لمعالجة حالة الاحتقان الاجتماعي بالحوض المنجمي نتيجة ما راج بخصوص مناظرة انتداب أعوان تنفيذ بشركة فسفاط قفصة لم تؤت أكلها, حيث مايزال الإنتاج في شركة فسفاط قفصة معطلا مما تسبب في توقف الإنتاج الكلي لمعامل المجمع الكيميائي التونسي .
أكد المدير الجهوي للمجمع الكيميائي بقابس توفيق الجمل في تصريح لـ«المغرب» التوقف الكلي للإنتاج منذ يومين بسبب نفاد مخزون الفسفاط على خلفية الاعتصام الذي يتم تنفيذه بمناطق الحوض المنجمي .
وأمام تواصل تعطل الإنتاج وعدم قدرة المجمع على الإيفاء بتعهداته تجاه حرفائه بالخارج على المدى القريب,أعلن المجمع عن حالة «القوة القاهرة» لكافة المصانع التابعة للمجمع الكيميائي التونسي بكافة الجهات,ويقصد بحالة القوة القاهرة بالحدث الذي ينجم عن ظروف خارجة عن الشيء نفسه، يستحيل دفعه عند وقوعه,ويأتي الإعلان عن حالة القوة القاهرة للمجمع الكيميائي التونسي بعد توقف الإنتاج لمادة الحامض الاسفوري والأسمدة ,حيث أكد الجمل أن إعلان القوة القاهرة «جاء لعدم إمكانية تلبية التزاماتنا تجاه حرفائنا أمام ضغوطات خارجة عن إرادتنا»,مما يعني أن المجمع بات غير قادر على الإيفاء بالتزاماته تجاه حرفائه بالخارج ,حيث يعد إعلان حالة القوة القاهرة بمثابة العفو من التعويضات المالية أو فسخ العقد اللذين قد ينجران نتيجة عدم تنفيذ الالتزامات العقدية بين المزود والحريف .
وأضاف المصدر ذاته أنه في حال تواصل توقف الإنتاج بعد انتهاء فترة الصيانة التي ستدوم 15 يوما «فإننا سنضطر إلى إعلان البطالة الفنية». وتابع الجمل الحديث بأن توقف الإنتاج ستنجر عنه خسائر مالية ضخمة.
أما في ما يتعلق بوضعية التسويق, وفي ما يخص السوق المحلية فقد ذكر المصدر ذاته, أن عملية تزويد المصانع المجاورة بالحامض الفسفوري ستنقطع تماما أما في ما يتعلق بالأسمدة فإنه يوجد مخزون يكفي لتزويد السوق بمدة لا تزيد عن شهر .
أما على مستوى التصدير, فقد توفيق الجمل إن عملية التصدير انقطعت مع أن صادراتنا كانت ضعيفة نتيجة عدم استرجاع نسق الإنتاج العادي حيث لم تتجاوز طاقة الإنتاج 35 %.
أما على مستوى تصدير الأسمدة (السماد دأب) فقد أكد الجمل أن مصانع المجمع لن تكون قادرة على المدى القريب على التصدير, الأمر الذي «سيضعنا في إحراج» خاصة أن توقف الإنتاج لسماد دأب تزامن مع ذروة الاستهلاك في أوروبا ( 8 حرفاء من أوروبا يتم تزويدهم من قبل المجمع).
وأضاف الجمل ان معامل المجمع الكيميائي بتونس تمكنت من تصديرالكميات المعتاد عليها من سماد دأب خلال شهر جانفي في حين يبقى التصدير خلال الشهر الجاري احتمالا مستبعدا. هذا وتبلغ صادراتنا من السماد دأب 50 ألف طنا شهريا.
وذكر الجمل أن توقف عمليات التصدير سيكون له أثار سلبية واستحضر المتحدث ماحصل في 2011 حين تسبب توقف الإنتاج وعدم تزويد السوق الأوروبية بالأسمدة والحامض الفسفوري في لجوء حرفائنا إلى شركات منافسة لنا وبعقود طويلة المدى وقد تكون الخسائر الناجمة اكبر بكثير إذا ما تمت خسارة حرفائنا لصالح شركات منافسة .