أضاف التقرير أنه بالإضافة إلى المرافق الطبية ومتطلبات البنية التحتية الجيدة، يمثل الأمن والاستقرار دورا مهما في جذب السياحة العلاجية. كما يعزو التقرير التطور المسجل في الطلب إلى تقدم السن لدى شريحة واسعة من سكان المعمورة وكذلك توسع الطبقة الوسطى في العديد من دول العالم فضلا عما تلعبه شبكة الانترنت التي تشير إلى توفر عديدة في العالم يمكن التداوي بها كما أشارت لذلك «Julie Munro » رئيسة مؤسسة «Medical Travel Quality Alliance».
وتذكر بعض المصادر المطلعة أن سوق السفر الصحي يزن اليوم بين 40 و60 مليار دولار فيما يبلغ عدد السياح في هذا النشاط بين 12 و14 مليون زائر وتمثل كل من اندونيسيا والولايات المتحدة، أو الصين أبرز الأسواق المصدرة لهذه السياحة النشيطة .
سياحة العلاج تنمو برقمين
ويذكر «ديفيد فيكيست»، مدير مركز بحوث السياحة الطبية، التابع لجامعة سان انطونيو الأمريكية أن السائح الطبي متقدم في السن مع قدرة إنفاق أكبر، ويمضي فترة أطول، و تمثله أيضا نسبة أنثوية أعلى . وتذكر الدراسات ، أن ما يقرب من 99 % من الأشخاص الذين يسيحون في العالم من أجل المعالجة يتولون تشخيص حالاتهم قبل المغادرة.
إن السياحة الطبية هي أبعد من أن تكون حكرا على عدد قليل من البلدان أو هي مقتصرة على سكان الدول الغنية فبلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وتايلاند، وسنغافورة، وأيضا إسبانيا وألمانيا، تمثل اليوم سوقا مهمة هربا من قوائم الانتظار الطويلة في بلدانهم ، بهدف الوصول إلى العلاجات والصحة بما في ذلك غير المتوفرة عندهم بأثمان مكلفة للغاية .فالعناية بالأسنان، والجراحة التجميلية وطب الإنجاب والسرطان أو علاج القلب، وغيرها من الفحوصات بما في ذلك الوقائية، أصبحت من ضمن العروض السياحية المتنوعة. لكن الثقافة الصحية تختلف من بلد إلى آخر مما جعل العديد من الفاعلين يحذرون خصوصا من مخاطر الإفراط في التشخيص لتضخيم الفاتورة.
فالسياحة الطبية عالمية حقا، ففي ألمانيا، الكثيرون ينتقلون إلى بولونيا أو كرواتيا لتلقي علاج أرخص خصوصا بالأسنان، ولكن هناك أيضا الكثير من الروس ومن شبه الجزيرة العربية ينتقلون إلى ألمانيا لتلقي العلاج في المستشفيات لجودة الرعاية المفتقدة في بلادهم ، كما يشير Bömkes Thomas مدير وكالة تسويق السياحة .
تونس وجهة بين أوروبا وإفريقيا
ويعرف هذا النشاط السياحي في دول عديدة من العالم تطورا مطردا من ذلك البرتغال التي هي بصدد إعداد إستراتيجية مهمة لها بالاعتماد على القطاع الخاص حيث عبر مدير عام مصلحة السياحة عن عدم رغبة لدى قطاع الصحة العمومي باستخدام المستشفيات العامة لأغراض السياحة الطبية ، وأضاف أن العمل يجري في المقام الاول على دفع المبادرة الخاصة . أما في تركيا فقد وجدت الناقلة الوطنية حجة لإقناع المسافرين بإعلانها تعويضا يصل 50 % من تكلفة النقل للزوار الذين يتلقون علاجا في البلاد .
أما بالنسبة لتونس فالخطة تهدف إلى جعلها قطبا لتصدير الخدمات الصحيّة خاصة بجنوب المتوسط وأفريقيا خاصة الواقعة غرب جنوب الصحراء ،من خلال تطوير الاختصاصات الطبيّة الدقيقة والاختبارات العلاجية والسياحة الإستشفائية والعلاج الطبيعي بمياه البحر والمياه المعدنية .علما وأن هذه السياحة تستقبل سنويا حوالي 3.3 ملايين حريف من الداخل ودول الجوار خاصة واكثر من 170 ألف حريف بمحطات المعالجة بمياه البحر من السياح خاصة الأوروبيين .وتبلغ عائدات هذا القطاع سنويا مليار دينار ويأمل القائمون على الاستراتيجية تطوير هذا العائد إلى الضعفين مع مطلع 2020.