الاهتمام الصيني قابله أيضا رغبة من تونس في الاستفادة من هذا العملاق الاقتصادي العالمي لدفع التصدير نحوه في كل المجالات وخاصة الصناعات الغذائية كما أكد الصحبي البصلي رئيس مجلس التعاون التونسي الصيني مبرزا أهمية ما أقدمت عليه تونس خلال شهر فيفري الماضي من إلغاء التأشيرة بالنسبة للسياح الصينيين.
إعلان زياد العذاري وزير الصناعة والتجارة الاثنين الماضي عن رغبة المؤسسة الكبرى الصينية لأشغال وصناعات السكك الحديدية عن فتح مكتب رئيس لها في تونس وذلك عقب استقبال وفد هام صيني من رجال الاعمال زار تونس للإطلاع على مجالات الاستثمار فيها ، هو إشارة قوية من الصين لتونس ، خاصة وأن تصريح الوزير كان في إطار ما أعلن عنه في بداية العام الجاري المدير العام لوكالة الاستثمار الخارجي عن رغبة الشركة الصينية في إمكانية بعث مؤسسة مشتركة لصناعة الحافلات والقطارات في تونس . كما يولون اهتماما متزايدا بالمشاريع الكبرى للدولة في مجال البنى التحتية .
وكان نائب وزير الخارجية الصيني شانغ مينغ قد شدد خلال لقائه بيوسف الشاهد رئيس الحكومة في جانفي الماضي على عزم بلاده على تحقيق المشاريع المخطط لها بين البلدين و تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في المؤتمر الدولي للاستثمار «تونس 2020 «. كما تأمل تونس أن تعطي الزيارة القادمة لرئيس الحكومة الصينية، دفعة قوية للتعاون الثنائي وفتح آفاق جديدة لتحقيق طموحات الطرفين في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي قد تعززت من خلال إنشاء في عام 2015 مجلس التعاون التونسي الصيني.
فحسن موقع تونس الجغرافي المتوسط وقربها من أوروبا ودول جنوب الصحراء والشرق الأوسط يعطيها من الإمكانيات والوسائل لتكون أفضل من دبي خاصة وأن لديها خبرات وتطورا قادران على استقطاب المزيد من الاستثمارات من الصين ذلك ما أكده كونج كونج، الأمين العام للمنظمة الصينية الاقتصادية والثقافية «الطريق الجديدة للحرير» السبت الماضي بأحد نزل العاصمة للأشراف على تسمية الطاهر البياحي رجل الأعمال التونسي ورئيس الغرفة التجارية والصناعية التونسية الصينية كممثل للمنظمة الصينية في تونس.
وشدد الصحبي البصلي رئيس مجلس الأعمال التونسي الصيني وسفير تونس السابق بها على أن الهدف الرئيسي من إنشاء الشبكة الدولية للطريق الجديد للحرير في حوض البحر الأبيض المتوسط دافع حقيقي
للاستثمار مبرزا أن المنظمة التي يشغل خطة رئيسة بها تخطط لإطلاق الحوار بين الصين وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، قريبا في فالنسيا، باسبانيا .باعتبارها المرحلة الأخيرة من طريق الحرير الذي يضم اليوم 60 بلدا.
وشدد البصلي في ذات السياق على دور المنظمة في تعزيز موقع تونس في الصين. مشيرا إلى أن مستشفى صفاقس الصيني هبة صينية منذ عام 2005. وهو لا يدري لماذا تأخر كل هذا الوقت.
وابرز الطاهر البياحي رئيس غرفة الصناعة والتجارة التونسية الصينية العمل الذي تقوم به الغرفة لتوسيع شبكتها في الصين، وتعزيز العلاقات لجذب الاستثمارات الصينية مبرزا تطور العلاقات بين البلدين على عكس بلدان أخرى مشددا على أن تونس لديها كل شيء لجذب المستثمرين الصينيين.
والجدير بالملاحظة أن طريق الحرير، كانت في القرون الوسطى، شبكة من الطرق التجارية عبرت من خلالها السلع لعدة قرون. وسمحت أيضا بالتلاقح الثقافي بين البلدان التي تعبر منها هذه الطريق .