هذا ما صرح به الجنرال دي غول في خطابه أول أمس وبما أن الشعوب المستعمرة سابقا أو التي لا تزال مستعمرة إلى حد الآن قد ركزت منذ ثلاثين سنة كفاحها على هذه الفكرة فإننا نرحب بما قاله دي غول ونحاول أن نتبين كيف تترجم عنها في الواقع أعمال الحكومة.
ذلك أن وجود قوات عسكرية فرنسية بالتراب التونسي رغم إرادة شعبنا- الذي جعل من نهار اليوم إحياء ذكرى معركة الجلاء – يدفعنا إلى إبداء بعض الاحترازات.
فان التعاون الحر الذي ما انفك فخامة الرئيس الحبيب بورقيبة والشعب التونسي يناديان به والذي دعا إليه الجنرال دي غول بصورة علنية أن ذلك التعاون لا يمت بصلة للوضع الذي تحافظ عليه الحكومة الفرنسية في بنزرت.
ان العلاقات الموجودة حاليا بين البلدين مقيدة بقضية بنزرت وستبقى على ما هي عليه ما لم يقع القضاء على الداء من جذوره ولقد أثبتت التجربة أن المشاكل الثانوية يستحيل حلها أو يكاد بمفعول بعض التلكؤات والتأويلات الخاطئة التي تقيم الدليل على أن ذلك التحول في العلاقات لم يتضح في أذهان حكام فرنسا.
ولنذكر على سبيل المثال ذلك القلق الذي أبدته بعض الصحف والأوساط السياسية الفرنسية إبان إقامة الوفد التونسي من 15 إلى 24 جانفي بباريس بشان مصير بعض المعتقلين الفرنسيين من المواطنين التونسيين بفرنسا والجزائر اكبر بكثير من عدد المساجين الفرنسيين بتونس.
ولو أرادت تونس في هذا الصدد أن تقوم –رغم جو الحذر المخيم حاليا – بعمل القصد منه انفراج الحالة –فان ذلك العمل يجب أن لا يفسح المجال لمساومات ناتجة عن تأويل خاطئ – وهذا شان بقية المشاكل العالقة عن الحل بين تونس وفرنسا حيث يخشى أن تشوه بهذه الطريقة النظرية التونسية.
إن كل ذلك ناتج على كون العلاقات مركزة على الهيمنة الفرنسية ببنزرت وهي هيمنة يقف في وجهها اليوم الشعب التونسي تحت قيادة المجاهد الأكبر ذلك الشعب الذي يمهل ولا يهمل.
العلاقات التونسية – الفرنسية وخطاب الجنرال دي غول (رسالة خاصة من باريس)
- بقلم المغرب
- 12:03 14/02/2017
- 1848 عدد المشاهدات
باريس - (إن تحويل علاقات الهيمنة إلى علاقات تعاون عمل يجب انجازه حيث لم ينجز بعد أي في الجزائر)