الدوافع لاختيار المنتدى هذا الموضوع و الذي سيناقش مجموعة من المواضيع ذات العلاقة. وأكد رئيس المعهد أحمد بوزقندة ، أن طريق الحرير التي بادرت الصين بالعمل عليه لتنشيط مبادلاتها التجارية والاستثمارات، حيث ترتكز هذه الإستراتيجية على بعث بنية تحتية للتواصل بين مجوعة الدول التي يعبر منها الطريق في النقل والطاقة المتجددة واللوجستيك والبنية التحتية الرقمية.
وأشار أن تونس تمتلك من الإمكانيات والمميزات حتى تكون ضمن هذه الإستراتيجية الصينية باعتبارها أكبر مصنع في العالم وأكبر ثاني مستثمر في العالم، فضلا عما تمتلكه من قدرة سياحية في العالم وذات مقدرة إنفاق كبرى .
أحمد الكرم منسق المنتدى لم يخف ما تمثله الصين على المستوى الدولي من قدرات هائلة وكبيرة جعلت منها أهم الدول المستثمرة في العالم ومصدرا للنمو، وتونس مدعوة إلى استغلال الفرص التي تتيحها العلاقات المتينة مع الصين المستعدة للإستثمار في تونس في مختلف المواقع على غرار السدود والموانئ والطرقات والسكك الحديدية.
وتحدث في نفس السياق الاتفاقية مع ان البنك الصيني للإستثمار والتي أكد على ما ستتيحه من إمكانيات لتمويل مشاريع ضخمة خاصة في البنية التحتية والطاقات المتجددة والبتروكيمياء والتكنولوجيات الحديثة نظرا لتوفر موارد بشرية تونسية ذات تدريب عال .
وانتظم على هامش المنتدى الذي كان مناسبة مهمة للحديث عن جوانب عدة من القدرات الصينية المالية القادرة على شد أزر تونس في هذه المرحلة من التحول التي تعيشها خاصة المناطق الداخلية للبلاد وما يوفره التعاون مع هذا البلد العظيم من قدرات تشغيلية للشباب التونسي حفل للتوقيع على ثلاث إتفاقيات الأولى بين بنك الأمان والبنك الصيني للتجارة الخارجية سيمكن البنك التونسي من خط تمويل للمستثمرين التونسيين للولوج إلى الاسواق الافريقية خاصة ودعم قدراتهم التصديرية والاستثمارية.
أما الاتفاقية الثانية فقد وقعت بين شركة هواوي الصينية للإتصالات وشركة «سيام» التونسية في مجال نقل التكنولوجيا وهي تهم السوق الإفريقية لانتاج عدادات ذكية في الكهرباء في حين كانت الإتفاقية الثالثة بين مجمع الوكيل التونسي ومستثمرين من الصين لبناء مركب تجاري كبير «Mall» في إطار مشروع المرفأ المالي بالحسيان برواد وتبلغ استثمارات هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم « مركز تونس وإفريقيا التجاري « 65 مليون دولار سيوفرها البنك الصيني للتجارة الخارجية مما سيجعل منه أكبر مركز تجاري في إفريقيا حيث يمسح 10 هكتارات وسيعمل تحت نظام غير المقيم كما سيوفر نحو ألف موطن شغل قار . وأكد بسام الوكيل أن أشغال المركز ستنطلق قبل موفى العام على أن يدخل العمل مطلع سنة 2020.
وتناولت المحاور الثلاث للمنتدى تقديما لصورة عن الميزان التجاري لتونس مع الصين أما الجلسة الثانية، فتناولت القطاعات المهمة في الشراكة التونسية الصينية والتي تدعو إلى الاهتمام. فيما خصص المحور الثالث للحديث عن السياحة وضرورات تفعيل إستراتيجية الجذب السياحي من الصين
ويمثل مشروع «طريق الحرير الجديد»، الذي أطلقته الصين سنة 2013 منفذا لإستراتيجيتها الجديدة من خلال إطلاق مشروع بنية تحتية برية وحديدية واسعة نحو مواقع تجارية واقتصادية في أوروبا وإفريقيا خاصة باستثمارات تفوق 50 مليار دولار مما سيساهم في ظهور مسالك للأعمال في جميع القارات من خلال ذراع مالية كبيرة ممثلة في البنك الآسيوي للاستثمار الذي سيتولى مهام انجاز البنى التحتية.
والجدير بالملاحظة أن الاستثمارات الصينية في العالم بلغت سنة 2015 أكثر من 35 مليار دولار لم تغنم منها تونس غير مليوني دولار في حين كان نصيب إفريقيا من هذه الأداة الاستثمارية الكبرى 4 % فقط.