ستتزايد لا سيما مع تواصل تراجع قيمة الدينار .
ديوان الحبوب نشر على موقعه الالكتروني مؤخرا المعطيات النهائية المتعلقة بالحبوب المجمعة والتي توزعت على 5,981 مليون قنطار من القمح الصّلب بنسبة 74 % و 0,676 مليون قنطار من القمح اللّين بنسبة 8 % و1,488 مليون قنطار من الشعير بنسبة 18 % و6049 قنطار من التريتيكال.
وبحسب المصدر ذاته,فقد استأثرت ولايات الشمال الغربي بالنصيب الأوفر من الكميات المجمعة حيث بلغ تجميع الحبوب بهذه الجهة ما يعادل 4,5 مليون قنطارا أي بنسبة 55 % تقريبا من التجميع الوطني فيما ناهزت هذه الكميات بولايات الشمال الشرقي والوسط 2,8 مليون قنطـار و 0,8 ملـيون قنطار أي بنسبة 35 % و10 % تباعا.
وحلت ولاية باجة بالمرتبة الأولى بتجميع 2,1 مليون قنطار أي بنسبة 26 %، تليها ولاية بنزرت بمليون قنطار ثم ولاية سليانة ثم جندوبة علما أنّ ولايات زغوان والقيروان ومنوبة والكاف تحصلت على نسب متفاوتة لتبلغ معا 25 %.
هذا وتولىّ المجمعون الخواص تجميع حـوالي 4,7 مليون قنطــار بنسبــة 57 % من الكميات المجمعة بينما سجلت الشركات 41 % مقابل 59 % و40 % تباعا خلال نفس الفترة من الموسم الفارط فيما واصل تدخل ديوان الحبوب في نشاط التجميع بنسبة تقدر بـ 2 % من جملة الكمّيات المجمّعة مقابل 1 % خلال نفس الفترة من الموسم الفارط .
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري قدرت صابة موســم الحبــوب للعــام الجاري بـ 17.87 مليون قنطار أي بزيادة عن العام الفارط بـ 38 % , إلا إن الإنتاج الجملي لتونس من الحبوب للموسم 2016 / 2017 لم تتجاوز 16.02مليون قنطار.
في سياق متصل, كشف مساعد رئيس الاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري أنيس خرباش في تصريح لـ«المغرب» أن اتحاد الفلاحة متمسك بأن الحصيلة النهائية لإنتاج الموسم الحالي من الحبوب لا تتعدى 12 مليون قنطار,مشيرا إلى أن الرقم الذي رصدته وزارة الفلاحة ب 16 مليون قنطار هو رقم بعيد عن الواقع ويعتمد على عملية حسابية لم تعد تتماشى مع واقع الفلاح اليوم.
وفسر خرباش ذلك بأن وزارة الفلاحة تعتمد على لكميات المجمعة لدى ديوان الحبوب كمرجع للكميات الإنتاج الوطني الجملي ,حيث أن الكميات المجمعة لدى الديوان تساوي نصف الصابة الجملية من الحبوب .وينبني هذا الاعتماد على أساس أن الفلاح يقوم ببيع نصف محصوله ويحتفظ بالنصف الأخر,غير أن هذا الواقع لم يعد جائزا اليوم بحيث أن الفلاح اليوم لن يعد قادرا على تخزين كميات كبيرة من محصول الحبوب ,حيث أصبح مجبرا على بيع 80 %من الصابة للمجمعين وبالتالي لا يمكن للإنتاج الجملي أن يتجاوز 12 مليون قنطار.
وبين المتحدث أن الإنتاج الوطني من الحبوب لن يكون قادرا سوى على تغطية سوى 4 أو 5 أشهر خاصة, الأمر الذي سيضاعف فاتورة التوريد خاصة مع بداية من شهر ديسمبر المقبل ,لاسيما في ما يتعلق بالقمح اللين والموجه أساسا للخبز.
وفي سياق متصل تعتبر الحبوب وبالتحديد القمح اللين من المساهمين في العجز التجاري الغذائي, حيث ارتفعت ورادات المواد الغذائية خلال شهر أوت بنسبة 20 % ويعود هذا العجز أساسا إلى ارتفاع نسق الواردات خصوصا ورادات السكر والزيت النباتي والقمح اللين .
ووفقا للمرصد الوطني الفلاحي, فقد تم توريد 808 ألف طن من القمح اللين منذ بداية السنة إلى حدود شهر أوت المنقضي مسجلة بذلك تطورا بنسبة 3.2 % و في ما يتعلق بالقيمة فقد شهدت هي كذلك تطورا ب17.4 % لتبلغ فاتورة توريد القمح اللين 359.3 مليون دينار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي .