من تدهور شمل انزلاق الدينار أمام العملات الرئيسية (الاورو والدولار) الذي يؤثر في عديد المؤشرات الاخرى.
في نشرية لوزارة المالية حول الظرف الاقتصادي والمالي لشهر ديسمبر 2017 تمت الإشارة إلى أن التغيرات خلال سنة كاملة (من شهر نوفمبر 2016 إلى شهر نوفمبر 2017) سجل الدينار تراجعا ازاء الاورو بـ 19.2 % وازاء الدولار 9.8 %. وفي توزيع لهيكلة حجم الدين الخارجي حسب العملات كان نصيب الاورو بـ 46.7 % والدولار بـ 28.8 %، واشارت النشرية الى ان الدينار تراجع امام الاورو بـ0.2 % و0.5 % امام الدولار خلال شهر نوفمبر 2017.
وتراجع الدينار امام الاورو منذ 2010 الى 2016 بنسبة 25.1% وامام الدولار 49.9 %. بينما تقاربت نسبة التراجع في 2016/2015 بتسجيل نسبة 9 % مقابل الاورو و9.5 % مقابل الدولار.
وكان بيان صندوق النقد الدولي الاخير عقب زيارة وفد من خبرائه الى تونس قد اشار الى ان استمرار استراتيجية البنك المركزي لتشديد السياسة النقدية، بما في ذلك احتواء إعادة التمويل للبنوك سيساعد على تثبيت التوقعات التضخمية ودعم الدينار في سوق الصرف. وستظل مرونة سعر الصرف تساهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد التونسي. وفي هذا السياق وفي ظل التراجع في الدينار أمام الاورو فان الصادرات التونسية مع الاتحاد الاروبي عرفت تطورا ايجابيا ب 19.3 % خلال شهر نوفمبر وفق المعهد الوطني للإحصاء وتمثل الصادرات التونسية مع الاتحاد الاروبي 74.6 %. الارتفاع في الصادرات يقابله ارتفاع اكبر في الواردات ب21 % وتمثل الواردات مع الاتحاد الاروبي 53.7 %، ليواصل بذلك العجز المسجل في الميزان التجاري ارتفاعه الذي بلغ في نوفمبر الماضي 14.4 مليار دينار.
ويحذر عديد الخبراء من ان الدعوة المتكررة الى مزيد من المرونة في سعر الصرف تؤدي حتما الى مزيد انزلاق الدينار باعتبار ان الوضع الاقتصادي مازال لم يتعاف بعد.
وفيما يتعلق بالظرف العالمي لسعر الصرف فان الدولار تراجع ازاء الاورو بـ 2.2 % في نوفمبر من العام الماضي مقارنة بالشهر السابق.