الملاحظين في الفترة الأخيرة الحديث عن إمكانية تعويم الدينار في الفترة القادمة وهو ما يطرح تساؤلا حول مدى استعداد تونس للمرور إلى هذه المرحلة.
الحديث عن تعويم الدينار التونسي اي احتكامه تلقائيا للعرض والطلب وتوقف البنك المركزي عن التدخل ويمكن الالتجاء الى التعويم عندما يفقد البنك المركزي الرصيد الكافي من العملة الصعبة ومن المخاطر التي يمكن ان تنجر عن التعويم تسجيل انهيار مثلما حصل بمصر حيث فقد الجنيه في يوم واحد اثر تعويمه 47 % من قيمته. وتحتاج تونس يوميا الى 100 مليون دينار لتغطية دفوعات البلاد التونسية بالعملة الصعبة.
وقد اكّد عز الدين سعيدان الخبير المالي في تصريح لـ«المغرب» انه من الصعب الآن خوض تجربة تعويم الدينار الا انه اضاف في الوقت نفسه ان الحلول الميسرة وقاعدة تحّرك البنك المركزي تضيق شيئا فشيئا امام تراجع احتياطي البنك من العملة الصعبة التي لم تتجاوز في احسن الاحوال 120 يوم توريد. ففي صورة عدم النجاح في الإصلاحات وإعادة الاقتصاد والاستثمار والتصدير بصورة خاصة يمكن ان تلجأ تونس الى التعويم الذي سيكون سببا في ارتفاع نسب التضخم وانهيار قيمة الدينار. ولئن كان تعويم الدينار ولو جزئيا يساعد في تحسين تنافسية الصادرات التي ستنخفض اسعارها وبالمقابل ترتفع اسعار الواردات فان الوضع سيؤدي الى ارتفاع في نسبة التضخم الحقيقي.
اما تحرير الدينار الذي يعد امرا خطيرا ايضا حسب المتحدث اذا ما تم اتخاذ هذه الخطوة في هذه الفترة فهو الغاء القيود عن العملة وفي ظل الضعف الذي يشهده الدينار من الممكن ان يعمق تحريره ازمته اكثر.
سجلت قيمة الدينار، خلال شهر سبتمبر 2016 ،أمام أهم العملات الاجنبية، مقارنة بمعدلات شهر أوت 2016: تراجعا بــ 0.1 % أمام الدولار وارتفاعا بـ0.6 % أمام اليان الياباني، فيما سجلت استقرارا إزاء االاورو وأمام الدرهم المغربي، وفي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي فان الدينار شهد تراجعا بـ 11.9 % امام الاورو و8.7 % امام الدولار.
كما شهدت خدمة الدين العمومي تطورا في موفى أوت2016 مقارنة بنفس الفترة من السنـة الماضية بنسبة 11.8 %.