قال مساعد رئيس الاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري أنيس خرباش في تصريح لـ«المغرب» إن تواصل أزمة مياه الري حال دون انطلاق موسم الزراعات الشتوية بإستثناء ولاية نابل نظرا لضعف تأثرها بإشكالية مياه الري.
وحذر المتحدث من أن تأخر الموسم الزراعي سينجر عنه ضعف في الإنتاج, الأمر الذي سيؤدي إلى موجة ارتفاع في الأسعار بشكل ملحوظ مشيرا إلى تقدم موجة الغلاء بأشهر هذه السنة, حيث أن صعود الأسعار في بعض الخضروات خلال فصل الشتاء وبالتحديد خلال شهري جانفي وفيفري سيكون هذه السنة بداية من شهر أكتوبر.
وقال خرباش بأن عددا من المنتجات بدأت تأخذ نسقا تصاعديا في الأسعار مع العلم أنها في ذروة الإنتاج واستشهد المتحدث بأسعار بعض الغلال على غرار البطيخ والدلاع والتي كان من المفترض أن تشهد ارتفاعا بداية من شهر سبتمبر إلا أن أسعارها قفزت بشكل مشط منذ آخر شهر جويلية .
وأضاف المصدر ذاته, إن مخاوف من ندرة مياه الري أدت إلى عزوف الفلاحين عن الزراعة لهذا الموسم وبذلك ستكون هناك أكثر من مادة مرشحة للارتفاع في قادم الأيام .
بالرغم من مرور موسمين متتالين من الجفاف فإن الوضع لم يتغير وأزمة مياه الري تشتد من سنة إلى أخرى ولم يقابلها أي إجراءات جادة للنظر في هذه الإشكالية, الأمر الذي دعمه محدثنا مشيرا إلى تراجع نسبة المساحات المزروعة لولايتي المنستير ومنوبة بنسبة %20.
إن العمل على إيجاد حلول عملية ناجعة لأزمة مياه الري بات أمرا ملحا ليس فقط من أجل تقليص معاناة الفلاح أوالتخفيف من ارتفاع الأسعار المستمر الذي يتكبده المستهلك ,فالقطاع الفلاحي أصبح بمثابة الرافعة الأولى للاقتصاد الوطني حيث بين المعهد الوطني للإحصاء أن نسبة النمو المسجلة خلال الثلاثي الثاني من العام الجاري و التي قدرت بـ1.8 % جاءت بدرجة أولى بفضل مساهمة القطاع الفلاحي بنسبة 3.8 % وهو مايؤكد الحاجة الى مزيد دعم القطاع وحل كل الإشكاليات التي تحول دون تقدمه.