الشركة الوطنية للسيليلوز لإنتاج عجين السيليلوز، والشركة التونسية لورق الحلفاء لصنع ورق الكتابة والطباعة وكسائر المؤسسات الوطنية الأخرى عاش القطب العديد من الصعوبات المختلفة والتي يحاول تخطيها تباعا ليصل الى مرحلة جديدة اكثر استقرارا وتميزا.
كانت مسالة نقل المصنع من وسط المدينة الى المنطقة الصناعية بالجهة وتحديث المعدات وتطوير اليات انتاجها من بين أهم النقاط التي اثارت جدلا واسعا وتم التطرق اليها من خلال العديد من المجالس الوزارية واللقاءات العملية خاصة بعد تدخل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي منحت تونس هبة بقيمة 280 ألف دولار (حوالي 671 ألف دينار) ستخصص لتمويل دراسة نقل مصنع عجين الحلفاء والورق بالقصرين من مقره الحالي وسط المدينة إلى المنطقة الصناعية طريق تالة وتجديد معداتها لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة والترفيع من طاقتها التشغيلية وذلك بمقتضى اتفاقية فنية تم توقيعها يوم الخميس 8 مارس 2018 بالقصرين .
للحد من التلوث الصناعي الذي يسببه القطب كسائر المؤسسات الصناعية الضخمة وللمحافظة على بيئة سليمة وخلق فرص تشغيلية جديدة قادرة على الحد من البطالة بالمنطقة والتي تزداد وتيرتها ارتفاعا يوما بعد يوم ولتوفير رصيد عقاري يتجاوز ال 34 هكتار تم العمل على وضع استراتيجية إنقاذ للشركة من شأنها أن تنمي نشاطها وتطوره،بالإضافة إلى النظر في إمكانية نقلة مصانع الشركة خارج مدينة القصرين وبعيدا عن الأحياء السكنيّة حفاظا على المحيط البيئي والاجتماعي.
مقومات البيئة السليمة
أكد الرئيــس المديـــر العـــــام للشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق لبيد الغضباني في تصريح خص به «المغرب» على هامش فعاليات الاجتماع السنوي الثالث والأربعين لمجموعة البنك الاسلامي للتنمية المنعقد بتونس حول الاتفاقية المبرمة بين الشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن نقلة مصانع الشركة مسالة ستحقق جملة من الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تطمح إليها المنشأة وجهة القصرين عموما حفاظا على مقومات البيئة السليمة بالمنطقة واحتراما لخصوصيات إنتاجية مصنع يوفر طاقة انتاجية ضخمة من الورق ،
وقد تم عرض هذا الموضوع على أنظار البنك الإسلامي للتنمية الذي وافق على إسناد الشركة منحة تعاون فني لإعداد دراسات نقل مصانع الشركة وقد تم بتاريخ 08 مارس 2018 إمضاء اتفاقية مساعدة فنية بين الجمهورية التونسية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية لتمويل دراسة نقلة مصانع الشركة.
وقال ان هذه الاتفاقية ستمكن من تدعيم الدور الاقتصادي الذي تلعبه الشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق في جهة القصرين باعتبار أن عملية نقلة مصانع الشركة وتحديثها ستمكن من وقف أخطار التلوث الصناعي في الجهة وخلق سلسلة انتاج بالمواصفات البيئية العالمية و من بعث استثمارات وتنويع منتوجاتها واستمرار ديمومتها.
مهمة مكتب الدراسات
حول مهمة مكتب الدراسات الذي تم تكليفه بالمسالة قال الرئيس المدير العام في تصريحه لـ«المغرب» أن دوره يتمثل في تشخيص الوضع الحالي لمصانع الشركة واقتراح فرضيات لنقلة الموقع الحالي للقيام باستثمارات جديدة وذلك بالتوازي مع الدراسة الاستراتيجية التي أعدتها المنشأة سنة 2015 مع اختيار الفرضية الامثل للمصانع الجديدة، كما سيقوم المكتب بتحديد الكلفة التقديرية لعملية نقلة المصانع وتحديث المعدات وتطويرها التكنولوجي ومراحل نقل المعدات وبدراسة التأثيرات البيئية والاجتماعية للموقع القديم. علاوة على تقديم تصوّرات حول المصانع الجديدة واحتساب الكلفة التقديرية لعمليات نقلة الموقع وتطوير المعدات والقيام بالاستثمارات اللازمة في جميع القطاعات وتهيئة المقر الجديد. بالاضافة الى تطهير وتثمين الموقع القديم للقيام باستثمارات من خلالها يتم خلق فرص عمل جديدة وخلق قيمة مضافة. وإعداد ملفات طلب العروض للقيام بكل مراحل التنفيذ و الانجاز.
طاقة انتاجية ضخمة
وفي ما يتعلق بالمنشأة قال انها تشغل حاليا نحو 1000 عون قار يعملون بصفة مباشرة وحوالي 6000 عائلة بصفة موسمية يسهرون على عمليات جني الحلفاء وهم موزعون على أربع ولايات القصرين، سيدي بوزيد، قفصة والقيروان كما اكد أن منابت الحلفاء تغطي مساحات هامة بالجمهورية التونسية تقدربــ 743.000 هك منتشرة طبيعيا بالمناطق الجبلية والسهول بالوسط والجنوب التونسي. وتتميز هذه المناطق بمناخ جاف وشبه جاف. هذا وتغطي المساحة التي تمت تهيئتها، حـوالي 452.625 هك وهي تنشط في صناعة الورق المعد للكتابة والطباعة 25 ألف طن سنويا صناعة عجين الحلفاء وتصديره إلى الأسواق الخارجية الصين، اليابان، أندونيسيا وأوروبا حيث يحتل عجين الحلفاء موقعه في السوق بفضل تركيبته التي تمنحه خصائص مميّزة مقارنة بالألياف القصيرة وطاقة إنتاجية بـ 8 آلاف طن سنويا بالاضافة الى إنتاج المواد الكيميائية صودا، كلور وحامض كلوريدريكي حيث تم إحداث وحدة الحلكبة سنة 1998 لتلبية حاجيات الشركة من المواد الكيميائية وتغطية نسبة هامة من السوق المحلية وطاقة إنتاجية تقدر بـ 10 آلاف طن سنويا
خلق قيمة مضافة
لتثمين نبتة الحلفاء وخلق قيمة مضافة لاستعمالاتها، قال رئيس مدير عام الشركة لبيد الغضباني لـ«المغرب» إن الشركة تدرس حاليا مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية إمكانية إبرام اتفاقية شراكة في ميدان البحث العلمي قصد إيجاد استعمالات جديدة لنبتة الحلفاء وإنشاء مركز بحوث في ولاية القصرين مع إبرام اتفاقيات مع مراكز بحوث وطنية ودولية في ميدان البحث العلمي لتثمين هذه النبتة وإيجاد استعمالات ومنتوجات جديدة لها مع تدعيم تواجدها في الدورة الاقتصادية ضمن أنموذج أعمال جديد و بلوغ طاقة إنتاجية عالية.