ليس ثمة شك أن وضع الشركة الوطنية للنقل الجوي التي أنشئت في أواخر أربعينات القرن الماضي واستطاعت رغم كل المصاعب ،الاستمرار والنجاح بفضل مهنية رجالها وغيرتهم عليها ، بات اليوم من التاريخ فالناقلة باتت سنواتها منّذ 2011 تتشابه في النتائج. كما باتت الناقلة اليوم ، تعرف لدى القاصي والداني بنسب تأخر رحلاتها العالية والمؤثرة مما جعل نشاطها التجاري يتهاوى ويتقلص عدد حرفائها لا فقط في النقل غير المنتظم المرتبط بالسياحة أساسا بل أيضا المنتظم والذي يعد الرئة التي تتنفس بها الشركة في هذه المرحلة من تاريخها.
وفتح خط جديد ،السادس نحو عواصم القارة ، باتجاه كوناكري بغينيا أمس الأول بادرة خيرة ، لكن لا بد أن تكون التونسية على هذا الخط وغيره من الخطوط الإفريقية ذات حركية كبيرة ومتجددة لاستقطاب المسافر الإفريقي كما أن الإسراع بتأهيل مطار تونس قرطاج ليصبح مركزا جهويا للإسفار نحو أفريقيا بات أكثر من ضروري خاصة وأن شركات كبرى عالمية على غرار القطرية والتركية والإماراتية فضلا عن الفرنسية والألمانية والبلجيكية لديها شبكة واسعة من الرحلات التي تستقطب أعدادا كبيرة من المسافرين الأفارقة و غيرهم يتوافدون على القارة يوميا ويمكن للتونسية أن تجلب جانبا غير هين منهم بفضل سياسة تجارية جديدة ومبتكرة.
اليوم الشركة الجوية التونسية مهددة بفقدان جانب هام من حرفائها شمال المتوسط في هذا الصيف نظرا لسياسة تجارية بالية وما تشهده من منافسة شديدة من شركات أوروبية خاصة في فرنسا التي تعد أهم سوق للشركة حيث تمثل نحو 23 % من مجمل نشاطها التجاري السنوي . رحلات أحيانا بأقل من 60 % من طاقة الطائرة لا تسمح للشركة بتحقيق نتائج إيجابية خاصة وأن هذه السوق تعرف أيضا عزوفا من الحريف التونسي من أبناء المهجر رغم ما توفره الدولة لهم من تسعيرات تفاضلية على الناقلة الوطنية كما أكد بعض المطلعين أن الأثمان التي تعرضها الناقلة الوطنية التي لا تتوافق مع ما تعرضه المنافسة على غرار «ترانس افيا» التابعة للخطوط الفرنسية التي تعرض رحلاتها بـ 230 يورو في حين نفس الرحلة لدى التونسية ثمنها يساوي أكثر من ضعف الشركة الفرنسية أي أكثر من 450 يورو مع المعاليم الإضافية.
والجدير بالملاحظة أن الخطوط التونسية كانت قد أغلقت سنتها المالية لعام 2015 بتسجيل خسارة صافية قدرت ب71 مليون و 360 ألف دينار وإن كانت هذه الخسارة لها ما يبررها لكن تواصل هذا التراجع بهذا الشكل هو المرفوض خاصة وأن الشركة يفترض أن تقوم بحملة واسعة من العروض التفاضلية لاستقطاب المسافرين مع القيام بحملة علاقات عامة كبيرة لا فقط على المستوى الوطني بل دوليا وإفريقيا تحديدا لتعويض خسارتها في بعض الأسواق نتيجة تقلص السياحة وكذلك توقف نشاطها الهام على ليبيا.