«للمغرب»علما وان حصيلة الغابات المتضررة جراء الحرائق بلغت إلى حدود منتصف شهر أوت 3034 هكتارا.
في الوقت الذي تعمل فيه لجنة مجابهة الكوارث على حصر الأضرار التي خلفتها الحرائق خاصة على مستوى ولايتي جندوبة وبنزرت,تواصل السنة اللهب اجترارها لعدد مهم من النسيج الغابي ,وهو ما يجعل من عملية حصر الأضرار مهمة صعبة ,حيث أكد عبيد انكباب الجهود على إطفاء الحرائق ومقاومتها كأولوية على عملية الجرد مشيرا إلى أن الأسبوع المنقضي عرفا نسقا تصاعديا في وعدد الحرائق في كل من الكاف وسليانة وزغوان , كما شهدت القصرين وعين دراهم حرائق بشكل اقل خلال أيام العيد.
وفي ما يتعلق بحصر الأضرار ومن خلال عملية جرد أولية, أكد المدير الجهوي للتجهيز بجندوبة على اعتبار أن ولاية جندوبة أكبر متضرر من الحرائق,عبد الكريم السبري في تصريح «للمغرب» أن عملية التدقيق أسفرت عن تضرر 13 منزلا منها ما احترق كليا ومنها ما تضرر جزئيا, مشيرا إلى أن عملية حصر تكلفة الأضرار التي لحقت بالمنازل ما يزال جاريا تزامنا مع ضمان توفير التعويضات المادية.
وقال السبري انه تم فتح مسالك جديدة على امتداد 9 كيلومتر لفك عزلة المناطق المتضررة من الحرائق وتسهيل دخول الحماية المدنية عند حدوث الحرائق فضلا عن توسعة بعض المسالك الترابية الأخرى مشيرا إلى إحداث منشآت مائية على مسالك ترابية على الأودية من اجل ضمان العبور في ظروف آمنة .
160 حريقا في جندوبة
وفي سياق متصل أكّد المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة العقيد منير الريابي في تصريح «للمغرب « أن ولاية جندوبة عرفت منذ شهر جوان أكثر من 160 حريقا مخلفة بذلك هلاك حوالي 1050 هكتار مشيرا إلى أن عملية تقييم الأراضي المتضررة مازالت قيد الدرس.
توسع رقعة الحرائق خلال الأيام الأولى من الشهر المنقضي,بعد ما طالت تقريبا اغلب الولايات التونسية بنسب مختلفة، مخلفة أضرارا لمئات من الهكتارات للغابات خاصة، ونظرا لاندلاع بعضها بنسق سريع ومتزامن ولّد الشك بأنها بفعل فاعل وأخذت بعض الحرائق خاصة تلك التي نشبت بولايتي جندوبة وبنزرت,حيث تم فتم فتح تحقيق للغرض.
وفي مايتعلق بالحرائق التي نشبت ببنزرت,والتي عرفت أوجها من 2 أوت إلى 6 أوت وتم إحداث لجنة فقد أكد المكلف بالإعلام بولاية بنزرت طارق الجبار ل «المغرب» انه تم تشكيل لجنة لمعاينة الأماكن التي تضررت منها الحرائق يوم 8 أوت من قبل والي بنزرت متكونة من الشؤون الاجتماعية وإدارة التجهيز والحماية المدنية والصحة والحرس الوطني والمعتمد الأول مبيننا أن رقعة الحرائق اتسعت على امتداد 7 مناطق .
وأضاف المتحدث ذاته أن عملية التقييم والمعاينة أفرزت عدم تسجيل أي ضرر بالممتلكات العامة أو بالأشخاص مؤكدا أن اللجنة عملت على تدوين وصايا المواطنين القاطنين بالأماكن المتضررة, مشيرا إلى إعداد ملف في الغرض ليقع إرساله للجهات المركزية للنظر فيه. وقال أنه بالرغم من تضرر عدد مهم من المساحات الغابية فإن حجمها لم يحدد بعد في انتظار مصالح إدارة الغابات. وتجدر الإشارة إلى وجود شبهات تورط بعض الأفراد في إضرام النيران في غابات بنزرت .
تبقى عملية حصر الأضرار وجبرها مهمة صعبة ومتواصلة نظرا لتواصل نشوب الحرائق , لكن وفقا التقديرات المعتادة فإن كلفة حريق الهكتار الواحد من الغابات تتراوح بين 9 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار ويتم تقييم الخسائر بالأخذ بعين الاعتبار الخشب والمرعى والنباتات والانجراف الناجم عن الحرائق وما تنتجه الغابات من أكسجين.
الاحتفاظ بـ 5 عناصر
قال الناطق الرسمي بإسم المحكمة الابتدائية بجندوبة نورالدين الحباشي لـ«المغرب» أنه تم الاحتفاظ ب5 عناصر ثبت تورطهم في عملية الحرائق التي عرفتها الجهة,مشيرا إلى تواصل التحقيق مؤكدا إحالة الملف إلى قاضي التحقيق .
بقاء 3 مشتبه بهم بحالة سراح
اكّد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية ببنزرت المساعد الاول لوكيل الجمهورية شكري الاحمر في تصريح لـ«المغرب» انّ قاضي التحقيق قد قرر ابقاء كافة المظنون فيهم بحالة سراح نظرا لعدم وجود أي مؤيد ادانة يثبت تورطهم في عمليات الحرائق التي شهدتها الجهة.
وتجدر الاشارة الى انّ النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت كانت قد اذنت بالاحتفاظ بـ3 أشخاص للاشتباه في تورطهم في عمليات حرق الغابات بمختلف الجهات من ولاية بنزرت، وبإحالتهم على قاضي التحقيق تقرر ابقاؤهم بحالة سراح ولا تزال الابحاث جارية في موضوع الحال.