اسرائيل تستفزّ سوريا… طهران تراقب فهل تعلنها حرباً ؟!

 

تخيم على إسرائيل اليوم أجواء غير عادية مشحونة برائحة البارود، وقد لا يمر يوم دون أن تتصدر الصحف الإسرائيلية المختلفة أنباء

عن احتمال وقوع هذه الحرب مع كل من سورية ومحور المقاومة، كل هذه التصريحات توحي وبدون أي مجال للشك بأن عملاً عسكرياً قادماً ضد إسرائيل عما قريب وذلك مشروط بالطبع باستمرار إسرائيل بعنجهيتها المفرطة تجاه الأراضي السورية.
على خط مواز، ترى ايران في الغارات الإسرائيلية المتزايدة على الأراضي السورية تحدياً لها، وهي ملزمة بالرد كي لا تبدو ضعيفة في نظر أعدائها، إلا أنها قد تؤجل الرد إلى أن تنشأ ظروف تنفيذية ملائمة لإعتماد خياراتها، في إطار ذلك باتت القيادة الإيرانية تشعر بالانتِقادات الكثيرة داخل سورية وخارجها، بسبب صمتها، وعدم تدخلها في مواجهة أي عدوان اسرائيلي، أو تقديم العتاد العسكري المطلوب الذي يمكّن الجيش السوري من التصدي له.
في الآونة الأخيرة، شددت إسرائيل من عملياتها العسكرية في سورية وتجاوزت جميع الخطوط الحمر هناك، فقد استهدفت المطارات المدنية وأخرجت مطار دمشق عن الخدمة واستهدفت مطار حلب كذلك، كما قامت إسرائيل باستهداف مباني سكنية في دمشق وريفها وأزهقت عشرات الأرواح من المدنيين.
بناءً على ذلك قررت إيران تزويد الحكومة السورية بمنظومات رادار وصواريخ دفاعية من منظومة (15 خرداد) كما سيتم تزويدها أيضاً بقنابل دقيقة للطائرات المقاتلة وذلك ضمن مساعي إيرانية-سورية لتعزيز الدفاعات الجوية السورية في مواجهة الغارات الإسرائيلية المستمرة.
وسبق أن أعرب المحللون السياسيون الإسرائيليون عن تخوّف الكيان الإسرائيلي من القدرات العسكرية الإيرانية، لا سيما بعد الكشف عن تزويد إيران لروسيا بالطائرات المسيرة في الحرب الأوكرانية، وعلّق حينها رئيس الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية “عميت ساعرط”، على هذا التعاون بقوله: “يجب النظر بجدية، لِما قد يترتّب على هذا التقارب من تداعيات تطال الأمن القومي الإسرائيلي”.
وخطورة هذه الخطوة بالنسبة لـ “إسرائيل” لا تكمن فقط بوجود هذه المنظومة الإيرانية في سوريا، بل هي وجود تعاون روسي- إيراني، مترافق مع غضب روسيا من السلوك الإسرائيلي فيما يخص حرب أوكرانيا بعد أن صوتت إسرائيل مع قرارٍ في الأمم المتحدة يدعم سلامة أراضي أوكرانيا وطالبت بانسحاب الجيش الروسي فوراً، بالإضافة الى مساعدة أوكرانيا على تطوير أنظمة الإنذار الصاروخي ، وضمن هذا الإطار تحاول روسيا أن تجعل إسرائيل تدفع الثمن من خلال السماح أكثر لإيران للتحرك بحرية أكبر في سماء سورية، مع زيادة حجم التعاون العسكري والقتالي فيما بينهما الذي يمكن أن يؤثّر على قدرة إيران لمواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي.
لكن السؤال الأكثر أهمية هو: ماذا سيحدث الآن؟ واضح جداً أن إيران غير معنية حالياً بالتصعيد مع إسرائيل، والسبب الرئيسي هو أن الإيرانيين حريصين على عدم فتح جبهات جديدة، و لن يتصرفوا بإنفعال وإرباك، وإنما سيأخذون الوقت المناسب لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه اللقاء الاستخباراتي الإيراني السوري بالقول من أن صبر الحكومة السورية إزاء الهجوم الإسرائيلي على أراضيها قد يستنزف إن آجلاً أو عاجلاً مما سيؤدي إلى تداعيات وخيمة على المنطقة ولعل هذا التصريح هو رسالة تحذير قوية وواضحة للطرف الإسرائيلي المعتدي على وطننا الغالي على قلوبنا “سورية”.
مجملاً…إن الحرب القادمة بين إسرائيل والجيش العربي السوري ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم إسرائيل أكثر مما حصل في حرب تشرين التحريرية، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، فالجيش السوري لن يفاجئ إسرائيل في حجم ترسانة صواريخه وتنوعها فحسب، بل سيفاجئها أيضاً بأسلوبه وجهوزيته القتالية، لذلك فإن إسرائيل يجب أن تخرج مهزومة من حربها على سورية ومن أجل ذلك لا بد من التوحد خلف استراتيجية واضحة وثابتة ودائمة لفضح الاحتلال وعزله ومواجهته بكل أشكال المقاومة إلى أن يزول عن كامل الأرض العربية.
إن الحرب قادمة لا محالة، وأن المنطقة قادمة على مشهدين لا ثالث لهما إما تسوية مرضية بشروط محور المقاومة وحلفائه الدوليين أو حرب إقليمية ولن تكون إسرائيل في مأمن منها أبداً.

المشاركة في هذا المقال

تعليقات4

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115