامشروط ، لتعديل أوضاعها في مواجهة الوافدين الجدد .