والزيتونة تمكين ووزارة التكوين المهني والتشغيل والبنك الإسلامي للتنمية ليتم الإجماع أن الشباب يستحقون اليوم فرصة بتوفير الإمكانيات وتقديم برامج المساعدة، التحديات التي تواجهها تونس اليوم ارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ اليوم 15.6 % وغالبيتهم من حاملي الشهادات العليا كما أن 20 % من خرجي الجامعات يحصلون على وظيفة في العام الأول بينما 70 % من حاملي الشهادات العليا يحصلون على وظيفة بعد التدريب. ما يمكن التأكيد عليه أن الموارد البشرية متوفرة ولهذا لا بد أن تتكيف هذه الموارد مع احتياجات تونس وأسلوب إدارتها لها.
وقد أثبتت الدراسات التي تم التطرق إليها أثناء الورشة والتي تم القيام بها حول متطلبات سوق الشغل أثبتت وجود عدد كبير من الوظائف الشاغرة ولهذا لابد أن يكون هناك ربط بين العاطلين والمناصب الشاغرة. كما انه لا يمكن التعويل على القطاعين العام والخاص للتشغيل قد أصبح لابد من تشجيع المبادرة الخاصة حتى يكون الشباب رواد اعمال. فالشباب شركاء في الإصلاح والتغيير ومن بين المشاكل التي تم طرحها ايضا المساواة بين الجنسين وعدم تحديد كلفة الأعمال نقطة أخرى تمت إثارتها أيضا وهي التمويل الإسلامي الذي أصبح بديلا للتمويل التقليدي.
نبيل غلاب الرئيس المدير العام للزيتونة تمكين:
حواجز التشغيل تتعدى التمويل
أكد نبيل غلاب الرئيس المدير العام للزيتونة تمكين أن المؤسسة أيقنت مبكرا بان مشكلة تشغيل الشباب تتجاوز مفهومي التمويل والتدريب فمعظلة التشغيل قائمة على ستة حواجز حسب قوله وهذه الحواجز هي بالأساس إيجاد فرصة الاستثمار الملائمة وتحريك الشراكات الذكية لفائدة الشباب إلى جانب توفير البنى التحتية الدنيا والاستثمار الداعم وإيجاد الاسواق وبناء القدرات لهؤلاء الشباب ثم إيجاد التمويل.
ليخلص المتحدث إلى أن التمويل ليس حاجزا وتذليل الصعوبات المذكورة لا يمكن ان تقوم بها المؤسسة لوحدها ولهذا يؤكد غلاب أن المؤسسة اتجهت نحو تكوين شبكة من الشركاء من هياكل الدولة والمجتمع المدني والهدف ايجاد سلاسل القيم التي تعد الية قادرة لتشغيل الشباب بسوق مضمونة.
هذه المقاربة يراها المتحدث بأنها مقاربة صعبة ومتعددة الأطراف لكن ومع ذلك هناك سعي دؤوب على خلق قصة نجاح لإعادة انتاجها مع شركاء آخرين ولهذا يتم العمل على نشر قصص النجاح.
وبخصوص نشاط المؤسسة يقول المتحدث أن المؤسسة على حداثة نشأتها قامت بتقديم تمويلات للشباب بمبلغ يناهز ال16 مليون دينار ويتوقع ان تنتهي السنة الحالية عند مبلغ 60 مليون دينار. وقد استفاد من تمويلات الزيتونة تمكين نحو 12 ألف مستفيد ولا تشمل التمويلات المقدمة حسب ما أوضحه المتحدث أصحاب الشهادات العليا بل أنها تشمل كل فئات المجتمع من ذلك المرأة الريفية والحضرية.
ويوجد للمؤسسة 14 فرع وسيبلغ عددها 20 في العام 2018 وذلك في إطار برنامج بأكثر من 40 فرع في مختلف أنحاء الجمهورية.
وبخصوص إلية التمويل الإسلامي التي مازالت لم تلقى رواجها في تونس لفت المتحدث إلى انه في تونس يوجد قانون إلا انه ما ينقص النصوص الترتيبية وتونس أصبحت قريبة من إصدار هذا الصنف من الصكوك الذي أصبح مطلوبا في أكثر من 75 دولة.
رانيا بخعازي مسؤولة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنظمة العمل الدولية:
خلق قصة نجاح ونشرها للاقتداء بها
رانيا بخعازي مسؤولة تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنظمة العمل الدولية أن العديد من المؤسسات الصغرى والمتوسطة تغلق أبوابها بسرعة وهو أمر طبيعي إذا لم يقم باعثها بخطة عمل دقيقة أن تتعثر لان العديد من المشاكل التي لا تكون المؤسسة مستعدة لها. وفيما يتعلق بدور منظمة العمل الدولية بتأهيل الشباب لحياة الأعمال تقول رانيا ان المنظمة تقوم بتنمية قدرات الشباب الذين يعتزمون فتح المؤسسات من خلال دراسة الجدوى المبدئية حتى يكون المشروع مدروس جيدا.
فالإعداد إلى فتح المشروع يستوجب التدريب والتعليم إلا انه ما تم ملاحظته هو عدم إصرار الفئات المستهدفة على الحضور وان حضرت لا تستفيد، فقد تمت ملاحظة ان معظم الشباب لديهم مشكل في فهم التمويل ولهذا تتعثر ثلاثة أرباع المؤسسات.
أما عن انحياز الشباب العربي الى التوظيف بدل المبادرة الخاصة تقول مسؤولة العمل الدولية أن هذا الاختيار يعود الى غياب جهة تؤمن بالشباب ولهذا لا بد توفير التشجيعات الضرورية وخلق قدوة وقصة نجاح وتعميمها عن طريق الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتساعد في نشر الثقة بين الناس، كما تطرقت المتحدثة الى أهمية تحيين التعليم وتعميم الحديث عن ريادة الاعمال.
وعن إحجام البنوك عن تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة تقول رانيا ان البنوك عادة لاتمول مشاريع فيها مخاطرة عالية الا ان منظمة العمل الدولية تقوم بتحسيس المؤسسات المالية لتقدم منتوج خاص بالشباب فيها فترة إمهال اكبر ونسبة فائدة أقل.