هذا الانتعاش يمثل نقطة تحول في تاريخ الشركة التي ستحتفل العام القادم بالذكرى السبعين لانبعاثها بعد الذي مرت به خلال السنوات الأخيرة من مصاعب نتيجة الأوضاع الاجتماعية داخل الشركة وكذلك الأحداث المفزعة التي مرت بها البلاد وتأثيرها البين على نشاط الشركة إلى جانب الأوضاع الاقتصادية في أوروبا التي تعد السوق الهام للناقلة التونسية والتي يمثل نشاط «الشارتر» المرتبط بنقل السياح المورد الأهم للشركة.
عودة الخطوط إلى وتيرة محمودة من النشاط سيساهم بشكل كبير في خفض منسوب التوتر الاجتماعي خاصة مسألة إعادة الهيكلة التي ما تزال تراوح مكانها نظرا لعدم توفر سيولة مالية للبدء بتسريح ألف عون من مجمل 8200 ، باعتبار كلفتها العالية 130 مليون دينار والتي ستتكفل الدولة بتوفير جانب هام منها. ورغم عدم ايفاء الحكومة بالتزامها فقد أعيد البحث في الموضوع وأرجاؤه لحين توفر الموارد اللازمة العام القادم ،مما قد يسمح بخفض كلفة البرنامج بنسبة 15%، على أن يتم التسريح على دفعتين .علما وان البرنامج الأولي لإعادة الهيكلة الذي انطلق في 2012 كان يتحدث عن 1700 عون.
من جانبه، قال الرئيس المدير العام للخطوط التونسية إلياس المنكبي أن كتلة الأجور العالية هي أحد الأسباب الرئيسية لأزمة الناقل الوطني، خاصة بعد دمج 800 عون مناولة من شركة المساعدة الأرضية. وأضاف أن التقاعد المبكر ل 1700 عون سيكلف 200 مليون دينار وهو ما يتطلب اتفاقا في الغرض مع الصناديق الاجتماعية.
وكان وزير النقل قد صرح أن الوزارة تعمل في الوقت الراهن على إعادة هيكلة جديدة للشركة سيتم بحثها في اجتماع مجلس محدود للوزراء. وفي ضوء ما ستتوصل إليه المجلس سيتم الشروع في برنامج إعادة الهيكلة وقد شدد الوزير على عدم توفر أي نية لدى الحكومة في التفويت في الشركة ولو في جانب من رأس مالها.
وكان تقرير لمؤسسة « ألفا مينا» المتخصصة في رصد الشركات قد أشار إلى ما تعانيه الخطوط من كثافة في عدد العاملين بها حيث توظف الشركة 230 عون في المتوسط عن الطائرة الواحد ة في حين يبلغ العدد في الشركات المنافسة 170 عونا.
برنامج جديد لتطوير الأسطول
هذا الوضع الذي يبدو مقلقا شيئا ما ، لا يمكن أن يحجب الصورة المميزة للخطوط التونسية خارج الحدود كما يؤكد وزير النقل مع الوعي بصعوبة الوضع في ضوء المنافسة التي تلقاها الشركة خاصة من الشركات العاملة على مطار تونس قرطاج ومع ذلك فالخطوط هي اليوم بصدد توسيع شبكتها خاصة نحو إفريقيا والشرق الأوسط حيث ينتظر أن تفتح الشركة خلال الشهر القادم نشاطها على الخرطوم بالسودان كما ستفتح خطا جديدا لها نحو العاصمة البنينية «كوتونو» قبل نهاية العام ثم سنة 2018 ستفتح ربطا جويا مباشرا مع الكامرون والتشاد على أن تفتح سنة 2019 ربطا مباشرا مع العاصمة الغابونية وربما أيضا الكونغو برازافيل.
أما في الشرق الاوسط فقد أعلن خميس الجهيناوي وزير الخارجية قبل أيام عن قرب فتح خط تونس بغداد. وتعمل الخطوط اليوم على بلورة خطة متكاملة لأسطولها بعد أن قامت في الأشهر الماضية ببيع 8 طائرات متقادمة حيث سيتم تعويضها انطلاقا من سنة 2020 بخمس طائرات جديدة من طراز أرباص 3 منها من فئة أ320 من الجيل الجديد ووطائرتين من فئة أ350 /900 بهدف استغلالها على الطرق البعيدة التي يجري اليوم تدارسها خاصة مع الصين وفي أفريقيا.