تم مؤخرا الانتهاء من عملية الحصر الأولية لخسائر الفيضانات التي جدت ببعض مناطق الجنوب التونسي مع بداية الشهر الجاري ,بعد ما تم تجاوز المعدل السنوي للأمطار بمرتين ونصف في ولاية قابس مسفرة عن وفاة 5 أشخاص .
أكد كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري عبد الله الرابحي في تصريح لـ«المغرب» أن الحصر الأولي للأمطار الأخيرة التي تركزت أساسا ببعض مناطق بالجنوب التونسي وبالتحديد في قابس ومدنين تجاوز 17 مليون دينار .
وبين الرابحي أن الأضرار التي تم رفعها على إثر تنقله برفقة الوفد الحكومي المتكون من وزراء التجهيز وأملاك الدولة والشؤون الاجتماعية ,سجلت أغلبها بجهة مارث ومعتمدية دخيلة توجان و مطماطمة الجديدة ومطماطمة القديمة وارتبطت الأضرار بأشغال المحافظة على المياه والتربة (السدود الصغيرة والخنادق ..) مبينا أن كميات المياه التي تم تحصيلها في مناطق ولاية قابس بلغت 40 مليون متر مكعب.
وقال الرابحي أن عملية حصر الأضرار استندت على عمل اللجان على مستوى ولايتي مدنين وقابس مشيرا إلى أن عملية حصر أولوية للأضرار بقابس أفرزت خسائر مادية تجاوزت 15 مليون دينار وارتبطت الخسائر أساسا بأشغال المحافظة على المياه والتربة والواحات والمناطق السقوية وطرقات والمنشآت المائية .
وأضاف الرابحي أنه بالاتفاق مع رئاسة الحكومة سيتم الانطلاق قريبا في عملية جبر الأضرار في ولاية قابس والتي ستكون عن طريق الدولة وسيتم تعويض الفلاحين مباشرة ,مبينا أنه تم الانتهاء من إعداد كراس شروط مشيرا إلى وجود فريقين تعهد لهما مهمة متابعة الإجراءات ووضع اللمسات الفنية الأخيرة لكراس الشروط التي ستنظم عملية جبر الأضرار .
وبالنسبة لولاية مدنين,فقد أكد كاتب الدولة أن قيمة الأضرار التي لحقت أشغال المحافظة على المياه من طوابي وسدود وخنادق وجسور ومنشآت جاءت اقل تكلفة مقارنة بولاية قابس ,وقال الرابحي أن قيمة الخسائر جراء الفيضانات وصلت 2.5 مليون دينار مؤكدا أنه تم الاتفاق مع رئاسة الحكومة على بداية الانطلاق في تنفيذ القسط الأول من عملية جبر الأضرار .
وفي سياق ثان ,قال الرابحي أنه سيتم الاستفادة من الأمطار وتثمينها ضمن برامج عمل وإجراء دراسات, ويتعلق البرنامج الأول حسب محدثنا بإستصلاح المراعي, برنامج ثان يتعلق بتملح التربة , كما سيتم إجراء دراسة حول تأثيرات الأمطار على المائدة المائية العميقة .
وفي ما يتعلق بوضعية السدود, قال كاتب الدولة للموارد المائية أنه على الرغم من التحسن النسبي نتيجة كميات الأمطار المسجلة منذ بداية الموسم, فإن إيرادات سدود الشمال من أول الموسم (سبتمبر ونوفمبر) بلغت 100 مليون متر مكعب في الوقت الذي يبلغ معدل الإيرادات مستوى 267 مليون متر مكعب أي اقل من نصف المعدل. ووفقا لمرصد الوطني للفلاحة, فإن نسبة امتلاء السدود ليوم أمس بلغت أدناها 0 %في سد الهوارب وأقصاها 34 % في سد بئر مشارقة .
هذا وسجل مخزون السدود إلى حدود يوم أمس للفلاحة 590.552 مليون متر مكعب مقابل معدل الفترة ذاتها خلال السنوات الثلاث الماضية ب 961.915 مليون متر مكعب بفارق 371.362 مليون وعلى الرغم من تواصل النقص في مخزون السدود , فإن المخزون قد سجل تحسنا طفيفا مدفوعا في بتحسن مخزون سد سيدي سالم الذي ارتفع ب20 مليون متر مكعب فيما تبقى نسبة امتلائه ضعيفة لاتتعدى 19 %.
وفي سياق متصل, قال الرابحي أن التعامل مع الموارد المائية مبني على الترشيد ,حيث سيتم الإبقاء على ترشيد المياه على مستوى الصوناد بالتقليص ب5 في المائة ومواصلة اعتماد نظام الحصص لمياه الري.