والبناء والميكانيكية والصناعات المعدنية والصحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة والبيئة، الاستشارات والتدريب، ومواد البناء إلى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر الجاري لتعزيز التعاون الثنائي بين تونس وبوركينا فاسو أولا وفتح أفاق جديدة على القارة الأفريقية ودعم العلاقات المثمرة بين المستثمرين التونسيين ونظرائهم الأفارقة عامة.
زيارة الوفد الاقتصادي التونسي ستكون فرصة جديدة للقاء الوزراء وكبار المسؤولين وكذلك رجال الأعمال المحليين وزيارات للشركات المحلية .كما سيشارك الوفد التونسي في المنتدى الاقتصادي الذي سيعقد يوم 25 أكتوبر، الذي سيفتتحه وزير التجارة في بوركينا فاسو. حيث سيتم التركيز على مناخ الأعمال في الوجهة البوركينية . كما سيتم خلاله عرض خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية 2016 - 2020 والبرنامج الاستثماري للخمس سنوات القادمة والمقدرة ب 15 مليار فرنك إفريقي ، أي ما يعادل 57 مليار دينار تونسي.
ولتفعيل التوجه التونسي نحو القارة السمراء تم قبل أيام بعث أول صندوق استثماري ، امان افريقيا، AFRICAMEN » « باستثمارات قدرت 30 مليون دينار، موزعة بين شركة ستار للتأمين وإعادة الـتأمين وصندوق الودائع والأمانات وبولينا وبنك الأمان.
وسيعمل هذا الصندوق الجديد والذي يبرز العلاقة الجديدة بين القطاعين الخاص والعام على تدعيم الاستثمار المباشر التونسي في القارة الإفريقية الذي ما يزال محدودا جدا حيث لا يتجاوز اليوم 0.2 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وهو ما يعد محبطا إذا ما علمنا أن تونس كانت عاجزة عن الاستجابة لرغبات الدول الإفريقية التي كانت راغبة في الاستفادة من تجربتها رغم أنها بادرت بفتح الطريق ولكن اليوم تم تجاوزنا من قبل الأتراك والصينيين والمغاربة الذين سارعوا بافتكاك الموقع بقوة بفضل سواء تماسك الإرادة والقدرة على المنافسة كما أشار إلى ذلك أحمد الكرم رئيس مجلس إدارة بنك الأمان.
لم يغفل المتحدثون في مناسبة إطلاق الصندوق الاستثمار الإشارة إلى ضعف الدبلوماسية التونسية في القارة السمراء حيث ان عدد سفاراتنا لا يتعدى 8 السفارات في قارة تضم ل54 بلدا، فبلدان جنوب الصحراء هي خزان كبير للنمو. فهي سوقا من مليار شخص مع افاق بمضاعفة هذا الرقم في خلال منتصف هذا القرن ، و ما لا يقل عن 35 % منهم يعيشون في المدن مع معدل نمو مستقر قد لا يقل عن 5 % فضلا عن عائد استثماري هو من بين أعلى المعدلات في العالم.
هذه أفريقيا اليوم هي عمق تونس الاقتصادي وببعث صندوق الاستثمار المخصص لتنمية النشاط على القارة تتوجب على الفاعلين الاقتصاديين وقبلهم السياسيين عدم هدر الفرصة مرة أخرى ما دام الأمر بالإمكان تداركه نظرا لامتلاك تونس ميزة مزدوجة لتحقيق النجاح في أفريقيا، بفضل دينامكية وابتكار القطاع الخاص، إلى جانب التجربة الكبيرة للقطاع العمومي خاصة في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والاتصال و مياه الشرب التي يمكن أن تحظى باهتمام عدد من دول أفريقيا الراغبة في مغادرة نفق التخلف الذي طال .